شوفينية ترامب.. اساءت للقبة البيضاء والأمريكيين..!
من المؤسف والمشين حقاً ان يحدث مثل هذا الإنفلات وهذه الاختلالات في دولة كالولايات المتحدة الأمريكية تدعي انها منارة وحامية للديمقراطيات وايقونة وسياج للحريات في العالم قاطبة..
في حين ان نخبها وسياسييها ومفكريها وقادتها يعيشون حالة من الشوفينية المفرطة والدوجماطيقية الرعناء.. ولسان حالهم يقول: "أنا وبعدي الطوفان".. كما جاء على لسان الرئيس الساقط دونالد ترامب..
بادئ ذي بدء يمكن ان نقول : إن الولايات المتحدة الأمريكية تمر اليوم بمرحلة عصيبة.. وأحداث غاية في التعقيد لمراجعة سياساتها الإقليمية والدولية تجاه قضايا تلك الدول التي افرزتها سياسة دونالد ترامب الحمقاء.. مما اساءت الى سمعة اميركا ومؤسساتها البرلمانية والفدرالية وما انعكس ذلك على ان تتحول الولايات المتحدة الأمريكية الى دولة افراد او جماعات يقدمون مصالحهم على مصلحة الدولة والمجتمع بأكمله.. وهذا بدوره سيقود النموذج الديمقراطي الأمريكي الذي تتفاخر به عالمياً الولايات المتحدة الأمريكية الى الإنهيار والسقوط المريع..
إذن لابد من تحديث واجراء اصلاحات في مؤسسات الولايات المتحدة الأمريكية فدرالياً وبرلمانياً وسياسياً وقضائياً وتشريعياً وقانونياً لمواكبة مجريات روح العصر الحديث.. وعلى النظام الديمقراطي القائم في اميركا ان ينتهج سياسة الآليات والوسائل المرنة مع دول الإقليم والعالم.. فسياسة لي الذراع قد تقود المنطقة الى حرائق تهلك الحرث والنسل عندما تساء مفردات الديمقراطية وتصبح "الأنا" و"النرجسية" هي السائدة تتلاشى مصطلحات القوانين والدساتير ومؤسسات الدولة بكافة انواعها وتصبح حبراً على ورق وحينها تطفو النزعات العرقية والطائفية والفوارق الاجتماعية بين افراد المجتمع.. وتصير الأمور من سيء الى اسوأ وتكون غير قادرة على تخطي العوائق والتحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي افرزتها السياسات الخاطئة والقرارات الارتجالية.. علماً ان المجتمع الأمريكي يتكون من اعراق وجنسيات متعددة.. وطوائف إثنية متباينة إلا انه متعايش الى حد ما.. عكس الشعوب العربية التي ترفع شعار العروبة والقومية وهي في واد آخر..
فالولايات المتحدة الامريكية بالرغم انها تدعي بأنها رائدة الليبرالية المطلقة في العالم إلا انها تسيء اليها عندما يقتحم انصار اقطابها الجمهوريين بتحريض من الرئيس الساقط دونالد ترامب رمز الديمقراطية.. ومحراب الدولة المقدس الكونجرس نهاراً جهاراً في تحد سافر ووقح ما اساء الى الشعب الأمريكي ومؤسساته الفدرالية والبرلمانية والقضائية بل اساء الى نتائج صناديق الإنتخابات وارادة وخيارات الأمريكيين ومصادرة حقوقهم القانونية والدستورية والسياسية والاجتماعية..
وهذا ما ادخل الديمقراطية الأمريكية في نفق مظلم وانحراف بوصلتها نحو الثأرية والانتقام تجاه الطرف المنتصر ديمقراطياً عبر صناديق الانتخابات..
من هنا ندرك ان مفهوم الديمقراطية المعاصر في حياة الشعوب والأمم لابد ان يمر بمراحل مد وجزر.. وفيض وغيض ويحتاج الى اعادة نظر وتقييم وتقويم في مسارها المنهجي والسياسي والدستوري والقانوني حتى تواكب احداث ومجريات العالم بشتى قضاياه وازماته..
صفوة القول: على هؤلاء واولئك ان يدركوا ويعوا ان الديمقراطية مسيجة ومحصنة بمؤسسات دستورية وقانونية وتشريعية تحتكم اليها الولايات المتحدة الأمريكية.. وليس من الحكمة والمنطق والعقل ان يرهن مصير وخيارات الشعوب والأمم ونتائج صناديق الانتخابات بمصالح افراد او اشخاص او جماعات اياً كانوا.. فقريباً الرئيس الساقط ترامب خلف القضبان.. جزاء حماقته.. ورعونته.. وعنجهيته..!!
وعلى المؤسسات الفدرالية والبرلمانية والدستورية والقانونية في الولايات المتحدة الأمريكية تقديم الرئيس الساقط دونالد ترامب الى المحاكمة الفورية عند انتهاء رئاسته مباشرة حسب الجريمة الشنعاء التي ارتكبها بحق الشعب الأمريكي وسمعة الولايات المتحدة الأمريكية ومؤسساتها الدستورية العليا..
والكل امام القانون سواءً أكان حاكماً ام محكوماً..
فيا ترى: هل نشاهد قريباً الرئيس الساقط دونالد ترامب خلف القضبان الحديدية مستصرخاً.. ومنكسراً وذليلاً امام عدالة القضاء الأمريكي ام الأسود تعربد كيفما تشاء..؟َ!