خواطر سرية: الأهداف الصينية
لأن جمهورية الصين.. قد دخلت ميدان المباراة وحققت هدفاً متميزاً في شباك الولايات المتحدة الأمريكية في الدقائق الأولى من اللقاء في المنطقة التي كانت حكرا وحيدا على الاستكبار العالمي فهل ستتبنى الصين مؤتمرات في بكين لحفظ وادارة وتنسيق الأمن الخليجي,
والنظر بعناية لشبه الجزيرة العربية في ظل التشكيل الجديد للعالم القادم.
ولأن مراكز الدراسات الاستراتيجية التي استقدم متخصصيها بن سلمان منذ وقت مبكر كانت تنصحه وتشير الى عبثية الحرب على اليمن وخطورة تبعاتها الكارثية على المملكة والمنطقة ولم تنصع أجهزته ولم تجرؤ لتقديم تلك الدراسات بقوة وصدق.
جاءت الصدمة الثانية عندما تم بلا شك الرفع بدراسة مستفيضة من المتخصصين والقدرات المحاسبية والمالية والسياسية بأن هيمنة امريكا المالية والسياسية تؤول للسقوط وان الدولار احد اسباب انهيار الولايات المتحدة الأمريكية بسبب اخطاء واستكبار عالمي اعتمد على القوة العسكرية ولم يعتمد على القوة الاقتصادية واعمدتها المعروفة.
هل كل هذا دفع ابن سلمان لإصدار قراره المفاجئ بالاتفاق مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والذي بلا شك ستعقبه اتفاقيات مع تركيا وبعض الدول الأخرى .
اذا كانت المملكة قد اعادت دراسة ملفاتها من اليوم الأول للعدوان على اليمن الذى تم باختراق مباشر لأجهزتها ذات القرار من قبل الولايات المتحدة واجهزتها المتخصصة حيث جعلت المملكة هي التي تطلب وتعلن العدوان من امريكا وتلتزم بتبعاته ونتائجه وهذا يثبت القدرة على السيطرة على قرار المملكة وتعويمها وادخالها في نفق مظلم ..يصعب الخروج منه .
فان ذلك قد تترتب عليه امور عكسية لدى شخصية ابن سلمان الذي تدعمه من ضمنها التشكيل الجديد للمنطقة والعالم, وهذا ما دفعه للسباق قبل فوات الأوان, وهو بهذا يكتشف ان الكثير من الذين كان يعتمد عليهم لم يكونوا صادقين معه وانهم كانوا يحبون ان يغرق في الوحل ليسلموا شره وانعكاساته المفاجئة فهم لم يشعروا بالأمان مطلقا ويتحسسون أي يوم يبطش بهم بمن فيهم خونة اليمن الذين لا يقر لهم قرار ويخشون نهوض ابن سلمان من نومه كما عملها مع اقاربه وابناء عمومته منتصف الليل مكبلين بالسلاسل لذلك, الكثير دفعهم الخوف والخشية لتطويل الحرب وربما التعامل مع الولايات المتحدة مباشرة ليفقد الأمير صوابه ولا يفقه شيئا ولكنه فاجأهم بالاتفاق مع طهران الذى ازعج الصهاينة أيضا وامريكا وقد يقول قائل: السعودية ذراع أمريكا ولا تجرؤ وانما كانت بتنسيق واذن منها.. وهذا غير صحيح بكل بساطة لأن تقديم الصين الى المنطقة وفتح الشباك امامها لتدشين الاهداف ضد امريكا دليل واضح انه بدون تنسيق أمريكي, وبما ان وعد الله الأول القائل: (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين) فإن حكمة الله لا يستطيع ان يقف احد امامها ووعده سيتحقق وسنرى أهدافاً متميزة للصين على الاستكبار العالمي, تجبر الولايات المتحدة الأمريكية على تغيير حارس المرمى في المواجهات القادمة.. فلننتظر .