
سقوط الأقنعة
عجبا لهم يدعون الحرية ثم يدوسون عليها تحت أقدامهم حينما تقف حاجزا بينهم وبين ما يشتهون ويتشدقون بالإنسانية ثم يقتلونها في عقر دارهم عندما تخالف هواهم وتحول بينهم وبين أهدافهم.
إنهم يفعلون عكس ما يقولون ويكذبون كما يتنفسون هؤلاء هم الغرب أدعياء الحضارة والإنسانية بل هذه هي حقيقة الغرب التي تكشفت للعالم بعد السابع من أكتوبر.
إن من أعظم نتائج طوفان الأقصى تعرية المثالية الحضارية التي تفاخر بها الغرب لردح من الزمن، فكم هي المؤتمرات والمعاهدات والمنظمات وغيرها من المسميات التي أنشاءها وفرض مخرجاتها على الآخرين باعتبارها مبادئ وقيم تعلي من شأن الإنسان وتحافظ على حقوقه، بل تحترم الحياة لكل حي، كم سمعنا عن حق المرأة وحق الطفل وعن حرية التعبير وحرية الديانة والاعتقاد وحرية اختيار الحكام، وهلم جر، كل تلك العناوين التي تدثر الغرب بها سقطت بعد السابع من أكتوبر وما تلته من أحداث في غزة وفلسطين، فظهر للمتأملين زيفها ليتبين أنها لم تكن سوى مطية لدول الاستكبار تصل من خلال مضامينها البراقة الى أهدافها الخفية المتمثلة بقمع الإرادات التحررية لدى الشعوب وإبقائها في صراعات بينية واختلافات طائفية ومذهبية وسياسية وتباينات فكرية وتخلف اجتماعي، فتتهيأ لأنظمة الغرب الظروف المناسبة لنهب الأوطان وتجزئتها والسيطرة على ثرواتها ومصادر القوة لديها، ولعل ما حصل لمنطقة الشرق الأوسط منذ حوالي مائة عام والى اليوم لشاهد على أهداف ومرامي تلك الدول الشيطانية خاصة بعد أن تعمدت زرع الكيان السرطاني الإسرائيلي في قلب الأمة العربية.
اليوم في أمريكا نفسها ومعظم دول أوروبا يخرج شباب الجامعات في مظاهرات و اعتصامات مناهضة للكيان الصهيوني ومطالبة بإنهاء الحرب الظالمة على غزة .حركتهم مشاعر الإنسانية فتقابل تلك الفعاليات بالقمع ويقتاد منظموها إلى السجون على مرأى ومسمع من العالم لا لشيء سوى أنها على خلاف إرادة الطغاة وتعرقل مخططات التدمير الفكري والاجتماعي والتقسيم الجغرافي التي رسمها الغرب والصهاينة للمنطقة.
لقد بزغ فجر الوعي ببزوغ شمس السابع من أكتوبر وتعززت الروح النضالية والتحررية ضد أعداء الأمة الحقيقيين الصهاينة وحلفائهم الغربيين والأمريكيين وهاهم اليمانيون جنبا إلى جنب إخوانهم في غزة يشاركون في إيقاد شعلة الإباء والكرامة لتضيء بنورها الديار والبحار وتملأ الآفاق بالعزة والنصر والتمكين فالغاية نبيلة عظيمة والسبيل يقود إلى الله والى عدالة الإسلام التي لا زيف فيها ولا قناع.