
على خطى الشهداء
في ذكرى الشهيد السنوية يطيب لنا الحديث عن ملائكة الأرض و السماء من كرمهم الله بوسام إلهي رفيع هم من نخصهم بالذكر الأرفع،
الشهداء الذين لازالوا أحياء في جنان الخلد وأحياء في وجداننا لن ننسى مآثرهم التي عهدناها شمائل وسجايا حميدة عرفوا بها قبل استشهادهم ولأنهم كذلك أراد الله لهم الاصطفاء تكريما لهم لأنهم عرفوا طريق الحق وانتهجوه وبذلوا أرواحهم رخيصة فداء لله ولرسوله والدفاع عن المستضعفين ممن جار عليهم العدو بالظلم والطغيان.
سار الشهداء على طريق الحق من منطلق إيماني وعن حب ودراية كاملة لدين الله وما شرعه الإسلام من حقوق وواجبات المؤمن نحو الجهاد في سبيل الله والسير على نهج القرآن ولمقارعة أعداء الإسلام وأعداء السلام لن ننسى الشهداء و ما كانوا عليه من روحية عالية في البذل والعطاء والدفاع المستميت عن الحق فالشهداء لهم مآثر جمة نحن بحاجة للسماع عنها وبحاجهٌ لمعرفتها لأنهم المفضلون، عند الله والاقتداء بهم هو التقرب من الله ونيل رضاه من تلك المآثر والبطولات نتعلم كيف يكون البذل والعطاء ومعاني الثبات والوفاء ،فالشهادة مدرسة نستقي من معينها القيم الأصلية ومكارم الأخلاق.
الشهداء لم يطلبوا في حياتهم متاع الدنيا ولم يركضوا وراء مطامع الحياة إنما سعوا في الحياة ليحققوا الهدف في مسيرة جماعية مباركة لقد خص الله الشهداء بآيات بينات وقال عنهم إحياء يرزقون فهم لا يعدون من القتلى بل أحياء مكرمون في عليين، الشهداء حاضرون معنا هم من نمشي على نهجهم ومن نخطو نحو دربهم خطوات ثابتة.
نحن بحاجة لهذه المحطة في الذكرى السنوية للشهيد لنقف على أعتابها متأملين عظمتها لترسيخ مفهوم ثقافة الجهاد والاستشهاد لتعلم الأجيال القادمة كيف يكون العطاء وما ثمرته وفي هذه الذكرى وإقامة الفعاليات والمهرجانات والتكريم لأسر الشهداء تذكي الهمم وتزيد مكانتهم في القلوب رفعة ويزدادون شموخاً لأنهم عاشوا أحراراً وجسدواً أخلاق الكرام، نحتفي بذكراهم العطرة ونقتدي بحلة الأخلاق التي تزينوا بها لأنهم من تفردوا بكفاءة عالية وقيم وإخلاص لله وحرصوا على المبادئ والقيم.. فسلام الله على أرواحهم النقية الطاهرة.