ثورة ٢١ سبتمبر .. ثورة شعب
اتت ثورة ٢١سبتمبر من رحم معاناة الشعب الذي عانا أكثر من ستين عام القهر والظلم والخضوع للهيمنة الخارجية فقد كانت السفارتين الأمريكية والسعودية هما المتحكمتان في القرار السياسي والاقتصادي والعسكري في الجمهورية اليمنية
وفي المجال الاقتصادي كان البنك الدولي هو المتحكم في المجال الزراعي فكان ممنوع زراعة القمح والحبوب الغذائية وحاربوا زراعة المنتجات الاقتصادية مثل البن والقطن ولأن الدولة كانت تعتمد على القروض من البنك الدولي يشترط البنك عدم زراعة القمح لكي يعطي القرض وفي مجال الثروات النفطية والمعدنية منعوا اليمن من التنقيب في الحقول ذات المخزون الاستراتيجي من النفط والغاز خاصة في الجوف والبحار وفي مجال مناجم الذهب وغيرها من المعادن التي تحتويها الأرض اليمنية منعوا التنقيب فيها وفي بعض المناجم كانوا ينقبوا على اساس الاستكشاف ومعرفة المخزون وينهبون ما يكتشفوه.
من هذا الواقع المؤلم والمؤسف تحرك السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي- رضوان الله عليه- كان تحركه في البداية عبارة عن محاضرات ثقافية مبتدءا بطلاب مدرسة الإمام الهادي- عليه السلام- في مديرية صعدة وقد استطاع من خلال تلك المحاضرات أن يغرس في وعي من حوله خطر أمريكا وإسرائيل في تغيير وعي الشعوب وطمس الهوية الإسلامية فانتشرت هذه الثقافة في عموم محافظة صعدة وتوسعت إلى بقية المحافظات عبر الملازم التي كان يتداولها المجاهدين وطلاب العلم فعم الوعي لدى أبناء الشعب اليمني الغيور على دينه وأرضه وعرضه وبدأت الثورة ضد أمريكا وإسرائيل تحت شعار: الله أكبر، الموت، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام.
هذا التحرك أزعج أمريكا وإسرائيل والصهيونية العالمية فوجهوا عملائهم في الإقليم خاصة السعودية والإمارات وقطر الذين بدورهم أوعزوا لعملائهم في الداخل لمحاربة هذا التحرك الذي أقضى مضاجعهم فشنت حكومة الجمهورية اليمنية ست حروب طاحنة بكل أنواع الأسلحة على محافظة صعدة خاصةً مديرية حيدان ومران واستشهد السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي- رضوان الله عليه- في الحرب الأولى فواصل السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي- حفظه الله- المسيرة وقاد المعارك بإمكانياته البسيطة يدعمه المواطنين البسطاء وجاهدوا وحاربوا حتى مكنهم الله من النصر طوال سنوات الحروب وفي كل الجبهات والتفت القبائل اليمنية وأحرار اليمن من المثقفين والعلماء والواجهات الحرة حول هذه الثورة المباركة وخرجوا إلى الساحات العامة لمساندة القائد ومن معه من الأحرار.
وفي ٢١سبتمبر ٢٠١٤ تمكنت الثورة من الوصول إلى صنعاء ولأنها ثورة هدفها الأساسي هو الحفاظ على وحدة الشعب وحريته وعزته وتحريره من هيمنة السفارات كان دخول الثوار إلى العاصمة صنعاء دخول الفاتحين المؤمنين لم يكن لديهم الا المحبة للجميع ونسوا كل أوجاعهم وآلامهم وتضحياتهم وشهدائهم وجراحهم فلم تكن لديهم روح الانتقام بل أول ما عملوه هو توقيع وثيقة السلم والشراكة مع جميع الأحزاب والمكونات حتى الذين حاربوهم وقتلوا أبنائهم وإخوانهم وخربوا ديارهم وفي المقابل السفارة الأمريكية خرجت مع من كانت قد جمعتهم من جنود المارينز في صنعاء عاصمة الجمهورية وفرت هاربة بعد أن أحرقت وثائقها وحطمت أسلحتها ولأن أمريكا وإسرائيل شعروا بأن هذه الثورة ستمنح اليمن حريته واستقلاله وستحرمهم من مصالحهم السياسية والعسكرية والاقتصادية في اليمن أعلنت حرب كونية على الشعب اليمني وشكلت حلف عربي ودولي لمحاربة هذه الثورة المباركة واعلنت الحرب من واشنطن بلسان السفير السعودي في امريكا تحت مسمى عاصفة الحزم ولكن اليمن صمدت بما تمتلكه من إيمان وثيق بالله وبالحق الذي تدافع من أجله وبما لدى الشعب من وعي وصمود وبقيادة حكيمة تقوده بإذن الله إلى نصر قريب مؤزر بفضل الله تعالى.