اليمن.. مواقف تاريخية لنصرة غزة
لطالما كانت فلسطين قلب العروبة وقضية الأمة صاحبة التاريخ العريق والحضارة الشامخة وقدسية الأمة، كونها تحتوي على أولى القبلتين وثالث الحرمين، المسجد الأقصى في عاصمة الإسلام القدس،
التي كانت ولا تزال المدينة العربية العريقة مهما تآمر الخونة وبطش الأعداء وتوحش المجرمين.. منذ ذلك اليوم المشؤوم في 1948م عندما جلب الاستعمار البريطاني قطعان اليهود النازيين من أوروبا وزرعهم في قلب الأمة الإسلامية في فلسطين، ليبدأ هؤلاء القطيع المتوحش بارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين، مما أدى إلى إحكام سيطرتهم على أرض فلسطين ليعلنوا قيام دولتهم المارقة المسماة بإسرائيل، التي يدعي قادتها أنهم دعاة إنسانية وديمقراطية ودولة سلام والحقيقة أن كل هذه الادعاءات هي عبارات واهمة وكاذبة تهدف إلى خداع العرب الذين يرفضون هذا السرطان الخبيث، ولأن قوة الشر والإجرام في العالم، بريطانيا الخبيثة وأمريكا الشر، حاولوا تأمين هذا الكيان الخبيث، وسعى هذا الحلف إلى تنفيذ ذلك عمليًا من خلال إضعاف الدول العربية وزرع قادة يتبعونهم، بمحاولة منهم لإرغام شعوبهم على التطبيع، وبالفعل، للأسف، انجرّت مجموعة من الدول والإمارات والممالك إلى التطبيع مع هذا الكيان المارق الذي استولى على أرض ليست أرضه.. فسار قطار التطبيع الخبيث، وللأسف، لم يكتفِ هؤلاء الخونة بتطبيعهم وخيانتهم، بل حاولوا أن يضغطوا على الدول الحرة وإرغامها على التطبيع، ومن تلك المحاولات سعيهم للضغط على صنعاء لكي تخضع لتل أبيب، واستخدموا كل الوسائل الخبيثة من تآمر وحصار وإضعاف الجيش والدولة، حتى وصل بهم الأمر إلى شن حرب عدوانية إجرامية على الشعب اليمني لعشرة أعوام، ارتكبوا فيها أبشع وأشنع الجرائم، بمحاولة واهمة منهم لإقناع شعب عريق عظيم صاحب تاريخ مجيد، تربى على الأصالة والشهامة، قضيته الأولى هي فلسطين، شعب عاش على أخلاقه العالية وفزعته الأصيلة ومواقفه المشرفة مع المظلومين، وجبروته في الوقوف بوجه الظالم، وهذا ما أثبتته الأيام، ها نحن اليوم نقولها بالفم المليان: محاولتهم فشلت بفضل الله، فهذا الشعب العظيم خرج من معركة وحرب عشرة أعوام برأس شامخ، محافظًا على عادته وأخلاقه وأصالته، ليصعق الأعداء بتأسيس جيش يمني قوي يحمي اليمن وينصر الأمة، ليوجه هذا الجيش أقوى مواقف الوفاء والشهامة، ويكتب التاريخ المشرف كأول جيش عربي منذ خمسين عامًا يعلن نصرة المظلومين في غزة وإعلانه الحرب على كيان النازية الصهيونية، ويفرض حصارًا بحريًا على كيان الشر، ويعلن "يافا" المحتلة غير آمنة، ويرد على محاولة أولئك الخونة المطبعين المتصهين الذين أرادوا أن يخضعوا صنعاء لتل أبيب، أن صنعاء اليوم تضرب عمق تل أبيب، وأن صنعاء لن ولم تخضع لتل أبيب، بل صنعاء تعانق يافا المحتلة وتمد يدها لغزة وتساند الضفة وتنصر فلسطين العروبة رغم أنف الخونة المطبعين، وهذا بفضل الله وبفضل القيادة الصادقة والجيش الصامد والشعب العريق.. هنيئًا لنا هذا الشعور والموقف المشرف، وبإذن الله منتصرون مهما تكالب الصهيونيون من اليهود والأعراب المنبطحين، وكما قال القوي الجبار: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ).