مرحباً موسم النفحات..!!
على موعدٍ مع أشرف وأعظم أيام الله، سيد الشهور وتعويذة السنوات والدهور.. وموسم نفحات الخير والرحمة والعتق والغفران.. (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للنَّاسِ وبيناتٍ من الهدى والفرقان) الآية185البقرة.
مكافآت ربانية عظيمة للأمة.. للدنيا.. للعالمين.. لكل المنتمين لهدى الله لكل المستقيمين على الطريقة السمحة.. لكل المؤمنين.. لمن تحررت نفوسهم من طينية الجسد، وتسامت إلى عليين الإيمان والإخلاص لله رب العالمين.
مزايا ونفحات وهدايا سماوية يفوز بها كل من أستغل عبق هذه الليالي المشرقة والأيام المعدودات التي جعلها الله مضماراً للمتقين الصائمين ليفوزوا برضاه ونعيمه في الحياتين الدنيوية والأخروية.
في رمضان تتصل الأرض بالسماء وتتمسك القلوب والألسن بآيات السماء، ويبذل المال وكل زخارف الأرض ؛طمعاً في مرضات فاطر الأرض والسماء.. وحتى سقف المشاعر والعواطف يرتقي ليصبح سماوياً فحين ترى الغني ينفق ويعطف على شريحة المستضعفين فمعناه أن مشاعره الضوئية تمردت على غريزة البخل ومرض الأنا فأصبح يمتلك روحاً إنسانية ومشاعر سماوية ترنو إلى رضا الله وعطاياه الأبدية (من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له وله أجرٌ كريم) الآية 11 الحديد.
وفي رمضان نمسك جميعاً عن سائر المفطرات مجرد أن تأتينا كلمة سماوية الصدى هي: «الله أكبر» إيذاناً بدخول الخيط الأبيض.. وبعد ساعات طويلة من الصيام والعطش والصبر والروحانية ومختلف أنواع العبادات- لا نفطر إلا بعد أن تأتينا كلمة السماء إيذاناً بدخول الخيط الأسود وهي كلمة «الله أكبر».. فما أعظمها من نفحات وأيام تتصل فيها الأرض بالسماء؛ وتتنزل فيها ملائكة الرحمن في ليلة تعادل83عاماً من الخير والثواب والعطاء.. «ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر (3) تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمرٍ(4) سلامٌ هي حتى مطلعٍ الفجر (5)» سورة القدر.
وبالتالي فرصة ذهبية لاستغلال هذا الشهر الفضيل في التقرب إلى الله وتلاوة القرآن الكريم، وتفعيل ثقافة الإحسان وإرساء قيم التراحم والتكافل الإجتماعي، والحرص على نظافة بيوت الله والنظافة العامة كمظهر من مظاهر الإبتهاج بهذه النعمة المباركة وتجنب مزالق اللهو والغفلة.. فرمضان كما قال السيد القائد: «دورةٌ سنوية نتعود فيها على الصبر وفيه ترويض النفس والسيطرة على رغباتها».
فمرحباً يا موسم النفحات ومعرض التقوى ومضاعفة الحسنات..
وفي رحابك فليتنافس المتنافسون.