يافا..والقادم أَعْمَق..!!
وانكسر خرطوم القبة الحديدية ،وتبخرت أنظمة الدفاع الجوي للعدو الاسرائيلي ،وفشلت رادارات الجيش الصهيوني ،وتبخرت معها فقاعات التهويل العسكري والإعلامي التي ظلت لسنوات تضخم وتفلسف إسرائيل كأسطورة لا تُهزم ،وقوة ضاربة لا تكسر،
إلا أن كل ذلك تساقط وتآكل تحت أجنحة الطائرة اليمنية المسيرة « يافا» ؛ ليتضح للعالم أن تل أبيب التي يصفها العدو بالمنطقة الآمنة، ليست آمنة ولا ميمونة، بل عكست مستوى العجز والفشل والتآكل والإنهيار للعدو ومعه مختلف تشكيلات الحماية الأمريكية والأوروبية ومن تورط معها تحت يافطة الخيانة والتطبيع.
لقد آن الأوان أن يدرك العدو الصهيوني أن عاقبة الظلم والغطرسة والهيمنة والتمادي ومجمل أشكال التوحش ومظاهر القمع في غزة ورفح وجنين _ باتت عواقبها قريبة ووخيمة جداً، وأن المعادلة تغيرت ، وصكوك الحماية والغفران لأمريكا والشعوب الصامتة غير مجديةٍ ،أمام بأس وعظمة رجال الله في اليمن ، ومعهم شعوب المحور وأبطال المقاومة الفلسطينية ،فالطائرة التي قطعت أكثر من 2000 كليو متر لتقصف العدو في عقر داره وفي عاصمةٍ تعد المركز الرئيس للعدو ،تضم أكثر من 87سفارة أجنبية ،ناهيك عن الصناعات التكنولوجية ونظام الاتصالات ،كل ذلك مؤشر لبداية النهاية والزوال الإسرائيلي بإذن اللّه.
أصداء الضربة العسكرية اليمنية المباركة كانت قوية في أوساط العدو الإسرائيلي ورفعت نسبة التوتر والاحتقان الداخلي ضد نظام نتياهو المترهل والمتورط في الحرب البعثية وسفك دماء الأبرياء بغريزة الأطماع الشيطانية ؛ فقد وُجهت سيول الانتقادات من الوزراء في الحكومة الصهيونية وأحزاب المعارضة ، وجاء في تصريحٍ لزعيم المعارضة يائير لابيد: إن سقوط الطائرة بدون طيار في تل أبيب دليلٌ آخر على أن هذه الحكومة لا تستطيع توفير الأمن لمواطني إسرائيل ، مؤكداً: أن من يفقد الردع في الشمال والجنوب يفقده في القلب ، ففي تل أبيب لا توجد سياسات ولا خطط في كل شيء ويجب أن يرحلوا .. وفي انتقادٍ لاذع قال مراسل القناة 12العبرية :" بعد 9 أشهرٍ من الحرب ،9 ساعات في الجو لا يستطع سلاح الجو الإسرائيلي بمختلف أنظمته الدفاعية أن يستيقظ إلا بعد انفجار الطائرة بدون طيار " ,وهكذا تتصاعد وتيرة العجز والتهالك مصحوبة بأمواج من الانتقادات لحكومة نتنياهو الآيلة للزوال ..فمباركٌ للقوات اليمنية وهي تُفقد العدو صوابه ،وتبعث رسالة عظيمة المدى ،واسعة الأبعاد والدلالات ؛ بأن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس تجلت بشائرها في الأفق القريب ، وأنه ليس بمقدور أي قوةٍ أمريكية وصهيونية وأي قوة إجرامية في العالم أن تثني اليمن عن موقفه الثابت والديني والمبدئي في نصرة ودعم وإسناد غزة وتطهير كل المقدسات الإسلامية في شتى بقاع الأرض والانتصار لكرامة المستضعفين ، وأن الله مع المؤمنين..هكذا بدأ الجيش الإسرائيلي عارياً مهزوماً متخبطاً ويأتي عدوانه على اليمن يوم السبت ال20 من يوليو مسجلاً هزيمةً إضافية تضاف إلى سجل الانتكاسات الصهيونية, ففي استهدافه لخزانات شركة النفط التي تستقبل شحنات الديزل والمازوت والديزل في ميناء الحديدة وخزانات مؤسسة الكهرباء ، مؤشرٌ واضح على التخبط والاجرام الصهيوني ؛ لتغطية عجزه وضعفه باستهداف المنشآت المدنية والإنسانية ، وتلك دلالةٌ جلية إلى أن هذا العدو المهزوم لا يجيد سوى استهداف المدنيين ؛ وكان يسعى لترميم صورته المتهالكة أمام العالم بسحائب الدخان ، غير مدرك أنه فتح بذلك على نفسه باباً من جهنم ، يتمثل في حتمية الرد اليمني المؤلم والضربات المسددة في العمق ، في معركة مقدسة لا تنتهِي بانتهاء وتوقف عدوانه عن غزة ، بل ستستمر حتى زوال وجودية العدو الإسرائيلي ومن دار في مستنقعه ، وما يافا إلا تدشين للمرحلة الخامسة كما أكد السيد القائد ، والقادم أعظم وأعمق.