كتابات | آراء

ألهذا الحد بلغت الوقاحة الأمريكية؟ !!

ألهذا الحد بلغت الوقاحة الأمريكية؟ !!

لم ينتظر الرئيس العائد من البرزخ لحكم الولايات المتحدة الإرهابية الأمريكية دونالد ترامب حتى موعد تسلُّم منصبه رسمياً ليبداً في مزاولة مهامه وتنفيذ برنامجه ووعوده الانتخابية،

بل سارع وعلى عجل بمطالبة قيادة دولة قطر العربية الشقيقة بإخراج قيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس من أراضيها وإغلاق مكتبها لأنها لم توافق على مبادرة الاستسلام المذلة التي سبق وتقدم بها الرئيس المنتهية ولايته بايدن للتوصل إلى إتفاق هدنة مؤقتة يمكّن إسرائيل من استعادة الأسرى وإعادة ترتيب صفوف قواتها ومن ثم استئناف العدوان..
نعم هكذا طلب ترامب بكل عنجهية ووقاحة من القيادة القطرية أن تفعل دون وضع أي اعتبار للسيادة ولا للقوانين التي تنظم العلاقات بين الدول ودون أن تشفع لدولة قطر العلاقات التي يُقال عنها أنها متميزة مع هذه الدولة الشريرة ولا دورها الكبير وجهودها في تقريب المواقف أثناء جولات المفاوضات المختلفة بين حماس والكيان المحتل..
ومن خلال هذا التصرف المتطاول يتضح لنا جلياً إلى أي مدى تتعامل أمريكا ممثلة بقيادتها بعدم احترام واستخفاف مع حلفائها من العرب والمسلمين وكيف تحاول إملاء مواقفها وتوجهاتها وسياساتها عليهم وفي قضايا مصيرية هامة كقضية الصراع العربي الإسرائيلي الذي تعمل بكل ما أوتيت من قوة على حسمه لصالح ربيبتها إسرائيل وبمختلف الوسائل غير المشروعة ومنها مثل هذه الوسيلة التي استخدمتها مع دولة قطر غير آبهة أو مكترثة بما سيترتب عليها من آثار تنال من سُمعتها ومكانتها وخصوصاً في أوساط شعوب الأمة العربية والإسلامية.. وهنا نقول لأشقائنا العرب والمسلمين أنظروا كيف يفهم ويقرأ قادة أمريكا وغيرهم من القادة الصهاينة في العالم إشارات السلام.. وكيف يترجمونها في عقولهم ومخيلاتهم المريضة المصابة بداء العنصرية والشعور الزائف بالعظمة.. فهم يفهمون السلام بأنه استسلام ويفهمون التعايش بأنه خوف وخُنوع وضعف واستعداد لتقبل الإملاءات.. وهذا هو بكل تأكيد ما شجع مجنون البيت الأبيض الرئيس- الجديد القديم ترامب- على أن يطلب بكل جرأة ما طلبه من دولة قطر وكأن قطر الدولة العربية الإسلامية المستقلة ولاية أو مقاطعة من مقاطعات إمبراطوريته المهزومة (أمريكا) في خطوة يبدو أنها عقابية منه لعدم قيامها بممارسة الضغوط على حماس للقبول بمبادرة الاستسلام..
ولا نستغرب أن يدفعه جنونه وشعوره بعقدة الهزيمة التي سببتها لدولته حركة المقاومة الإسلامية حماس أن يطلب في قادم الأيام من دول العالم العربي والإٍسلامي السائرين خلف وهم السلام أن تشكل تحالفاً عسكرياً لقتال حماس على الأرض في غزة نيابة عن قطعان الجيش الإسرائيلي الفاشل والمهزوم.. ليس ذلك فحسب بل ربما يطلب من العرب والمسلمين ملاحقة قيادة حماس واعتقالهم وإدخالهم السجون ومحاكمتهم كمجرمي حرب بدلاً عن مجرمي الحرب الفعليين الذين دمروا غزة وأبادوا عشرات الآلاف من سكانها وعلى رأسهم نتنياهو وبايدن وغلانت وهاليفي وغيرهم من السفاحين الإرهابيين قتلة الأطفال والنساء..
حقاً إنها وقاحة أمريكية ترمبية ما بعدها وقاحة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا