خطاب تاريخي استثنائي
يحرص الشعب اليمني على إحياء ذكرى الشهيد كل عام عرفاناً بحقهم وتخليداً لأرواحهم الطاهرة وإعترافاً بأهمية ما يتحقق في واقعنا كثمرة لعطائهم ،
حيث دشن السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله هذه المناسبة بخطاب تاريخي تحدث في بدايته عن أهمية إحياء هذه المناسبة لنستلهم من تضحيات الشهداء روح العطاء والبذل في سبيل الله من أجل ترسيخ مبدأ الجهاد والإستشهاد وحث على الإهتمام بأسر الشهداء رسمياً وشعبياً على كل المستويات المادية والمعنوية، لأن عز الأمة وكرامتها ومجدها إرتبط بإحياء فريضة الجهاد في سبيل الله وبدون الجهاد تهون الامة وتذل وتتشتت ويستعبدها أعدائها.
كان الخطاب خطابًا استثنائياً بكل ما تعنيه الكلمة، حين تطرق السيد -حفظه الله- لما تتعرض له فلسطين عامة وغزة خاصةً من ظلم وعدوان بربري قتل فيه الطفل والمرأة والشيخ بدم بارد ، هو خطاب استثنائي لأنه فضح حالة الذل والهوان الذي تعيشه الأمة الإسلامية والعربية خطاب استثنائي لأنه أتى بعد مؤتمر قمة إسلامية عربية إجتمع فيها رؤساء وملوك وأمراء وسلاطين سبعة وخمسين دولة إسلامية وعربية كلما فعلوه كان عبارة عن كلمات باهتة تخرج من أفواههم لا معنى لها ، كما قال الله تعالى: {يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ} وفي نهاية مؤتمرهم لم يخرجوا بموقف مشرف ينتصر للشعب المظلوم في غزة ولكنهم خرجوا ببيان هزيل سخر منه حتى العدو الإسرائيلي كما قال السيد حفظه الله " بيان يمكن أن يصدر من مدرسة ابتدائية أو من فرد واحد"
كان الخطاب إستثنائيا لأنه بيّن حقيقة العدوان البغيض الجائر وأن أمريكا هي التي تموله وتمده بالسلاح والمال وأوضح إن واجب المسلمين والعرب التصدي لهذا العدوان بكل الوسائل الممكنة.. كما أشار السيد القائد -حفظه الله- إلى أن الشعب اليمني لديه الإستعداد للذهاب إلى فلسطين بمئات الآلاف من المجاهدين إذا توفر لهم المجال وفتح لهم الممر لمساندة إخوانهم المجاهدين في غزة، وأن القوات المسلحة وبما لديها من إمكانيات قد ساهمت بإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة إلى مواقع حساسة واستراتيجية في إسرائيل ولا زالت اليمن على إستعداد لعمل المزيد وبشجاعة القائد المؤمن الواثق بأن النصر من عند الله أعلن السيد حفظه أن السفن الإسرائيلية تحت رقابة وأعين ورصد القوات المسلحة اليمنية وقال : "ليعلم العالم أن السفن الإسرائيلية تمر في البحر الاحمر من باب المندب تهريب ومتخفية لا تجرؤ على رفع العلم الاسرائيلي وترفع اعلام دول أخرى حتى لا يستهدفها الجيش اليمني ولكننا سنظل نراقبها وسيمكننا الله منها وننكل بها بإذن الله تعالى" بهذه الشجاعة والثقة بالله وبالنفس تحدث السيد القائد حفظه الله وهو المعروف أنه يتبع القول بالفعل واحيانا يأتي القول بعد إنجاز العمل ولذلك نقول عن هذا الخطاب خطاب إستثنائي في أمة تعيش الذلة والمسكنة وترزح تحت سيطرة دول الإستكبار خطاب إستثنائي خارج عن المألوف يحدد المسؤولية ويلقي الحجة على الأمة لربما تستفيق من سباتها ولربما يحيا ضميرها وهي تشاهد تلك المآسي والجرائم التي يرتكبها العدوان الهمجي ، والبغي والطغيان الذي تنتهجه الصهيونية ضد الابرياء في غزة وفلسطين.
نسأل الله تعالى أن ينصر المجاهدين في غزة وأن يثبت اقدامهم وأن يمدهم بجند من جنده.. اللهم احفظ قائدنا السيد العلم المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي وأيد به الدين وسدد خطاه وحفه بالصالحين والعاقبة للمتقين .