كتابات | آراء

الساحل الغربي ملتقى الأطماع الاستعمارية « الحلقة 59 »

الساحل الغربي ملتقى الأطماع الاستعمارية « الحلقة 59 »

في نفس الوقت الذي أذاعت فيه إيطاليا الإعلان السابق كانت تعد العدة للسيطرة رسمياً على المنطقة التي احتلتها باسم شركة روباتينو الملاحية فعقدت اتفاقاً مع شركة روباتينو ,

وتنازلت بموجبه الشركة للدولة الإيطالية عن حقوقها المزعومة في ساحل خليج عصب مقابل 417الف ليرة إيطالية تدفعها الحكومة للشركة على أقساط . وفي 5 يوليو 1882م صدق البرلمان الإيطالي على هذه الاتفاقية كما أنه اصدر في نفس اليوم قانوناً بتحويل عصب إلى مستعمرة إيطالية سميت مستعمرة (عصب ) ووجدت إيطاليا في الاحتلال البريطاني لمصر في 15سبتمبر 1882م فرصة ذهبية لدعم مركزها  في مستعمرة عصب ثم التطلع لاحتلال المزيد من الأراضي على ساحل البحر الأحمر الغربي .
فعملت على تدعيم نفوذها بإنشاء علاقات تجارية وسياسية مع القبائل المجاورة لمستعمرة عصب مع منيليك الثاني نجاشي شوا, ومع سلطان الأوسا.
وفي 10يناير 1883م غادر الكونت بترو انتونيللي مبعوث الحكومة الإيطالية , في عصب إلى كل من أوسا مقر سلطان الدناكل محمد بن حنفري , وشواء وتمكن انتونيللي من عقد اتفاق مع السلطان محمد حنفري والملك منيليك في شواء طلب فيه هذان السلطانان من إيطاليا :
أن لا تسمح حكومة صاحب الجلالة ملك إيطاليا للمصريين باحتلال أي جزء من أراضي مملكة السلطان محمد حنفري .
أن تأخذ حكومة صاحب الجلالة بعين الاعتبار وضع السلطان برهان محمد وأن تسمح له بممارسة سلطته على إقليم (ما رعبله )
أما في ما يتعلق بمزايا هذه الاتفاقية للجانب الإيطالي فقد نصت على أن يضمن السلطان محمد حنفري حماية الطرق بين عصب وأوسا , ومملكة شوا بالإضافة إلى تنازله عن منطقة أبليس  للحكومة الإيطالية لاستخدامها كمحطة تجارية .
كما نصت المادة الثامنة من هذه الاتفاقية على أن تقوم السفن الحربية الإيطالية بحراسة شواطئ الدناكل .
وواضح  أن هذه الاتفاقية قد سهلت لإيطاليا عملية الاتصال بين الساحل  و الداخل , وذلك لوقوع منطقة السلطان حنفري في المنطقة الوسطى من ساحل الدناكل , ومملكة شوا في الأقاليم الداخلية , بالتالي يعتبر السلطان حنفري الحارس والمنظم للقوافل المباشرة والقادمة من الداخل , وكما هو واضح يبدو أن إيطاليا تملي على هؤلاء الحكام ما تريده من اتفاقيات , وكما هو غير منطقي أن يتنازل حاكم منطقة بقناعته في حين أنه يطالب بغيرها في نفس الوقت أضف إلى ذلك أن معظم نصوص هذه الاتفاقية (مشروع الاتفاق ) ترد جاهزة من الحكومة الإيطالية , ويبدو أن برهان سلطان "راحيتا" كان قد أشترك مع انتونيللي في إنجاز مهمته حيث ورد في رسالة بعث بها هذا السلطان إلى وزير الخارجية مانتشيني تتعلق بالنزاع بين حنفري وبرهان على مارعبله حيث ذكر الأخير أن اتفاقه مع سابيتو لم يتضمن هذه القرية ضمن مبلغ الألف ليرة ويقسم السلطان بأنه لم يكن يعلم ماذا تساوي الألف ويطلب في الأخير بإنصافه وإعادة القرية إلى سلطانه , أما في ما يتعلق بمشاركته في مهمة انتونيللي فذكر في مقدمة رسالته " تعلمون جلالتكم أننا وصلنا مع وكيلكم الكونت انتولي نيللي إلى أوسا , وقد حافظت جماعة الملك شوا على سلامتنا إلى أن وصلنا إلى السلطان حنفري.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا