إرهاصات الهجوم البري على الكيان الصهيوعبري
بسبب تخاذل حكام العرب بعد عزل «قضية فلسطين» عن المسؤولية المباشرة للمسلمين بقي «أولى القبلتين وثالث الحرمين» -على الرغم من الوصاية الهاشمية الشكلية- في أسر الصهاينة منذ عام 1948، ولعل أوان تحريره من تحت سيطرة الصهاينة الغاصبين قد آن بمشاركة فاعلةٍ في الميدان من يمن الحكمة والإيمان.
لم تحسم المعركة على امتداد الأراضي الفلسطينية لمصلحة العصابة الصهيونية بالرغم من كثافة وحداثة الأسلحة التي تمتلكها وبالرغم ممَّا تستند إليه -في معركتها مع شعب أعزل محاصر بمحيطه العربي- من دعم العالم الإمبريالي الغربي، لأنَّ الحسم يقتضي السيطرة البرية وهذا ما لم تزل الدولة العنصرية تحاول تحقيقه بفرض الهجرات القسرية، وإذ لم تتمكن من بلوغ تلك الغاية بسبب ثبات الغزاويين الباسل في أرضهم بالرغم ممَّا يتعرضون له من قصف وحشي مزلزل على مدى عام كامل، يبدو أنَّ سير المعارك من الآن -في ضوء ما تشهده بعض شعوبنا من صحيان لا سيما في يمن الإيمان- سيكون في غير مصلحة «دولة الكيان»، ويبدو أننا على موعد وشيك مع هجوم عسكري بري يقضي -وإلى الأبد- على هيمنة الكيان العنصري، ويمكن الاستدلال على وشوك الهجوم الذي سيحطم -بعون الله- الأسطورة الصهيوإسرائيلية بالإرهاصات التالية:
١- توعد زعيم أنصار الله بالتنكيل البري:
بعد مضي أكثر من أحد عشر شهرًا من العدوان الصهيوني على «قطاع غزة» الفلسطيني واتساعه ليشمل الضفة الغربية واستهداف الفلسطينيين بكل أساليب التطهير العرقي بما في ذلك أسلوب التهجير القسري رأت قوى المقاومة -باعتبارها ضمير الأمة- أنَّ الفرصة مواتية -بعد بلوغ جيش العدو حالة من الإنهاك- لمجابهته بهجوم بري توعده به زعيم أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي في طيات خطابه الهام الذي ألقاه يوم عيد المولد النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والسلام، وذلك ما أشير إليه في سياق الخبر الصحفي المعنون [السيد الحوثي: الأعداء سيفاجأون في البر كما تفاجأوا في البحر بتقنيات جديدة وغير مسبوقة] الذي نشرته «الميادين نت» في الـ5 من سبتمبر بما يلي: (أكد قائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، أنّ "الأعداء سيفاجأون في البر كما تفاجأوا في البحر، بتقنيات جديدة غير مسبوقة في التاريخ، تساعد على التنكيل بهم").
كما أشير إلى هذا المعنى في مستهل الخبر الصحفي المختصر المعنون [الحوثي: الأعداء سيفاجأون بالبر كما تفاجأوا بالبحر] الذي نشره موقع «جريدة القبس» يوم الجمعة الـ6 من سبتمبر الأغر على النحو التالي: (قال زعيم حركة أنصار الله اليمنية عبدالملك الحوثي «إنّ الأعداء سيفاجأون في البر كما تفاجؤوا في البحر، بتقنيات جديدة غير مسبوقة»).
٢- أخبار التحشد الآخذة في التجدد:
بعيدًا عن الأخبار المبالغ فيها التي تندرج في سياق الشائعات والتي تتردد في بعض الأوقات مستهجنة مصطلح «وحدة الساحات»، تواتر في الآونة الأخيرة خبر شبه أكيد عن تحشيد آلاف من الكوادر اليمنية البشرية في الأراضي اللبنانية والسورية استعدادًا لمفاجأة الكيان الصهيوعبري بهجومٍ بري، وذلك ما يمكن أن يستشف من استهلال التقرير التحليلي المعنون [تحضيرا لمعركة برية ضد إسرائيل.. نقل مقاتلين يمنيين إلى سوريا ولبنان] الذي نشرته صحيفة «الأيام» العدنية في الـ14 من سبتمبر الاستهلال التالي: (قال مركز استخباراتي إسرائيلي إن جماعة الحوثي في اليمن تخطط لهجوم بري على تل أبيب، بعد وصول عناصر تابعة للجماعة إلى سوريا ولبنان.
وذكر مركز "مائير عميت" للاستخبارات والإرهاب في تقرير أنه في الأسابيع الأخيرة، زاد الحوثيون من تهديداتهم العلنية بمهاجمة إسرائيل، بما في ذلك الهجمات البرية، وأجروا تدريبات عسكرية تحاكي التسلل عبر الأنفاق والسيطرة على القواعد العسكرية الإسرائيلية واختطاف جنود.
وفي تقييم مركز المعلومات الإسرائيلي، يطمح الحوثيون في الواقع إلى تنفيذ هجوم بري ردًّا على هجوم إسرائيل على الحديدة).
وقد قدر التحشيد البشري اليمني -وفق مصادر مقربة أو موالية للعدو الصهيوني- بـ20 ألف مقاتل على الأقل، وإذا أخذنا في الحسبان تحشيد مماثل من سائر بلدان الأمة المحسوبة على محور المقاومة، فسيُرفد ذلك العدد -بلا خلاف- بثلاثة أضعاف.
٣- شعور العدو الصهيوني بقلق جنوني:
لم يعرب المسؤولون الصهاينة عن شعورهم بالقلق مما يدار في الجوار كإعرابهم عنه هذه الأيام حتى لقد تناولته بعض وسائل الإعلام، وذلك ما أشير إليه في مستهل التقرير التحليلي المعنون [قلق إسرائيلي.. 40 ألف مقاتل من دول عربية بالجولان ينتظرون أوامر نصر الله] الذي نشرته «الجزيرة نت» في الـ24 من سبتمبر الحالي بما يلي: (قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إنَّ الجيش يتابع -بقلق- قدوم نحو 40 ألف مقاتل من سوريا والعراق واليمن إلى الجولان، وينتظرون دعوة أمين عام حزب الله للقتال).