نتنياهو بعد الإنكسار !!
بعد أن ذهب في عدوانه على غزة إلى أقصى مدى.. وبعد أن خارت قواه هو وقطعانه وهم يدمرون ويقتلون ويهجرون وينكلون بأبنائها.. وبعد أن تاهت خطاه هو وتلك القطعان وهم يبحثون دون طائل عن أبطال المقاومة وأنفاقها الحصينة..
وبعد أن تآكلت قواته ومجنزراته ومدرعاته وآلياته العسكرية التي دفع بها إلى القطاع بفعل ضربات المقاومة السديدة التي تصطادها كل يوم في مختلف محاور المواجهة والقتال..
وبعد أن فشل في منازلة الرجال وخاب أمله في تحقيق أي من أهداف عدوانه وفي مقدمتها تحرير الأسرى بالقوة كما كان يهذي.. وبعد أربعة أشهر من الفشل المتلاحق في ميدان المواجهة مع كتائب المقاومة التي تحولت بتكتيكاتها وفنونها القتالية إلى كتائب موت تذيق قواته كأس الردى..
بعد كل ذلك الفشل والفشل وبعد أن تعالت الأصوات والدعوات المنددة والمطالبة بوقف العدوان جراء ما ارتكبه هذا المجرم وعصاباته الإرهابية من إبادة وقتل وتدمير ممنهج وجرائم ضد الإنسانية في حق سكان غزة الأبرياء..
ها هو نتنياهو اليوم يسقط من برجه العالي ويتنازل عن غروره وغطرسته وعن تمسكه بخيار الحسم العسكري الذي أصبح أمراً مستحيلاً وفقاً للمعطيات والواقع الميداني الراهن الذي فرضته المقاومة..
ها هو اليوم بعد أن أيقن بتعثر عدوانه بل وانكساره لاصطدامه بحائط المقاومة المنيع يقبل مبدئياً بالتعاطي مع المبادرة التي تم التقدم بها لعقد هدنة..
ومهما كانت النتائج وحتى وإن بدى من خلال رفضه للمبادرة بعد إبداء الملاحظات عليها من قبل حماس بأنها لا تعدو أن تكون مجرد حيلة من حيله للالتفاف وكسب الوقت فإن ذلك لا ينفي أبداً حقيقة المأزق العسكري والسياسي الكبير الذي وصل إليه في عدوانه، والذي كان يسعى للخروج فيه من خلال هذه المبادرة إذا تمت الموافقة عليها بنسختها الأولى.. وبالتالي فإن حيلته تلك قد فشلت من الجولة الأولى بفعل يقظة رجال المقاومة.. الذين اطلعوا على المبادرة بنسختها الأولى ودرسوها دراسة عميقة وضمنوها ملاحظاتهم وشروطهم فأثبتوا بذلك بأنهم كما كانوا أسوداً في الميدان العسكري فهاهم اليوم يثبتون مرة أخرى بأنهم أسوداً في الميدان السياسي وسيثبتون ذلك مرات ومرات وسيفشلون بيقظتهم وحكمتهم وحنكتهم السياسية كل محاولات العدو للإلتفاف على إنجازاتهم العسكرية.. وإنه لجهاد في سبيل الله في مختلف الميادين حتى النصر.. ذلك وعــد الله لعبــاده المؤمنين القائل فــي محكـــم تنزيلــه: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ).