لماذا أقدمت إسرائيل على اغتيال القائد/ إسماعيل هنية ؟!!
المطَّلع على سيرة القائد المجاهد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس وما يحفل به تاريخه الجهادي من عطاء وأدوار ومواقف بارزة في مواجهة العدو الإسرائيلي المحتل على مدى أكثر من أربعة عقود من الزمن
وما أسهم به من أدوار وجهود إستثنائية في بناء حركة المقاومة الإسلامية حماس حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من تطور في قدراتها القتالية التي ترجمتها عملياً في ميادين المواجهة مع المحتل في عدوانه على غزة يدرك تمام الإدراك أن لدى إسرائيل الكثير والكثير من الأسباب التي تدفعها إلى اغتياله والتخلص منه.
لكن إذا ما تمعنا في توقيت الاغتيال وطريقته المعقدة - في عملية عابرة للحدود - وما اقتضته من تخطيط وعمل استخباري دقيق نجد أن هناك سبباً أو دافعاً إضافياً هاماً وملحاً جعلها تتحرك على عجلة من أمرها وتجنِّد له كل إمكاناتها وخبراتها القذرة في أعمال الاغتيالات هي وتوأمها في الإجرام (أمريكا) وتُقدم بكل خسة ودناءة على تنفيذ عملية الاغتيال الجبانة لهذا القائد العربي الإسلامي الشجاع الذي تجاوز دوره الجهادي حدود القيادة والزعامة المحلية في فلسطين والوطن العربي ليصبح رمزاً للجهاد الإسلامي..
ولا شك أن هذا الدافع الكبير والهام يرتبط ارتباطاً وثيقاً بإدارته الكفؤة لمعركة المفاوضات مع إسرائيل بكل حنكة وحكمة ودهاء سياسي، وتصدية بشجاعة وصلابة منقطعتي النظير لكل المحاولات المحمومة الماكرة التي قامت بها (أمريكا وإسرائيل) لتمرير اتفاق هدنة يضمن لإسرائيل الخروج الآمن من مأزقها العسكري والسياسي الكبير في غزة وتحقيق ولو بعض أهداف عدوانها بعد الفشل الكبير والمتلاحق الذي مُنيت به في ميدان المواجهة مع أبطال المقاومة وعجزها التام عن تحقيق أيٍ من تلك الأهدافِ المعلنة أو غير المعلنة..
وهو ما يعني أن إسرائيل وبعد جولات من المفاوضات التي استمرت لعدة أشهر بينها وبين حماس ودون التوصل إلى الإتفاق الذي تنشُده بدأت تشعر بأنها أمام هزيمة أخرى قادمة لا محالة لا تحتمل تبعاتها على أيدي أبطال المقاومة ولكن هذه المرة في الميدان التفاوضي بقيادة خصمها اللدود القائد المجاهد إسماعيل هنية الذي أفحمها وتصدى بكل بسالة لمشاريعها الاستسلامية رافضاً كل الوساطات والعروض التي تساومه على القبول باتفاق ينتقص من إنجازات المقاومة وتضحيات أبناء غزة وغير مبالٍ أبداً بالضغوط والتهديدات التي تعرض لها بعد ذلك لإجباره على القبول بالإتفاق.. عندها حسمت هذه العصابة الصهيونية أمرها وقررت اغتياله انتقاماً منه وسعياً منها لخلط الأوراق والاستمرار في إجرامها بإبادة أبناء غزة وتوجيه رسالة قوية لقيادة المقاومة لإرهابها وإجبارها على التراجع عن موقفها المتصلب وتقديم تنازلات في الملف التفاوضي وحتى العسكري بما يضمن لها هي وقائدها المأزوم والمهزوم (نتنياهو) الخروج الآمن من غزة وتجنب الوصول إلى الهزيمة الماحقة..
ولكن هيهات لها ذلك.. وهيهات لعملها الإرهابي الدنيء هذا أن يخيف قيادة المقاومة المؤمنة بالله التي نشأت وترعرعت في ميادين وخنادق الجهاد، فهي لا تخشى الموت في مواجهة أعداء الله بل تعتبره استشهاداً في سبيله وتتمناه كما يتمنى الصهاينة الحياة..
وهي لا شك ستواصل السير في جهادها ومقارعتها للأعداء على نهج ومبادئ قائدها المجاهد الشهيد/ إسماعيل هنية وأسلافه قادة الحركة الذين توجوا حياتهم الجهادية بالشهادة في سبيل الله في أقدس وأشرف معركة مع أعداء الله ورسوله اليهود والصهاينة.. فكانوا كما وصفهم الله في كتابه العزيز: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)..
فهنيئاً لك الشهادة أيها المجاهد الغيور الأمين، والفوز بالمقام في ضيافة الرحمن.. ولا نامت أعين الصهاينة.