كتابات | آراء

خواطر ومحطات حول الوحدة اليمنية ( الحلقة 21)

خواطر ومحطات حول الوحدة اليمنية ( الحلقة 21)

بعد أن أختلف فيصل بن عبدالعزيز ملك السعودية مع محمد البدر غادر البدر السعودية وتوجه إلى لندن.. قال فيصل بما معناه: " أن البدر لم ينفع المملكة المتوكلة اليمنية ولم ينفع المملكة السعودية " وأضاف" لدينا رجل ثقة وعميل سيحل مكان البدر هو الأمير محمد بن الحسين يحيى حميد الدين..

واوفد له ثلاثة من مساعديه وهم: رشاد فرعون مستشار الملك فيصل و كمال أدهم مسؤول المخابرات وصهير الملك فيصل وعلى بن مسلم مسؤول الملف اليمني وذهبوا ثلاثتهم إلى الأمير محمد بن الحسين إلى موقع جبل نقم وعرضوا عليه نفس الوثائق التي رفض البدر توقيعها وبدوره رفض الأمير محمد بن الحسين توقيعها وأسمعهم كلام قاسي وسافر اليوم الثاني إلى السعودية وقابل الملك فيصل وقال له : " أنت تريدني أن أكون معك حارس حدود.. وأسمعه كلام شديد وقاسي وحاول حراسة فيصل اعتقال الأمير محمد لكن الملك فيصل منعهم وقال أتركوه لحاله.. وخرج الأمير محمد من مجلس فيصل بعد أن قال ما بنفسه ثم غادر فيما بعد السعودية إلى الأردن وبعد مغادرة الأمير محمد السعودية أجتمع الملك فيصل مع مستشاريه ومجموعة الملف اليمني وقال" سنتعامل مع الجمهوريين في اليمن فالجمهوريين أرطب من الملكيين".
ملاحظتين تحليلية" الأولى مجموعة الملف اليمني موجودة من ستينات القرن الماضي إلى اليوم وكأن اليمن محافظة أو ولاية تتبع السعودية ولا نعلم متى السعودية تحترم السيادة اليمنية وكأن حرب ثمان سنوات من القرن الماضي وحرب عشر سنوات من هذا القرن غير كافية.
الملاحظة الثانية: عندما ضمن الملك فيصل بأن الجمهوريين اليمنيين أرطب من الملكيين كان على حق فالاتفاقيات اللاحقة أثبتت أن القيادات الجمهورية كانوا يوافقون على شروط السعودية باستثناء عودة أسرة حميد الدين إلى الحكم في مواد قادمة من هذا الموضوع سأوضح ذلك حسب التسلسل الزمني في سياق الموضوع الذي يحمله العنوان أعلاه.
عودة إلى الموضوع في اجتماع الملك فيصل مع مستشاريه السوريين والنجديين ومجموعة الملف اليمني قرر وقف الدعم المالي والعيني للقوات الملكية في اليمن وهذا يعني وقف الحرب وقرر الملك فيصل البدء بالتعامل مع القيادات الجمهورية في اليمن.
بعد هذا الإجراء أعلن قاسم منصر القائد الميداني للقوات الملكية أنه "جمهوري"طلب من مشايخ طوق صنعاء أن " يجمهروا" وبهذا توقفت الحرب بتاريخ 8 فبراير من عام 1968م وكان قد بدأ بتاريخ واحد ديسمبر من عام 1967م وجمهرت معظم قرى طوق صنعاء وتلاحقت جمهرتها تباعاً وكانت آخر منطقة جمهرت هي منطقة سنحان بشرط عودة العسكريين من أهاليها ثم عاد العسكريون الذين كانوا مع الصف الملكي بعد أن جمهروا ومن أبرزهم يحيى علي الراعي من جهران وعلي محسن صالح ومحمد إسماعيل وعلي مقصع وعبداللاه القاضي واحمد اسماعيل ابو حورية وآخرين من سنحان .. خلاصة التقييم لحرب السبعين يوماً أن ضخ الريالات السعودية هو الذي أشعل الحرب وهو الذي أوقفها وللأسف أن معظم أهلنا اليمنيين يعيبهم أنهم يقدسون المال تقديس.
لكن للأمانة والإنصاف لا يمكن نسيان أو تجاهل الصمود البطولي لسكان العاصمة صنعاء على مدى70 يوماً وكذلك الدور البطولي لرجال أشاوس أمثال حسن العمري وعبدالرقيب عبدالوهاب وجار الله عمر وحسن علي العذري وصالح قائد الكهالي وآخرين.
مرجع هذه المادة: بعض المعلومات مصدرها الكاتب المعروف الأستاذ / أحمد ناصر الشريف

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا