المجتمع الغربي.. ما بين الرذيلة والإفلاس
استطاع المجتمع الغربي تحقيق التقدم الصناعي والتكنولوجي.. لكن تلك المظاهر المادية لم تكفيه ولم تشفع له للنهوض الحضاري الحقيقي، رافق ذلك انتكاس أخلاقي وانهيارٌ قيمي وانحدار سحيق إلى هاوية الضياع والدمار الأسري إنذار ببداية النهاية للحضارة الغربية الزائفة أصلاً.
فبالرغم من أن المجتمع الغربي يضمر كل النوايا ويسخر كل الإمكانات لهدم الحضارات وفي مقدمتها الحضارة الإسلامية لكن كل مكائدهم صارت وبالاً عليهم، وكأنهم يصنعون اضمحلال مدنيّتهم وحضارتهم بأيديهم؛ لينقلب السحر على الساحر.. وهو مصداقٌ لقول الله تعالى في كتابه الكريم: { كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله...}، صارت مظاهر التفسخ والإنحلال والتفكك والجريمة والإنتحار والزنا واللواط تعصف بالمجتمع الغربي بشكل واضح وصريح وأمام الرأي العام ،وفي مقدمة البُنى المتصدعة جراء هذه الأوبئة الهدامة بنية الأسرة.. حيث يعيش الكيان الأسري في دول الغرب مرحلة الإحتضار بعد أن تم غمسه في مستنقع الرذيلة والتفكك بشرعنة رسمية وممنهجة، ففي ألمانيا تم فرض المثلية على طلبة المدارس وضمن المقرر بشكل إجباري، وحينما تقوم بعض الأسر بالإعتراض على مثل هكذا إجراءات، تقوم إدارة المدرسة بالتهديد بحرمان الطالب من التعليم؛ بحجة عدم القبول بالآخر.. وتلك شرعنة للزنا واللواط والسحاق للقضاء على النسل البشري والأنساب وما يتبعها من أمراض خطيرة تفرغ الإنسان من جوهره ومضمونه.
أما التفكك الأسري فهو مرض إضافي آخر ضمن قائمة الإنتكاسات الغربية فقد سجلت إحدى الدراسات أكبر معدل للتفكك الأسري والذي كان من نصيب المملكة المتحدة من إجمالي 68٪ من الأسر المستقرة.. فيما يوجد 450 طفلاً من بيت كل ألف طفل يفصلون عن آبائهم قبل السن القانوني.
ولم يقف سقف الإنتكسات عند هذه النقطة بل تجاوزه إلى هاوية أخرى تتمثل في إدمان المخدرات، وممارسة جريمة القتل، وحالات الانتحار ولو طالعنا مجمل الدراسات في هذا السياق لوجدنا ما يقشعر له القلب من كوارث مسخت الإنسان الغربي ليتحول إلى كائن شهواني إجرامي مادي بامتياز، أما نصف المجتمع «المرأة» التي يتشدقون بحقوقها ويناشدون بضرورة مساواتها، جاعلين من هذا المنوال يا فطة للابتزاز لا غير.. فهي المرأة لديهم منزوعة الكرامة والشخصية وتعاني ما بين 40 إلى 50٪ من النساء العنف والقتل سواء عن طريق الزوج أو ما يسمى بالأصدقاء وأوضح تقرير صادر عن وزارة العدل الأمريكية أن 1320 امرأة تقتل سنوياً بواقع أربع نساء يومياً في أمريكا.. كما بلغت نسبة الاعتداء الاغتصاب معدل 78٪ إضافة إلى أعداد مهولة من التحرش في العمل.. بهذه الأمراض والإنحرافات الكثيرة والمتعددة المخالفة لفطرة الله التي فطر الناس عليها نجح الغرب في الإنحدار بحضارتهم ومدنيتهم إلى مستنقع الرذيلة والإفلاس الفكري والإنحلال الأخلاقي وهنا بداية النهاية.