سلامٌ على إسماعيل في العالمين..!!
تتقزم المفردات، وتحتار عرائس الأبجدية واللغات في الكتابة عن حياة العظماء الأحرار، فكيف بالكتابة عن أسد العظماء، وقائد الأمة المقدام على خطوط النار والمواجهة المباشرة في وجه أكبر عصابة في العالم؟!!
إنه رافع راية الجهاد ومشعل براكين الحماس واللهب المقدس، نافخ صور المقاومة.. زناد الكرامة، ومنجنيق القضية الفلسطينية القائد المجاهد الدكتور إسماعيل هنية رضوان الله عليه.
الوقوف على سيرته العطرة لا تسعه محدودية الجهات الأربع، وأن تدريس شذرات مقتضبة من محطاته كفيلة بتغيير مجرى حياة العالم للأفضل، ولد إسماعيل هذه الأمة في مخيم الشاطئ بمدينة غزة، وتلقى دراسته في الجامعة الإسلامية، حصل على إجازة في الأدب العربي1987م، وواصل جهاده وبسالته كغيره من الأحرار، فكانت طفولته وصباه بل حتى دراسته مغايرة لطلاب الشعوب الأخرى، إذ هي مراحل تخلو من الرفاهية ومظاهر الراحة والنعيم ،مليئة بالكفاح والمعاناة والجهاد والاستبسال.
في العام 1997م عُيّن رئيساً لمكتب حماس، كما انتخب رئيساً للحكومة الفلسطينية.. وغيرها لكن المنصب الأكبر والأعظم هو شرف الدفاع عن كرامتنا جميعاً في الرفض المطلق لكل أشكال الظلم والغزو والاحتلال؛ ليتقلد المنصب الخالد والمقام الأسنى الذي يليق بأسد الله الغزواي إسماعيل هنية هو شرف (الشهادة) في معركة الطوفان الخالدة، وتلك أسمى الغايات والمراتب والحياة الحقيقة، ذلك الحلم الذي ظل يراود قلبه منذ البداية هو ما عبر عنه نجله الأكبر عبدالسلام هنية: «نشعر بالتكريم والتقدير ونحن نرى مشاركة الطوفان البشري في جنازة وتشييع جثمان الشهيد القائد إسماعيل هنية، فاغتياله واستشهاده سيكون حياة للملايين من أبناء هذه الأمة، وستبقى سيرته رمزاً للنضال والمقاومة.
وما بين ميلاده واستشهاده حياةٌ تعادل ألف سنة ضوئية من الشموخ والعزة والتضحية والدفاع عن مقدسات الأمة وقضيتها المحورية، ونصرة المظلومين ومجابهة طواغيت ومجنزرات الصهاينة المجرمين، فقد كانت حياته- رضوان الله عليه- محطات حافلة بالعطاء والتضحيات، ومدرسةً للحرية والصمود والكبرياء، مدرسة تخرج من رحابها الشهداء، ورجال الله الكرماء، فلم تتمكن أساليب العدو الصهيوني المؤمرك بشتى مكائدها من تركيعه أو إطفاء اشتعالات ثورته وحماسه التي هي حماس كل الأحرار، فحين قصف العدو معظم أفراد أسرته؛ لم يزداد السيف إلا لمعاناً وحدّة؛ بشرف ارتقاء أسرته إلى ملكوت الشهداء الأبرار على طريق تحرير فلسطين والقدس الشريف.
واليوم ربما ظن العدو الإسرائيلي وهو يقدم على ارتكاب جريمة اغتيال رمز من رموز الأمة البطل الأسطوري والأسد الكاشر أنه بذلك سيسدل الستار على نهاية الوجود الفلسطيني وقبلها حركة وفصائل المقاومة, لكنه فتح على نفسه أبواباً لا تغلق لحرب مفتوحة على المستوى البعيد، فقد احتشدت الليوث وتناغمت الصفوف وزمجرت الأسود معلنةً ومعاهدةً الله والشهداء أن دم الشهيد القائد إسماعيل هنية لن يذهب هدراً، وأن ذلك العمل الغادر والجبان لن يزيد المقاومة إلا إصراراً وقوةً وثباتاً للمضي على درب الجهاد والمقاومة حتى كنس العصابة الصهيونية ومن دار في مستنقعها من كافة بقاع فلسطين، وقد اقترب مؤشر الزوال الصهيوني إيذاناً بنهايته الحتمية بإذن الله، وما التخبط الصهيوني الأعمى والاستهتار والتصرف القذر والتمادي في جرائم الإبادة واغتيالات الشخصيات القيادية إلا أدلة واضحة للفشل الذريع، وانتكاسة خطيرة لقضية السلام كما تصفها سلطنة عمان.. ولا سلام مع أعداء البشرية وقتلة الأنبياء وخونة العهود والمواثيق!!.
صفوة القول: كل هذا يتوجب جميع أحرار وشعوب الأمة الاستيقاظ من دهاليز الصمت ومعرفة عدوهم الحقيقي، فمواجهته فرض واجب على الجميع وطقوس الفرض ووجوبيته تبدأ من نصرة ودعم وإسناد فلسطين الحبيبة.
فسلام على إسماعيل الأمة وشهيدها في ركاب الخالدين، ورحاب المجاهدين، وعلى دربه نبتت وتنبت كل يوم مواكب الفاتحين، وبراكين بحجم القيامة والنصر المبين.
واذكر بغزة إسماعيل إن تُليت
آي الحماس ولاح البأسُ والنصرُ
وقل: عليك سلامُ اللّٰه من أسدٍ
بل قل: أضفت سماءً أيها البدرُ