كتابات | آراء

خواطر ومحطات حول الوحدة اليمنية ( الحلقة الثالثة عشر)

خواطر ومحطات حول الوحدة اليمنية ( الحلقة الثالثة عشر)

عبارة شغيلة وكادحي بلادنا كانت ومازالت تحمل جاذبية غير عادية فالعمال والفلاحين وحلفائهم من الطبقات الفقيرة هم الذين يبنون الأوطان ويدافعون عنها ويوجدون الدولة الرشيدة دولة النظام والمؤسسات والقانون ويحافظون على مبادئها..

الفقراء هم الذين يضحون بأرواحهم في سبيل شعبهم ووطنهم أما الرأسماليين فهم جبناء.. نعم الرأسماليين والبرجوازيين أصحاب الملايين لا يدافعون عن وطن أو شعب بل لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم.

ملاحظة:
التجارب السابقة على أن الرأسمال جبان خير برهان وعلى سبيل المثال وليس الحصر عندما بدأ العدوان على بلادنا اليمن هرب أصحاب الملايين إلى الخارج وهناك عدة براهين تثبت أن الرأسماليين جبناء ومن يقول غير ذلك فإنه واهم أو مصاب بعمى الألوان.
عودة إلى الموضوع: استمرت الخلافات والاغتيالات بين الجبهة القومية وجبهة التحرير من 13يناير عام 1966م إلى 26أكتوبر عام 1967م وشهدت الخمسة الأيام الأخيرة من شهر أكتوبر وهي من 27 الى 31 أكتوبر من عام 1967م هدوءاً بائناً بينونة كبرى والجماهير قالت:"الجماعة اتفقوا".
ولم يعلموا أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة وفعلاً انفجرت العاصفة بين الجبهتين في أول نوفمبر عام 1967م واستمرت أربعة أيام وهي ما عُرفت بالحرب الأهلية بين الجبهة القومية وجبهة التحرير.. نعم استمرت أربعة أيام لكنها كانت حرب شوارع شرسة وقاد قوات الجبهة القومية العقيد حسين عشال وهو من الخبراء العسكريين المعروفين.. قالت وثائق الجبهة القومية: "لقد انتصرنا على جبهة التحرير وأعوانها انتصاراً مؤزراً.. وكان للقائد العسكري المقتدر العقيد حسين عشال دور كبير في تحقيق النصر".
هذا ما قالته الجبهة القومية في تقرير الموقف بعد 4نوفمبر عام 1967م لكن أثبتت الخمسة عقود الأخيرة من القرنين أن الحرب الأهلية ليس فيها منتصر.. فالمنتصر خاسر.. وقد كان لحرب الجبهتين تداعيات سلبية من أبرزها أن المملكة السعودية استغلت انسحاب القوات التي كانت مرابطة في منطقة البلق والتي توجهت للحرب في عدن واحتلت البلق بعد انسحابها بتاريخ 2نوفمبر عام 1967م.
ومن التداعيات السلبية الأخرى نزوح أغلب قيادات وقواعد جبهة التحرير إلى السعودية وشمال الوطن.
انقلاب 5 نوفمبر الرجعي كان أول محطة سلبية في مسار الوحدة اليمنية ففي اجتماع قيادة الجبهة القومية بتاريخ 16نوفمبر 1967م قرروا تأجيل إعلان الوحدة اليمنية الذي كان مقرراً إعلانها في نفس يوم الاستقلال 30نوفمبر إلى وقت لاحق وأجل غير مسمى وذلك بسبب انقلاب 5نوفمبر الرجعي ووصفوا الانقلاب بأنه خطوة سلبية أولى لارتهان القرار السياسي لقيادة الشطر الشمالي من الوطن بيد المملكة السعودية العدو التاريخي لليمن.

ملاحظة:
التنظيم السياسي الجبهة القومية وبعدها الحزب الاشتراكي كتواصلاً شرعياً لها كانوا في وثائقهم وحتى في المناهج الدراسية يوصفون المملكة السعودية بالعدو التاريخي وانقلاب 5نوفمبر عام 1967م كانوا يوصفونه بالانقلاب الرجعي وهم على حق فالسنوات اللاحقة حتى اليوم أثبتت صحة تخمينات الجبهة القومية سابقاً والحزب الاشتراكي لاحقاً أو حالياً.
عودة إلى الموضوع: لقد ابتلانا الله بجارة سوء هي السعودية وقيادات فاشلة فالسعودية ومنذ عام 1923م عندما قتلوا 3960حاجاً يمنياً ونهبوا ما بحوزتهم من أموال وأدوات لم نحصل منها إلا على كوارث ومصائب والقيادات الفاشلة ما لم نحصل منهم لا على حية أو حنش.
يتبع العدد القادم

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا