
يوم الشهيد تقدير للتضحيات وتجديد للولاء
تأتي ذكرى يوم الشهيد لهذا العام في ظل أوضاع استثنائية تعيشها بلداننا في عام فقدت فيه الأمة عدداً من خيرة أبنائها دفاعاً عن الدين والوطن، مما يجعل من الأهمية أن نتوقف لحظة لنستحضر تضحيات الشهداء ونقدم لهم أسمى آيات التعظيم والإجلال،
وفي الوقت نفسه نجدد لهم العهد في المضي على نهجهم، حاملين القضية حتى التحرير الشهيد الذي حمل روحه في يده، وذهب إلى جبهات العزة والكرامة مواجهًا العدو بكل قوة واستبسال خرج تاركًا وراءه حياة الذل والهوان، خرج ببندقيته ليصد العدو وظلمه وجبروته، خرج ليقول إننا لن نقبل العيش إلا أعزاء كرماء في وطن حر أبي طاهر،ذكرى يوم الشهيد لم تكن ذكرى لتجديد الحزن والآلام، إنما هي ذكرى لتجديد العهد والولاء، ذكرى لتجديد العزيمة والقوة والإصرار على مواصلة النضال، تأتي ذكرى الشهيد لنرى ما نحن فيه ولنعلم كم سالت من دماء وأرواح لتصون لنا كرامتنا وتؤمن لنا العيش بأمان تأتي لتخبرنا أنه لا حياة كريمة لأي شعب بلا شهداء، فلولا الشهداء ما بقيت فلسطين، وما بقيت لبنان، وما بقيت اليمن، فالعدو ينتظر الفرصة المناسبة لينقض علينا بغتة كما فعل في السابق، ولولا تقديمنا للكثير من الشهداء وفي مقدمتهم القادة لكان اليمن أرضًا يعيث فيه الأعداء فسادًا وينتهكون حقوق الشعب كما هو حاصل اليوم في المحافظات الجنوبية فقد كانت حادثة مقتل الجنديين السعوديين على يد أحد اليمنيين الذين بهم ضاقوا ذرعًا وبتصرفاتهم المهينة بحقهم وبحق زملائهم، وما حدث بعد الحادث من غطرسة واستكبار للقوات السعودية على أرضنا هو إثبات لكل ذي عقل كيف أن الذل لن يجلب معه إلا الذل فالجنود السعوديون الذين يقتلون اليمنيين العزل على الحدود هم نفسهم اليوم من يحتلون أرضهم، فيفسدون ويتجبرون ويرتكبون الجرائم بحق أبناء اليمن وفي أرضهم، وبرضى قادتهم المرتزقة بل إن قادة المرتزقة لم يكن لهم الحق حتى في الحماية فما هم إلا عبيد أذلاء كما بقية المرتزقة الذين رضوا بوجود هذه القوات بينهم أما المتحكم والمسيطر فهي القوات العسكرية للتحالف بعدتها وعتادها، وما هذا إلا مثال لكل شعب لم يناضل ويقاتل ويطهر وطنه من المحتلين الغرباء الذين ما احتلوا أرضًا إلا ونهبوا ثرواتها وأذلوا أهلها واستعبدوهم، لينتهي بهم الحال إلى الموت ذلاً.
تأتي ذكرى الشهيد لهذا العام، والشعب اليمني وقيادته يمضون على درب شهدائه مواصلين المسير، حاملين القضية العظمى قضية فلسطين، وكان هذا من ثمار تضحية شهداء اليمن الذين بدمائهم تطهرت أرضنا وبنيت قواتنا وأصبحت اليوم قوة عظمى ترهب العدو الظالم المعتدي، ولولا الشهداء ولولا الصمود والنضال، لما كان لنا هذا الفضل الذي كان حلم كل يمني وكما تأتي ذكرى الشهيد هذا العام وفلسطين تواجه أكبر هجمة عدوانية صهيونية، وتقدم قوافل الشهداء وما زالت قوية صامدة تواجه بعظمة واستبسال، فلو استسلم الجميع لأحتلها العدو واستحل الأرض بأحيائها وبيوتها وأهان أهلها ومن ثم جمعهم جماعات ليستهين بهم وليختتم فعله بقتلهم وهو ما يحصل في عدد من مناطق فلسطين، حيث يقوم جنود الاحتلال بجرائم القتل الجماعي بحق المواطنين العزل المسالمين ولم يواجهوا العدو بما لديهم، كما فعلها السنوار وأعلنها لشعبه ولكل مقاوم: "أن واجهوهم ولو بالعصا التي في أيديكم"، إن الأوطان لن تتحرر إلا بالمقاومة وتقديم الأحبة شهداء برضا وقوة وإصرار على النصر، لقد قدم الشهداء أنفسهم لنصرة قضيتهم، ولم يستسلموا وهي رسالة لمن خلفهم من الأحياء: إننا قدمنا أحباءنا وأنفسنا، وسالت دماؤنا على هذه الأرض ونحن نواجه الظلم بكل عزة وإرادة وثقة بالله إننا سننتصر ولو بعد حين، فلا يحق لمن يأتوا من بعدهم أن يرضخوا للسلم بعد كل هذه الدماء، وقد قال الله: (فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ)، فالشهداء لم يقدموا أنفسهم ليستسلم من بعدهم، بل ليشعلوا العزيمة من جديد في قلوب من خلفهم ونحن اليوم وفي هذه الذكرى، نجدد العهد لهم أننا سوف نحمل القضية رافعين الراية شامخين بكل عزة وعنفوان ونجاهد على نفس النهج ونفس الدرب حتى يأذن الله لنا بإحدى الحسنين: النصر أو الشهادة، وكما نجدد العهد لقائدنا الذي حمل القضية وحمل هم الأمة ووقف أمامنا معزياً ومواسياً ومشجعاً ومسانداً ومقوياً لعزائمنا حتى لا نضعف أو نتراجع إلى السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي أننا سنبقى كما نحن وكما أرادنا أقوياء أعزاء كرماء مؤمنون بالله ووعده واثقين بنصره، مستبسلين بعزيمة وإصرار على النصر والانتصار في كل المجالات وفي جميع جولات الحروب ولن نضعف أو نذل وهذا عهدنا له أمام الله ولو بقينا لوحدنا إننا سنمضي قدمًا على درب التحرير حتى نستعيد أراضينا، ونحقق حلم الشهداء في وطن حر وشعب كريم بإذن الله رب العالمين.