كتابات | آراء

بريطانيا وأمريكا تاريخ أسود من الإجرام المُفرِط بحق الأمة والإنسانية ! .. (15)

بريطانيا وأمريكا تاريخ أسود من الإجرام المُفرِط بحق الأمة والإنسانية ! .. (15)

ولا زلنا في سياق الحديث الطويل والمُتشعب عن عنصرية الغرب ونفاقه وكذب مزاعمه الباطلة بأنه الحامي والمحافظ على حقوق الإنسان ، وصاحب المُثِل والقيم والمبادئ التي يدعيها لحضارته .

وضمن هذا الحديث أو بالأصح اليقين تكشف لنا الأحداث حقيقة هذا الغرب ودوله المارقة عن الحق وفي مقدمتها بريطانيا وأمريكا ومن يلف لفهما ويدور في ذات الفلك المعوج .
واللافت والمُلاحظ أن الخطاب السياسي الغربي المُبتذل حول قضايا حقوق الإنسان وجرائم الإبادة الجماعية فيه الكثير من المغالطات والقلب المُتعمد للحقائق وتجيير كل ذلك لصالح الغرب وحلفائه ومصالحه .
وبحسب ما تناوله أكثر من باحث ومحلل استراتيجي سواء عرب أو أجانب بهذا الخصوص ، فقد ساهم الغرب اليوم بل وكان شريكاً في حرب الإبادة وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين بغزة ، من خلال تقديم الدعم العسكري والإقتصادي اللامحدود لإسرائيل والتكفل بحمايتها سياسياً عبر استخدام الفيتو في مجلس الأمن الدولي ، وإعلامياً من خلال تسخير أمريكا ودول الغرب الأخرى إعلامها العالمي لترويج السردية الإسرائيلية الكاذبة لما يحدث في غزة خلاف الواقع والحقيقة ، بل وتبني وجهة النظر الإسرائيلية ذات الصلة بالعدوان على غزة .
وبالنظر إلى طبيعة مايجري على أرض الواقع بفلسطين المحتلة على مرأى ومسمع من العالم أجمع ، فقد عمد الغرب أيضاً إلى تناسي وتغافل جرائم الإبادة الجماعية التي تقترفها إسرائيل في غزة ضد المدنيين الفلسطينيين العزل ، والتي أثارت الإستنكار والإحتجاج العالمي حتى في قلب الغرب نفسه بعد أن تم استهداف الآلاف من المدنيين الفلسطينيين معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ كبار السن ، إلى جانب التدمير الكامل للمنشآت الصحية والخدمية والتعليمية ، وحولت قطاع غزة إلى أرض من دون حياة .
وبشهادة واعتراف الغرب نفسه الذي يدعم إسرائيل بلا حدود ويقف إلى جانبها في العدوان على غزة الذي اسفر عن استشهاد أكثر من 46 ألف فلسطيني حتى الآن ، فإن حجم الدمار الهائل جراء العدوان الصهيوني الحالي على غزة يفوق حالة الدمار التي شهدتها ألمانيا في نهاية الحرب العالمية الثانية في أربعينيات القرن الماضي .
ولهول هذا الذي جرى ويجري بغزة من جرائم إبادة وفظائع بشعة تطال السكان المدنيين والتي يوثقها الإعلام العالمي ويرصدها أولاً بأول ومنها الإعلام الغربي والأمريكي ، لا أعتقد أن أحداً ينكر مساعي الصهاينة المحتلين بفلسطين وقيامهم بعمليات التطهير العرقي في غزة ، وشروعها في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية للفلسطينيين ؛ بتحريض ودعم ديني وسياسي من النخبة السياسية الحاكمة في واشنطن وتل أبيب.
وهذا ماتطرقت إليه جنوب أفريقيا ووثقته في دعواها ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية ، يضاف إلى ذلك التوثيق المصور للجرائم الإسرائيلية بغزة التي يندي لها جبين الإنسانية ، مثل استشهاد الطفلة هند رجب ومجزرة مستشفى الشفاء وقنص النساء والأطفال وكبار السن ، مع التحقير لإنسانية الفلسطينيين من خلال وصفهم ونعتهم " بالحيوانات البشرية" .
يأتي ذلك في حين أنكر وزير الخارجية الأمريكي انتوني بليكين ذو الأصول اليهودية بكل صفاقة جرائم قوات الإحتلال الإسرائيلي في غزة ، وذلك ضمن خطابه في إبريل الماضي بمناسبة إصدار تقرير حقوق الإنسان لعام 2023م .
وأكتفى وزير الخارجية الأمريكي بالتعبير عن القلق لما وصفه بالخسائر الفادحة في أرواح المدنيين في غزة ، دون أن يدين فظاعة الإجرام الإسرائيلي بحق مدنيين عزل .
بل إن بلينكن برر جرائم الإبادة الصهيونية للفلسطينيين بغزة بما سماه " ممارسة إسرائيل حقها لضمان عدم حدوث هجمات أخرى للمقاومة الفلسطينية شبيهة بتلك التي حدثت في 7 أكتوبر 2023م .
وفي سياق الخطاب السياسي الأمريكي المبتذل والمعتاد تجاه قضايا المنطقة عموماً تجرأ الوزير الأمريكي بالتلويح بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، كما تبجح بالمنهجية التي أتبعها موظفوه في إعدادهم للتقرير الخاص بحقوق الإنسان ، ولم يخف هذا الصفيق تضامنه مع " المجتمعات المثلية في عدة بلدان منها أوغندا .
وفي صلب ذات الوقاحة والإنحراف الفكري الغربي ، فقد تراصف العديد من المفكرين الغربيين وأنبروا للدفاع عن إسرائيل وتبرير وشرعنة عدوانها الوحشي على غزة وأهلها وجددوا قناعتهم بما اعتبروه حق إسرائيل في الوجود والدفاع عن نفسها ، وهو منطق منافٍ للأخلاق ولكل المبادئ والثوابت المُسلم بها ويؤكد انكشاف لا أخلاقية الغرب في التعامل مع العدوان الإسرائيلي على غزة. والذي تجاوز كل حد ومحظور ومس الفكر الليبرالي الغربي في الصميم .

..... يتبع .....

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا