كتابات | آراء

لا مكان لمبادرات الاستسلام !!

لا مكان لمبادرات الاستسلام !!

في سباق مع الزمن تحاول إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته (بادين) تحريك العمل التفاوضي على المسارين في غزة ولبنان في مسعى منها لتحقيق أي انجاز لها قبل تسليم السلطة للرئيس المنتخب ترامب وإدارته في العشرين من شهر يناير القاد

م بهدف البحث عن مخرج مناسب لنتنياهو من مأزقه الذي يتفاقم يوماً بعد يوم.. لكن يبدو أن هذه الإدارة لم تتعظ ولم تستفد أبداً من الدروس السابقة التي لقنتها إياها المقاومة منذ بدء العدوان قبل أكثر من (13) شهراً وتصر كما كانت تفعل في كل جولات المفاوضات على تضمين مبادراتها بنوداً لا تتفق مع الواقع على الأرض وهي بنود لا يفرضها إلاّ الطرف المنتصر في حين أنها في وضع لا يسمح لها ولا يؤهلها أبداً لفرضها وتعلم أنها ستُقابل بالرفض من جانب المقاومة التي ستعتبرها بمثابة استسلام.. وهنا فإن عليها وهي تتهيأ للرحيل إذا كانت جادة في تحقيق السلام ووضع حد لهذا العدوان المدمر وتحقيق إنجاز يدخلها التاريخ عليها أن تكون أ كثر واقعية في طرحها وأن تمتلك الشجاعة في تقديم مبادرتي سلام متوازنتين في غزة وفي لبنان تركزان في المقام الأول على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وإطلاق مفاوضات شاملة للوصول إلى حلول عادلة.
وما دون ذلك ومالم يكن لديها أي طرح جديد يمكن التعاطي معه فإن عليها ألا تضيع المزيد من الوقت وأن تتفرغ فيما تبقى لها من أيام في السلطة لحزم أمتعتها ولملمة أوراقها المبعثرة وترحل وتسلم ملف فشلها لخصمها اللدود ترامب الذي سيستغله دون شك في توجيه المزيد من الضربات للحزب الديمقراطي..
وبالتأكيد فإن المقاومة سواء في غزة أو لبنان يقظة بما فيه الكفاية وتدرك جيداً ألاعيب بايدن ومراوغاته هو إدارته ولن تكون أبداً فريسة سهلة لمثل هذه الألاعيب التي سبق وواجهتها حماس طيلة أشهر العدوان، بل أنها ستعمل على كشفها وسوف تتصدى لمبادرات الوقت بدل الضائع بكل حنكة وصلابة ولن تمنح بايدن وإدارته الفرصة لاستراق نصر من تحت أكوام الفشل ولن تفرط أبداً بتلك التضحيات الكبيرة التي قدمتها غزة ولبنان والتي لا يضاهيها ثمن سوى استعادة الحقوق وتحرير المقدسات.
ولا يمكن أبداً أن تقبل بتلك الشروط المذلة التي تطرحها إسرائيل وتتمسك بها لإيقاف العدوان على المسارين وتحظى بتأييد أمريكي وغربي وإنما ستمضي في خيار المقاومة والاستمرار في مواجهة العدو على الأرض وستجبر بايدن على الرحيل وهو يحمل سجلاً حافلاً بالإرهاب وسفك دماء الأبرياء من الأطفال والنساء ويحكي أعظم مأساة إنسانية ستدخله هو ورفيقه الإرهابي المجرم نتنياهو أحلك صفحات التاريخ.
وهنا فإن على العرب والمسلمين الذين اختاروا نهج السلام أن يتحركوا ويمارسوا دورهم لإيقاف العدوان إلاّ إذا كان هذا السلام لن يتحقق إلاّ بإبادة غزة وجنوب لبنان وشطبهما من الخارطة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا