كتابات | آراء

حديث الإثنين: جندي مصري يحول هزيمة 5 يونيو إلى انتصار

حديث الإثنين: جندي مصري يحول هزيمة 5 يونيو إلى انتصار

يصادف اليوم الاثنين الموافق 5 يونيو- حزيران 2023م مرور 56 عاماً بالتمام والكمال على هزيمة العرب المدوية من قبل الجيش الصهيوني في 5يونيو - حزيران عام 1967م

وضياع  كل فلسطين واحتلال أراض عربية أخرى تلك الهزيمة التي حاول العرب التخفيف من وطأتها فأسموها نكسة ولسنا هنا بصدد التطرق إلى العوامل التي أدت إلى حدوث الهزيمة ومنها التدخل المصري في اليمن الذي كان السبب في انقسام العرب على أنفسهم  وإنما سنتطرق باختصار إلى التفريط في نصر 6 أكتوبر الذي حققه الجيش المصري عام 1973م وكاد الجيش الصهيوني أن يصل إلى القاهرة بعد عبوره إلى غرب القناة عبر ثغرة الدفرسوار ومحاصرته للجيشين المصريين الثاني والثالث وكانت حجة الرئيس أنور السادات آنذاك عندما عوتب على وقف إطلاق النار من جانب مصر أنه أصبح يحارب أمريكا وليس إسرائيل فانتهى نصر 6 أكتوبر الذي كان سيعيد الاعتبار للعرب في مفاوضات الخيمة 101من القاهرة  التي أخرجت مصر العروبة من معادلة الصراع العربي -الإسرائيلي وجعلت الرئيس السادات يقوم بزيارة تل أبيب ثم يواصل تفاهماته مع إسرائيل بوساطة من كان يدعوه بالعزيز هنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا في عهد الرئيس الجمهوري ريتشاد نيكسون لينتقل بعد ذلك ملف المفاوضات إلى الإدارة الأمريكية الديمقراطية التي كان يقودها الرئيس جيمي كارتر حيث توجت المفاوضات مع إسرائيل في عهده باتفاقية كامب ديفيد المشهورة فدخل أنور السادات بعدها في صراع داخلي مع المعترضين على ما قام به من تفريط في نصر أكتوبر و تقارب مع إسرائيل واعتبارها دولة صديقة لا عدوة فشن حملة اعتقالات واسعة ملأت السجون المصرية بحجة أن من تم اعتقالهم يعرقلون  خطواته التراجعية التي أضعفت مصر وتحول حسب زعمه دون استرجاع شبه جزيرة سيناء سلمياً وقد شملت الاعتقالات مختلف أنواع الطيف الوطني من سياسيين ومثقفين وإعلاميين وإخوان مسلمين وقيادات مسيحية على رأسهم الراحل البابا شنودة، وقد وعد السادات أنه بعد استرجاع سيناء سيتم الإفراج عنهم متفرغا لشن حملة عنيفة على الأنظمة العربية في خطاباته ومتهما إياها بأنها لا تملك قرارها السياسي  ووصف الرئيس الراحل صدام حسين الذي كان على رأس منتقديه بأنه يعمل ضد مصر وضده شخصيا لأن مصر عملت سلام مع إسرائيل مضيفا: اعلم ان صدام حسين قوي  وعلى يقين انه متهور لا يجيد الحساب واستخدام القوة  وتهوره سيحرق الخليج يوما ما ويدمر أهم دولة في الشرق العربي، صدام يجبر دول الخليج ضدي في جامعة الدول العربية مع أن حلمه هو أن يحتل الكويت ويضمها إلى بلده، انتهى كلام السادات.
 وفعلا فقد تحقق ما قاله السادات عن صدام حسين حرفيا عام 1990م حيث احتل الكويت وتم إخراجه منها وشكل احتلاله للكويت اول مسمار يدق في نعش نظامه ومن ثم تدمير العراق وتفكيكه ومازلت أتذكر حين كنت أستمع لخطابات السادات من إذاعة صوت العرب وهو يصف حكام اليمن بأنهم عملاء للسعودية وأن الرياض هي من تحكم صنعاء وقال عن علي عبدالله صالح في أحد خطاباته باللهجة المصرية: (الشاويش علي عبدالله صالح ده اللي أصبح رئيسا لليمن وهو ما يعرفش يفك الخط وبيخاف يخرج متر من صعدة، مش عاجبه سياسة السادات وموقف مصر وسوف يعرف العرب يوماً: من هو علي عبدالله صالح الذي لم يفهم حجم اليمن أبداً) وقد تحقق أيضاً كلام السادات وتم تدمير اليمن ورهن قراره السياسي للخارج، وبعد اغتيال الرئيس أنور السادات في حادث المنصة المشهور تم تنصيب نائبه