
30 نوفمبر.. دلالات كفاح طويل للخلاص من المستعمر
حلت علينا الذكرى الـ57 لعيد الاستقلال الوطني المجيد الـ30 من نوفمبر الذي كان تتويجاً للتحرر بعد مشوار حافل بالكفاح النضالي والتضحيات الجسام التي قدمها الأجداد في مواجهة الاحتلال البريطاني البغيض الذي أحتل أرضنا في جنوب الوطن لأكثر من مائة عام،
هذا اليوم الوطني يعد ثمرة سنوات من العطاء سقيت فيها الأرض بالكثير من الدماء والكل يذكر هذا اليوم حتى وإن كان الواقع المؤلم الذي نعيشه اليوم مليئاً بالصعاب.
إن يوم 30 نوفمبر 1967 كان هو اليوم الذي وعدت عدن لندن بالسقوط وليس العكس، وأن الإنجليز ما كانوا ليتصوروا أن حفنة من الشباب صغار السن حديثي التجربة ومحدودي الخبرة بأمور التفاوض السياسي والدبلوماسي قادرين على إفحام سادة السياسة وكهنة الدبلوماسية في العالم، فكان لهم ما أرادوا من استقلال وفي نوفمبر قوت شوكة المقاومة اليمنية واشتدت سواعدها النضالية لتبطش بالاستعمار البريطاني واستولت على كافة المناطق اليمنية وألحقت ذلك بخوض معارك عنيفة مع جنود الحكومة البريطانية والتي ذاقت شر الهزيمة.. وتحت تأثير هذه الضربات الموجعة والقاسية فوجئت بريطانيا بتلقي ضربة قوية أخرى أسقطتها أرضاً وذلك عندما اشتدت حركة التظاهرات والاضطرابات والإضرابات السياسية، ونتيجة لتوالي واستمرار هذه الأحداث الثورية استضافت مدينة جنيف في الـ 22 من نوفمبر وحتى الـ 27من نوفمبر عام 1967م مؤتمراً تفاوضياً بشأن استقلال الجنوب والذي انتهى بتوقيع وثيقة الاستقلال في يوم الـ 29 من نوفمبر 1967م والذي فيه شهد رحيل آخر جندي بريطاني من الجنوب.
فيمثل الـ 30 من نوفمبر يوماً تاريخياً يحتفي به شعبنا اليمني كذكرى سنوية وطنية لنيل الاستقلال وتتمثل أبعاد هذا اليوم في كونه تذكيراً للأجيال الناشئة بمدى معاناة الآباء من أجل الحصول على الحرية وغرس روح المواطنة والمساواة والتحرر من المستعمر وحب الوطن في قلوبهم.. ويتم احياء ذكراه اليوم باتخاذه عيداً وطنياً.
ونحن نحتفي بالعيد الـ 57 لرحيل آخر جندي للمستعمر البريطاني القديم نوجه رسالة للطامعين الجدد وأذرعهم المرتزقة المريضة وكذلك مدعيي العروبة الذين لا يمتون للعرب والعروبة بصلة؛ نقول لهم: إنكم راحلون أقزام أذلاء كما رحلت بريطانيا العظمى التي كانت توصف بأنها الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس وستخرجون أقزاما مهزومين أذلاء حقراء كما خرجت دول وأنظمة استعمارية أخرى من المتكالبين على بلاد اليمن الطامعين باحتلالها ونهب خيراتها.
إن أهمية مثل هذه المناسبة تنبع من كونها تأتي متسقة ومتصلة بالانتصارات التي تحققها قواتنا المسلحة في البحر الأحمر دعماً وإسناداً لغزة ولبنان في حربهما على الكيان الصهيوني، فهل يا ترى سوف تأتي هذه الذكرى مرة أخرى وقد تخلص إخواننا في المناطق الجنوبية والشرقية من الاحتلال الجديد المتمثل في المتحل الاماراتي السعودي؟!
وفي الختام آمالنا كبيرة بعد الله سبحانه وتعالى في قدرة شعبنا على تجاوز كل ما يحيط به من معوقات ومصاعب وعقبات، وليعود اليمن موحداً شامخاً، والنصر لليمن كل اليمن أرضاً وإنساناً.