تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد (65)
الانتخابات الموعودة في تشرين الثاني نوفمبر 1992م تم تأجيلها ثم في حوالي الساعة الحادية عشرة دعا المؤتمر الوطني إلى إضراب عام
وبدا للحظة أن مفكري المدن وشيوخ الريف قد يجتمعون لفرض تغيير في أسلوب السياسة ولكن إلى أن أدان الرئيس ونائب الرئيس الإضراب لم يعرف الكثير من سكان صنعاء عن هذا الإضراب شيء حتى لم يعلم به السياسيون في الأحزاب الصغيرة ذات النزعة العلمانية عادة ممن كان التعامل مع الناس العاديين جزءًا من عملهم وعلى النقيض من ذلك فعل حزب الإصلاح الذي كانت تدخلاته الرئيسية في ذلك الوقت تهدف لإغراق أو تعطيل محاولات مناقشة قضايا مثل حقوق الإنسان , في غضون ذلك احتفظت الحكومتان السابقتان المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني بقواتهما الخاصة ومصادر أموال الدولة اكتسب الجنوب موارد كبيرة من النفط والغاز بعد التوحيد ووقعت التجارة المرتبطة بالنفط إلى حد كبير في أيدي الشمال وأسس رائدا الأعمال الفلسطينيان حسيب الصباغ وسعيد خوري شركة مقاولات ضخمة للعمل على خط أنابيب من المسيلة حقل النفط الجديد الكبير في حضرموت إلى الساحل وقيل إن وكيلهما التجاري هو شيخ من حاشد بدأت الشركة الفرنسية Elf العمل على نطاق واسع وكان وكيلها أحمد شميلة وهو من أقارب الرئيس وهو نفسه من سنحان ، عمل عبد الله الحضرمي رئيس MECO بصفته وكيلًا لشركة مقرها الولايات المتحدة لفترة طويلة كانت عائدات النفط والغاز بحد ذاتها موضع خلاف لم يكن من الواضح كيف تم دفع عائدات الشمال وزعم الحزب الاشتراكي اليمني في كثير من الأحيان أن كل الأموال لم تصل إلى حسابات حكومية في صنعاء في حين أن عائدات الجنوب كانت مستمرة لبعض الوقت وتم دفعها مباشرة إلى عدن .
بدأ الإنتاج الفعلي يتدفق في أواخر عام 1993م وإذا كان التنقيب عن النفط قد ساعد في توحيد حكومتين في (1990-1989) فهو الآن يشجع الجنوب على الانفصال أكثر من قبل ، جرت الانتخابات النيابية في أبريل 1993م وكانت هناك بالتأكيد بعض المخالفات من قبل حزب الإصلاح وحلفائهم في حجة حيث تم أخذ صناديق الاقتراع تحت تهديد السلاح و أيضا تم تدمير مكتب الحزب الاشتراكي اليمني هناك بنيران البازوكا ولكن بشكل عام تم إجراء الاقتراع بشكل قد يكون مقبول ,كان الاستطلاع معقدًا في عدة أماكن تنازل كل من حزب المؤتمر الشعبي العام والإصلاح عن مكان واحد إلى الآخر واندمجت أعداد كبيرة من المرشحين المستقلين وأعيد ترتيبهم وانسحبوا فجأة في أنماط خاصة بكل دائرة انتخابية أما المفاجآت التي حصلت في انتخابات عام 1988م في الشمال فقد تم تجنبها لكن النتائج زادت من حدة المشكلة الرئيسية بين الشمال والجنوب.
حصل الحزب الاشتراكي اليمني على عدد قليل من المقاعد في الشمال وخسر بعضا في الجنوب لصالح الإصلاح ولكن حصل على 56من أصل 301 مقعدًا مقابل62 للإصلاح و 123لحزب المؤتمر الشعبي العام ,كانت مطالبات الاشتراكيين بنصف الحصة في السلطة ضعيفة وتم التصويت في وقت لاحق في البرلمان للمجلس الرئاسي المكون من خمسة أعضاء وفشل سالم صالح محمد من الحزب الاشتراكي اليمني في الحصول على الدعم الكافي مما يعني ضمناً وجود مجلس من اثنين من المؤتمر الشعبي العام واثنين من حزب الإصلاح وعضو واحد فقط من الحزب الاشتراكي ودعا رئيس مجلس النواب إلى تعيين سالم صالح على أي حال لكن الحزب الاشتراكي اليمني انسحب ومرة أخرى انسحب علي سالم البيض إلى عدن ثم إلى حضرموت و هذا الانتقال الأخير الذي استمر شهراً على ساحل المحيط الهندي تسبب في قلق شديد في الدوائر الشمالية فقد كان الاشتراكيون في السبعينيات يخشون في كثير من الأحيان من النفوذ السعودي في حضرموت ربما بوساطة عائلات تجارية كبيرة الآن يخشى المؤتمر الشعبي العام من التحالف السعودي مع الاشتراكيين أنفسهم واحتواء حضرموت على حقل نفط كبير تم استبدال الحديث عن اللامركزية والفيدرالية بين الشماليين بشروط أكثر صرامة للوحدة ضد الانفصال وكان عبد الكريم الإرياني من بين أشد المتحدثين الشماليين صرامة في هذا الموضوع .