محمد حسني مبارك خلفا له وهنا احتوت أمريكا وإسرائيل مصر وحولتها من متبوعة إلى تابعة وبدأ تنفيذ مخطط ديفيد بن غوريون بداية من مصر ليشمل فيما بعد العراق وسوريا فكشفت إسرائيل عن سر قوتها الفعلية وصولا الى تحقيق أهدافها الخفية التي جنبتها ويلات الحروب وكان الهدف الثاني بعد مصر هو العراق، ومن اجل أن يتم إخراجه من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي ومن ثم تدميره والقضاء على دولته فقد تم الإيعاز الى نائب الرئيس العراقي حينئذ صدام حسين للقيام بانقلاب على رئيسه المهيب احمد حسن البكر والدخول في حرب مع إيران بحجة حماية البوابة الشرقية للعرب من الغزو الفارسي المزعوم وإجهاض الثورة الإسلامية في إيران التي أسقطت حكم الإمبراطور محمد رضا بهلوي بقيادة الإمام الخميني والتي رفعت شعار تحرير فلسطين واستبدال السفارة الإسرائيلية في طهران بسفارة فلسطينية وهذا يحدث لأول مرة أن يكون لفلسطين سفارة متكاملة في دولة كانت تشكل اكبر نصير لإسرائيل قبل إسقاط نظامها الإمبراطوري فصدق صدام حسين نصائح أمريكا والدول الغربية الكبرى بالإضافة إلى السعودية وإمارات الخليج التي كانوا يخوفونها من البعبع الإيراني وأنه سيصدر الثورة الإسلامية إليها لإسقاط أنظمتها فقام صدام حسين بشن عدوان على إيران في ظل وضع معقد كانت تعيشه الجمهورية الإسلامية وتعاني من حصار شديد وهو ما مكن الجيش العراقي المدعوم أمريكياً وغربياً وخليجياً من الوصول الى العمق الإيراني محتلا مساحة شاسعة جدا من إيران، لكن الإيرانيون استطاعوا ان يرتبوا أوضاعهم ويواجهوا الجيش العراقي على مدى ثمانية أعوام حتى أخرجوه من أراضيهم وليحتلوا في نهاية الحرب أراض عراقية وانتهت الحرب بلا غالب ولا مغلوب فضلا عن إنهاك البلدين حيث وصلت أرقام الضحايا إلى مئات الآلاف من الجانبين.
ولأن العراق كان يتلقى دعماً كبيراً لاسيما من السعودية ودول الخليج فقد ساعده هذا الدعم في الحفاظ على جيشه ليبقى قويا بحكم ما يمتلكه من أسلحة متقدمة كما انه استطاع تطوير الصواريخ الروسية التي يمتلكها ويجعلها أبعد مدى  ولكن من اكبر أخطاء صدام حسين إعلانه بأنه يمتلك أسلحة كيماوية قادرة على إحراق نصف إسرائيل وهذا ما جعل العين حمراء عليه من قبل أمريكا وإسرائيل وأدواتهما في المنطقة فظلوا يعدون الخطط لتوريطه بغزو الكويت حتى يكون ذلك بالنسبة لهم مبررا لتدمير العراق  فأرتكب صدام حسين هذه الحماقة ومن يومها حوصر العراق وأصبح من كانوا اكبر الداعمين له في حربه مع إيران أشد عداوة له لينتهي الأمر باحتلال العراق عام 2003م وإسقاط نظام صدام حسين وتقديمه الى المحاكمة وإعدامه وصار العراق أهم بلد في الشرق العربي كما قال السادات في خبر كان، بعد ذلك تم الإعداد لإسقاط الهدف الثالث الذي كان يزعج إسرائيل والمتمثل في سوريا فاستغلت أمريكا وأدواتها ما أطلق عليه الربيع العربي عام 2011م ليبعثوا الى سوريا الجماعات المتطرفة على أساس القيام بثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد فأضعفوا سوريا وسلبوا منها دورها القومي ليتحقق حرفيا مخطط ديفيد بن غوريون المتمثل في أن قوة إسرائيل ليس في سلاحها النووي وإنما في تفكيك ثلاث دول عربية كبرى هي مصر والعراق وسورية وبذلك أمنت إسرائيل ومددت وهي لا تبالي واستطاعت ان تصفي القضية الفلسطينية بمساعدة عربية ومن سخرية الأٌقدار أن جندياً مصرياً واحداً استطاع قبل أمس الأحد الموافق 3 يونيو 2023م أن يثأر للجيوش العربية ويحقق مالم تستطيع تحقيقه تلك الجيوش في 5 يونيو عام 1967م.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا