كتابات | آراء

الحقيقة الدامغة والحدث المفقود

الحقيقة الدامغة والحدث المفقود

لماذا لا نأخذ الدروس والعبر من ثورات شعوب العالم بأن الأوطان لا تباع ولا تشترى وأن الحرية تنتزع ولا تعطى والشعب هو صاحب الحدث الحقيقي وأن ما حققه اليمنيون طيلة عقود خلت بفضل الله وبفضل تضحياتهم وكفاحهم ودمائهم الطاهرة الزكية

التي روت جبال وسهول وأودية وهضاب اليمن لم تذهب هدراً أو هباء منثوراً بل ستظل محفورة في عقول الأجيال جيلاً بعد جيل .
رحل الاستعمار البريطاني البغيض بكل سلبياته وعفنه عن جنوب الوطن بعد احتلال دام أكثر من 129عاماً عاث فيها فساداً وفجوراً أرضاً وإنساناً والآن جاء محتل بثوب خليجي متدثر بعروبة زائفة وشعارات جوفاء وتناسى هذا الدعي اللقيط عراقة وتاريخ وحضارة الشعب اليمني المتجذر في تاريخ المنطقة بل العالم قاطبة وآن تراث وقيم ومورث الأجداد لم يذهب هدراً بل سيظل راسخ ومتجذر في أفئدة ووجدان اليمنيين الشرفاء وفي عقول الأجيال الذين يمتلكون من الوعي المستنير والإخلاص والوطنية والانتماء الوطني ما يجعلهم في مقدمة الرافضين لمشروع الانفصال والانقسام وبيع الجزر لبعران الخليج رغم أبواق المنافقين الذين يمارسون شتى أنواع الحيل والأساليب لتضليل العدالة وتشويه الحقائق وتزييف أحداث الواقع ليحل الظلم في أوساط المجتمع ويظل الإنصاف غائباً والعنف حاضراً والفساد هو سيد الموقف .
إن التدخل الخليجي في اليمن ينم عن حقد دفين وأطماع قديمة جديدة بواقع ومستقبل مجهول سيدفع ثمنه عاجلاً أو آجلا كل الذين ناصروه وأيدوه وساندوه فالتاريخ لن يرحم .. وسيظل اليمن ملتقى منارات التاريخ والحضارات شاء من شاء وأبى من أبى .
إن الواقع المأساوي اليوم الذي تعيشه الأمة يستدعي البحث عن ثقافة السلم والقيم والمبادئ التي تلاشت في زمن المفاهيم المغلوطة والرؤى الاستبدادية والدوافع الرائجة لتشويه السلوك الإنساني في تلك المجتمعات المحافظة لذا نقول لهولاء القوم النشاز.. إن الثورة والنضال والكفاح حدث لا ينتهي بل يظل في ديمومة مستمرة وعلامة فاصلة وحاضر مشبوب بالكفاح والتضحيات رغم التحديات والصعاب رافضاً لكل مشاريع التشطير والتمزق وليعلم القاصي والداني أن الثورات العظيمة هي تاريخ مشحون بالكفاح والنضال التراكمي في لحظة تحول مفاجئ ونوعي ثم الانتقال إلى حقيقة جديدة مهما تطاول عليها العملاء والمتنطعون والدخلاء وسيخسرون المنافسة, وسيدفعون الثمن باهظاً فاللحظة التاريخية هي حدث مدهش, وهي غضب جماهيري عارم ترتعد له فرائص الأعداء والعملاء الذين ما فتئوا يمجدون أسيادهم ويتباهون بهم بالرغم من الانبطاح والتباكي على أطلال الماضي وأيام خلت .
لقد بات جليا أن مستوى الفساد الأخلاقي والقيمي بين الشعوب يتفاوت ويتباين ولكن عندما يأتي من الأشقاء يكون أدهى في ظل فقدان الثقة والأطماع الذاتية ..
صفوة القول:
لذا على القارئ أن يُعيد قراءة تجارب الثورات العربية مُنذ بزوغها وحتى أفولها فالثورات المسيسة والمتقوقعة تقود شعوبها كقطعان السوائم والسؤال الواجب طرحه لماذا هذه العودة لقراءة تاريخ وتجارب الثورات العربية التي عفا عليها الزمن .؟!
ليعلم الشرفاء من أبناء الأمة قاطبة أن الثورات العظيمة المتجذرة في عقول الأجيال تظل محفورة في ذاكرتهم مدى الزمن وهي صمام أمان الشعوب ومن يخطط لوأدها لا يمكن له أن يمحوها من جوارح وعقول وذاكرة الشعوب والأجيال بل تظل في نمو وعلو حتى تعانق عنان السماء، أمام كل هذه التحديات والترهات يتطلب الموقف وقفة صارمة وصادقة مع هؤلاء المرضى المأفونين عقلياً ونفسياً الذين عليهم أن يدركوا أن سيادة الأرض لا تهادن ولا مساومة عليها وعليهم أن يراجعوا حساباتهم قبل فوات الأوان

كلمات مضيئة
رغم التحديات فاليمن سيبقى قوة عاتيةً وصخرةً صلبة صلدة تتحطم عليها كل قوى العمالة والارتزاق وسيكون بإذن الله عامل أمن واستقرار بموقعه الجيو سياسي والجيو استراتيجي المتميز والفريد ..
إن أبناءنا في جنوب الوطن يدركون حقاً ويلات التمزق والانفصال الذي يلحق بجسد الوطن أرضاً وإنساناً ووحدة فالعلاقة بين كل أجزاء الوطن هي علاقة تكاملية لا ينفصم عراها أبداً فالعملاء والمأزومين وتجار الحروب هم من أوصلوا الوطن إلى الخراب والدمار بهدف تحقيق مصالحهم الذاتية والطبقية فالطريق ما يزال شاقاً ومشحوناً بالعقبات وأعداء الوطن ما برحوا يتربصون به الدوائر, وبدعم ومساندة بعض دول الخليج خوفاً من زوال عروشهم وتناسوا علاقة حسن الجوار والتاريخ والعروبة ولم يدركوا أن انتهاك سيادة الأوطان أو الشعوب خط أحمر ولكن الزمن سيعلمهم أن الأيام دول بين الناس والشعوب , وما تقوم به دويلة الإمارات من أساليب ماكرة هي درس لكل شعوب المنطقة وفي ظل غياب العمل العربي المشترك والانبطاح العربي وأمركة الأنظمة العربية وتمييع قضايا الأمة المصيرية تضيع الحقوق وتتشابك المصالح والمنافع بين الدول ويبقى الأمل الوحيد في شرفاء وأحرار الأمة المخلصين الذين يدركون أن حب الوطن والدفاع عنه لا يجارى ولا يبارى ..
وخلاصة الخلاصة إن شعبنا في الجنوب قادر على التمييز بين ما هو عادل وبين مراهنات العملاء والمطبلين فلا يمكن أن تحل قضية الجنوب بعيداً عن الرؤية اليمنية الواحدة واليمن الواحد والمصير المشترك ..

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا