كتابات | آراء

المحكمة الدولية أعلنت قرارها ؟!

المحكمة الدولية أعلنت قرارها ؟!

أخيرًا خرجت عن صمتها وفاجأت العالم واصدرت قراراً يقضى باعتقال نتنياهو ووزيره غالانت على إثر جرائم إسرائيل في حق الفلسطينيين، يُعد هذا القرار المسار الأهم في تجسيد العدالة التي أنُشئت على أساسها هذه المحكمة

بموجب قانون الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو عام ١٩٤٥م لتكون الجهاز القضائي لها، يأتي قرارها اليوم وبعد أن تأخر كثيرًا إلا أنه قرار انتصرت به لتقول للعالم أنه لا يوجد احد فوق القانون الدولي وكذلك يأتي قرار منظمة العفو الدولية لتقول أن نتنياهو بات مُلاحقًا رسميًا بعد صدور مذكرة المحكمة الدولية لملاحقة مجرمي إسرائيل ومجددًا تأتي ردة الفعل الأمريكية المعارضة لقرارات الأمم المتحدة وتقف بكل وقاحة مع إسرائيل وتضرب بقرارات محكمة العدل الدولية عرض الحائط، وهذه هي الازدواجية في المعايير التي تتخذها الإدارة الأمريكية فقد سارع البيت الأبيض بإعلانه أن أمريكا ترفض بشكل قاطع هذا القرار وهذا بحد ذاته إقرار قاطع بأن المحرك الرئيسي لهذه الحرب هو الأمريكي الذي ظل طوال هذه الحرب يدعم إسرائيل بالسلاح والمال ولهذا استمر المجرم بنيامين نتنياهو في حربه على غزة ولبنان وهذا التمرد الصهيوني ما كان ليحدث لولا الدور الأمريكي في الدعم.
جاء هذا القرار في الوقت الذي ما زالت فيه القوات الإسرائيلية تقوم باستهداف المدنيين من النساء والأطفال وكذلك تدمير المنازل وحرق مخيمات النازحين وفى الوقت نفسه يموت العديد من المدنيين بسبب الحصار والجوع والعطش داخل غزة ولهذا كان لزاما على الجانب الإنساني أن يعلن القرار بمحاكمة جميع المجرمين الذين ارتكبوا هذه المجازر والاعتداءات المتكررة في غزة أما عن ردة الفعل الإسرائيلية فهناك إجماع وغضب داخل الأحزاب الإسرائيلية وإجماع صهيوني للعمل من أجل إلغاء هذا القرار حيث تأتي تصريحاتهم معارضة للقرار الدولي وتصف قرار محكمة العدل الدولية بالقرار المعادي للسامية ووصفته بالقرار الإرهابي واعتبرته مكافأة للإرهابيين كما تصفهم هكذا عبرت القيادات السياسية الإسرائيلية عن رأيها بعد قرار المحكمة ووصف كل من يقف ضد مشروعهم الإجرامي بالإرهاب وقاموا بمهاجمة المدعي العام ووصفوا القرار الذي صدر بالمذكرات بالقرار المعادي للسامية في الوقت الذي هم يذبحون الإنسانية أمام العالم، وفي المقابل هناك العديد من الدُول في العالم رحبت بقرار المحكمة واعتبرته قرار العدالة الذي نص عليه القانون الدولي في الأمم المتحدة من بين تلك الدول جنوب إفريقيا التي كان لها الدور البارز في تقديم الدعوى الجنائية ضد العدو الصهيوني واليوم على العالم كله وبالأخص الدول التي وقعت على الميثاق الدولي داخل المحكمة الدولية والتي يبلغ عدد أعضائها ١٢٠ دولة وعلى الحكومات العربية أن تقف مع هذا القرار وتأييده وتباركه انتصار للقضية الفلسطينية التي تعتبر قضية أمة يحق لها أن تعيش بسلام وأمان وفق قانون حماية الإنسان وحماية حقوقه المشروعة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا