دروس هامة من اغتيال السيد حسن نصر الله
ما تميز به حزب الله عن غيره من التنظيمات انه تنظيم سري مُحكَم التراتبية لم يكن بإمكان إسرائيل اختراقه بل على العكس استطاع هو اختراق إسرائيل وكانت إسرائيل وهي تقاتله كأنما تقاتل أشباحا إن قتلت شبحاً ظهرَ لها شبحٌ أشد منه..
لكن منذ اغتيال الشهيد فؤاد شكر ثم ضربة البيجر ما جرى لحزب الله من ضربات متتالية ينبغي تأمله جيدا فهو يُبيّن خطورة شيئين:
1- خطورة المعلومة:
في عصر تدفق المعلومات والذكاء الاصطناعي أصبحت إسرائيل قادرة بطريقة ما على كشف التراتبية في تنظيم حزب الله ومقار حزب الله بل وحتى على كشف أماكن تواجد قادة حزب الله، وما عجزت عن تحقيقه قبل 18 عاما قبل دخول الهواتف الذكية إلى كل منزل وشارع وحارة والتي من خلالها تتدفق الأصوات والصور والمعلومات بلا حدود ولم تعد تحتاج إلا إلى نوع متفوق من الذكاء الاصطناعي للقيام بعمليات الفرز والاستنتاج.. ربما بهذه الطريقة نجحت الاستخبارات الغربية في إنجاز خرق معلوماتي يتعلق بحزب الله يوضح مدى تأثير المعلومة البسيطة على سير المعركة وإدارتها في الفترة المقبلة، فالمعلومة في هذه الحالة تشكل 99% من المعركة ولا بد لحزب الله (وأشباهه من قوى الجهاد والممانعة) أن يُعيد ترتيب صفوفه في أسرع وقت فالآثار المعنوية لهذا الانكشاف ولأي ارتباك قد تكون في منتهى الخطورة، علما ان حزب الله رغم ما أصابه لا يفتقر إلى توفر المخزون البشري الهائل ولا الخبرة التنظيمية والعسكرية المتراكمة كما لا يفتقر إلى المخزون الفكري والثقافي الذي يجعله قادرا على استعادة المعنويات سريعا سيما ولديه استخبارات وبنك معلومات وخططا تجعله قادرا على توجيه ضربات نوعية ستُعيد التوازن المعنوي، بل وببركة الله وتسديده ستعكس المعادلة وتجعلها انتكاسة معنوية للعدو وقوة معنوية للمقاومة...
2- خطورة ضرب الثقة:
من الواضح أن أحد أهم أهداف العدو خلال هذه الضربات هو ضرب الثقة داخل الحزب عبر الإيحاء بأن هناك اختراق بشري فضرب الثقة يعني التفكك والتخاذل والانهزام بدون حرب!، كما أن هناك محاولات لضرب الثقة مع الحلفاء في محور الجهاد والمقاومة وبالذات مع إيران، لذلك على الجميع التنبه إلى عدم إلقاء التهم جزافاً والتحلي بالحلم وبالصبر الاستراتيجي والطمأنينة التامة بالله والتسليم للقيادة المجاهدة الأمينة التي لن تفتقر إن شاء الله إلى الحكمة والتوفيق..