إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وايران.. هل تنجح في نزع فتيل التوترات في المنطقة
الاعلان المفاجئ الذي حدث خلال الساعات الماضية والمتمثل في اعادة العلاقات الدبلوماسية الطبيعية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية ايران الاسلامية
واعادة فتح السفارتين في طهران والرياض.. بالفعل كان حدثا مفاجئا لم يكن متوقعا في ظل الظروف المتوترة في منطقة الشرق الاوسط على كافة الاصعدة.. وخاصة الاستعدادات الاسرائيلية لتوجيه ضربة عسكرية كبيرة على المفاعلات النووية الايرانية وربما تتوسع تلك الضربة الى استهداف منشآت عسكرية ومدنية إيرانية ذات اهمية استراتيجية لنظام طهران.. خاصة بعد صدور تقرير الوكالة الدولية المعنية بمراقبة الانشطة الصناعية النووية في العالم والذي اوضح.. ان الخبراء التابعين للوكالة حصلوا على آثار حقيقة اشعاعية تؤكد ان ايران قد استطاعت ان تصل الى نسبة 84% من تخصيب اليورانيوم مما يمكنها خلال فترة زمنية قصيرة جدا من صناعة القنبلة النووية والذي سيؤدي الى اختلال موازين القوى في المنطقة التي هي في الأصل ملتهبة ومليئة بالصراعات السياسية والعسكرية والاقتصادية..
فهل نستطيع ان نبني على هذا الاتفاق السياسي آمال حقيقية في جوانب حلحلة المعضلات الخطيرة مثل ايجاد الحلول الواقعية للحرب الظالمة المستمرة في اليمن منذ ثمان سنوات بإيجاد الحلول الصادقة لإيقاف الحرب وانقاذ الشعب اليمني من الاوضاع المعيشية التي يرزح تحتها والتوصل الى حل سياسي اقتصادي في لبنان بانتخاب رئيس توافقي جديد للبنان وحكومة تعمل على انقاذ الاوضاع الاقتصادية المتدهورة في البلد ومد يد العون للشعب والحكومة العراقية من اجل انتشال العراق من اوضاعها الاقتصادية والامنية غير المستقرة وقبول العرب بعودة الجمهورية العربية السورية الى احتلال موقعها الطبيعي في جامعة الدول العربية بقيادتها السياسية المتمثلة في الرئيس بشار الاسد والتسليم بدورها السياسي الهام والمؤثر في المنطقة.
اضافة الى كبح جماح الكيان الصهيوني بقيادة نتنياهو الرامي الى تفجير الاقليم واقحامه في حرب مدمرة تكون نتائجها غير محسوبة ويدفع ثمنها كل شعوب المنطقة عن طريق تدخل الدول العربية المطبعة للعب دور في هذا المنحى.. كل ما تم ذكره وما لم يذكر.. هل يمكن القول ان التقارب الايراني السعودي بعودة العلاقات بينهما يمكن ان يكون املا في البدء بحل قضايا الإقليم بشكل شامل..او ان هذا الاتفاق غير المتوقع عبارة عن خدعة سعودية تقوم على خطة امريكية اسرائيلية لتجنيب السعودية من الكارثة المتوقع حدوثها في المنطقة والحفاظ على مصادر الطاقة المنتجة من السعودية والتي يحتاجها العالم وحمايتها من تعرضها للهجوم الايراني الدفاعي المضاد الذي ستشنه ايران على عموم دول الاقليم دفاعا عن نفسها .
من منطلق الواقع الخطير في المنطقة لا يمكننا التنبؤ بحقيقة ما يجري بشكل تقريبي وحقيقي كون مجريات الأحداث في منطقتنا تدار بشكل مباشر من قوى الغطرسة العالمية المتمثلة في الشيطان الاكبر امريكا ومن خلفها الحركة الصهيونية العالمية التي لا يوجد في حساباتهما تحقيق الخير والأمن للعرب والمسلمين.. ولا اعتقد ان إعلان التصالح السعودي الايراني تم بمعزل عن امريكا وحلفائها في الغرب والخطورة من وجهة نظري ان يكون هذا الاعلان هو تمهيد لاندلاع حرب شرسة ضد ايران وحلفائها في اليمن ولبنان وغزة وسوريا والعراق وهو سيناريو قد يحدث خاصة في ظل القيادة السياسة الحالية في واشنطن وتل ابيب.
وباعتقادي ان فرص اشعال الحرب في المنطقة هي الاكبر من فرص السلام وحلحلت معضلاتها لأن السلام في الاقليم ليس في صالح امريكا وحلفائها في الغرب خاصة وأن ايران متهمة بصورة علنية بتدخلها في الحرب الجارية في اوكرانيا وتزويد روسيا بأسلحة نوعية حديثة ساعدت الجيش الروسي على تحقيق انتصارات لافتة في ميادين القتال وخففت من الخسائر البشرية والتقنية لروسيا بسبب تدفق أسلحة الناتو الحديثة على اوكرانيا بشكل كبير وخطير حيث أسهمت المعدات العسكرية الايرانية التي قدمت للجيش الروسي في كسر تفوق اسلحة الناتو على الجيش الروسي، لذلك لابد من عقاب ايران على هذا الدور الذي كما يعتقد الغرب انه ادى الى تعرية الاسلحة الغربية واظهار ضعفها ومدى هشاشتها وحققت روسيا انتصارات ساحقة على الناتو في أوكرانيا، اضافة الى ذلك فان الدول الاستعمارية الغربية لا تريد ان تقدم على حل قضايا المنطقة بشكل شامل لأنها هي من اوجدت كل هذه الصراعات والفوضى فيها وأن إحلال السلام في المنطقة يعد نصرا استراتيجيا لقوى المقاومة وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولا يمكن لأمريكا وحلفائها ان يسمحوا أن يحدث هذا الأمر مهما كلفهم من تضحيات.
عموما ارجو ان اكون مخطئا في تحليلي التشاؤمي الذي اوردته في هذا المقال أسأل الله ان يلطف بنا من اعدائنا وان يخذلهم ويكشف لنا وللعالم مخططاتهم الاجرامية الرامية الى تفجير الصراعات في مختلف بقاع العالم..