كتابات | آراء

خواطر ومحطات حول الوحدة اليمنية ( الحلقة الثانية عشر)

خواطر ومحطات حول الوحدة اليمنية ( الحلقة الثانية عشر)

خلال عامي 1966-1967م كانت العمليات الفدائية ومقاومة الاستعمار البريطاني في جنوب الوطن على أشدها وقد كانت العمليات الفدائية للجبهة القومية وجبهة التحرير آنذاك القاسم المشترك التي بين الجبهتين وكان يفرح جميع الناس لكن الفتنة التي نشبت بينهما أحزنت كل الناس من اليمنيين الشرفاء..

وكانت بداية الفتنة بتاريخ 13 يناير من عام 1966م عندما حاولت المخابرات المصرية الدمج القسرى بين الجبهة القومية وجبهة التحرير إضافة إلى فتن أخرى قامت بها المخابرات المصرية من بينها إعدام العميد محمد حسن الرعيني نائب رئيس الجمهورية العربية اليمنية وعدد من المسئولين في صنعاء وذلك بتاريخ 21 أكتوبر من عام 1966م وفي الوقت الذي زادت فيه العمليات الفدائية ضد الاستعمار البريطاني زادت الخلافات بين الجبهتين والمصريين يثيرون نار الفتنة.. ولذلك قام وفد رفيع المستوى من الجبهة القومية برئاسة المناضل عبدالفتاح إسماعيل سلام الله عليه بزيارة إلى القاهرة ومقابلة الرئيس المصري حينذاك أوائل عام 1967م جمال عبدالناصر سلام الله عليه فاستمع جمال إلى الشكوى الذي قدمها عبدالفتاح وشرح أفاعيل المخابرات المصرية وكانت الحرقة ساكنهٌ في كلمات فتاح والجميع يستمع بكل احترام.. أكمل فتاح حديثه وإعطاء عبدالناصر المجال لبقية أعضاء وفد الجبهة القومية الذين أضافوا بعض المعلومات التي تدين أفاعيل المخابرات المصرية.
بعد أن استمع الرئيس جمال عبدالناصر إلى حديث وفد الجبهة القومية قال للجميع" لا تستغربوا أن المخابرات المصرية عملت ضدي وتآمرت ضدي" ساد الصمت بعد أن سمعوا هذا الكلام لدقائق ثم تواصل الحديث وتمخض بإدانة المخابرات المصرية لموقفها العدائي ضد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ثم عاد الوفد إلى عدن ومصدر هذه المعلومات السطور أعلاه مقابلة أجرتها صحيفة الأمل مع المناضل عبدالفتاح إسماعيل بتاريخ 30 نوفمبر من عام 1985م وذلك بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة للاستقلال الوطني وأعاد نشرها اللواء سالم علي حلبوب في كتابه المعنون عملية صلاح الدين.
بعد عودة وفد الجبهة القومية من القاهرة عام 1967م لم يذكروا الشهر لكن مؤكد أنه قبل شهر يونيو اجتمعت قيادة الجبهة القومية وحللوا ومحصوا ما حصل ويحصل من المخابرات المصرية وخمن البعض بأنه تآمر من السعودية والأردن ضد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وفي نهاية الاجتماع كتب المناضل عبدالفتاح إسماعيل بخط يده تعميم إلى خلايا الجبهة القومية قال فيه إلى رفاقنا مناضلين وأعضاء التنظيم السياسي الجبهة القومية السلام عليكم وبعد واصلوا نضالكم بقوة أكثر لتحرير أرضنا اليمنية من دنس الاستعمار الأجنبي وعملائه النصر لكم والعزة للوطن شمالاً وجنوباً وبعد يوم واحد زادت العمليات الفدائية وتم استخدام فيها أو خلالها الرشاشات القرنوف والقنابل وقذائف الأربي جي تو ومدافع التوهنش كما نشطت الحبال أبو مترين ضد العملاء وضد من قبضوا عليهم من عناصر المخابرات المصرية الذين كان ضررهم أكثر من فائدتهم.
ملاحظة : لاحظوا أعزائي كان لأبسط وأقصر تعميم في الستينات من القرن الماضي صيت وهيبة غير عادية أما تعاميم هذه الأيام سواء كانت بالفسبكة أو الإذاعة والتفلزة أو حتى الصحافة الورقية "كلك نظر".
عودة إلى الموضوع أن ذاك التعميم بخط فتاح- سلام الله عليه- كان له مردود وأصداء غير عادية في الانتقام من أفاعيل بعض عناصر المخابرات المصرية ففي عدن "طعججوهم" وفي صنعاء "صرعد وهم" وبعد كم يوم حصلت هزيمة 5 يونيو من عام 1967م وعادوا إلى مصر.
الإعلام العربي بشكل عام وإذاعة صوت العرب بشكل خاص هو نوع من الهزيمة أسموها نكسة 5 يونيو لكن في الواقع تعتبر هزيمة قاسية حيث أن الجيش الإسرائيلي هزم ثلاثة جيوش عربية هي " الجيش المصري والسوري والأردني خلال ستة أيام ياخزاء البلاء خلال ستة أيام فقط تهزم ثلاثة جيوش عربية مجحفلة أنها كارثة بعثت وتبعث حالات من القرف والازدراء.
عودة إلى الموضوع: بعد 5 يونيو 1967م بيومين اجتمعت قيادة الجبهة وقررت تخفيف هزيمة العرب بإنزال هزيمة في القوات البريطانية في جنوب الوطن.
هامش: مصدر المعلومات الرقمية والأسماء أرشيف اللجنة المركز للحزب الاشتراكي اليمني عام 1987م.
طعججوهم: معناها طردوهم وهددوهم.
"صرعدوهم" معناها طردوهم وشتموهم وضربوهم.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا