
ثُمَّ يُغْلَبُونَ
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.. لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.. الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا..
لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله قبله ولا إله بعده.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، إنك حميد مجيد.
أعتقد جازماً أنه لو قدر للنصر أن يتكلم، لأسمع من في الأرض بقوله: "إنما أنا منحة إلهية ربانية، يهبني الله سبحانه وتعالى لعباده الصالحين وحزبه الأعز وجنده الأغلب ممن تولى الله ورسوله والذين آمنوا، فأولئك حزب الله الغالبون."
وإذا ما قدر للهزيمة والمذلة أن تتكلم، لأسمعت من في الأرض بقولها: "إنني عذاب الله ومقته وغضبه وسخطه المسلط على رقاب أعداء الله ورسوله وأنبيائه وأوليائه المفسدين في الأرض، من الطغاة والظالمين والمستكبرين، وبي (أي الهزيمة) أذل الله أعداءه وأعداء رسوله وأنبيائه وأصفيائه وأوليائه."
فهذا وعد الله الأعلى لعباده الصالحين، والله لا يخلف الميعاد، وسنة الله التي لن تجد لها تبديلا أو تحويلا، ولقد سبقت كلمته لعباده المرسلين، أنهم لهم المنصورون، وإن جنده هم الغالبون.. فلله الحمد رب السماوات والأرض وما بينهما، رب العالمين.
لاشك أن مشهد النصر العظيم الذي تجلى للعيان من لحظة سريان وقف العدوان في لبنان على مرأى ومسمع العالم أجمع وهو يتابع الفضائيات، وهي تبث مشاهد عودة النازحين إلى قراهم وبلدانهم، وفرحة النصر تغمرهم، وشموخهم وإبائهم يطاول عنان السماء، حاملين للنصر فوق هاماتهم، من بعد أن انتصر المجاهدون لكرامة وعزة أبناء شعبهم والأمة الإسلامية بأكملها، لهو دليل على النصر الإلهي العظيم الذي وعد الله به أوليائه، وعباده الصالحين وجعلهم على عدوهم ظاهرين.
ولم يكن ذلك النصر والتمكين إلا نتيجة لثباتهم وصمودهم واحتضان مقاومتهم التي سَطَّرت الملاحم الأسطورية التي فاقت الخيال ونكلت بالأعداء وكسرت شوكة الكيان الإسرائيلي اللقيط في مواجهة تحدى المجاهدون فيها المستحيل والقصف المتواصل واحراق كل شبر في أرض الجنوب وطائرات التجسس والمسح الجوي التي تقصف كل جسم متحرك في أرض المعركة الغير متكافئة من حيث العدة والعدد.
ولكنه وعد الله الذي لا يخلف الميعاد لعباده الصالحين ونصره وعونه وإمداده وتمكينه لهم فمن تحت الركام كان الأبطال المجاهدون يخرجون لمواجهة العدو المتغطرس ويتمكنون بفضل الله وقوة الله من دحر عدوهم ورد كيده وبأسه، واحراق آلياته ودباباته ومدرعاته بمن فيها، وقتل جنوده وصد زحوفاته، ليجد جيش العدو نفسه عاجزا عن تحقيق أي انجاز أمام بأس أولياء الله وجنوده ورجال الرجال.
وعلى مدى شهرين كاملين، لم يستطع جيش الكيان المحتل التوغل داخل الأراضي اللبنانية، إلا متى ما قرر المجاهدون استدراج العدو للنيل منه والتنكيل به.
وإذا ما توغل جيش العدو الغازي فلا يعود جنوده إلا قتلى وجرحى محمولين جثثا خامدة ومنهم من يصاب بالذعر والخوف والأمراض النفسية والرعب الذي ينتابه بقية أيام حياته.
وفي هذه المعركة المحتدمة بين الحق والباطل وبين حزب الله وأوليائه وحزب الشيطان وأوليائه انتصر الحق على الباطل وألحق أهل الحق هزيمة منكرة بأهل الباطل وباء حزب الشيطان المتمثل بإسرائيل بفشل ذريع في معركة عانى العدو فيها الويل والثبور والعجز الكامل عن تحقيق أي من أهداف عدوانه، الذي أراد الكيان وتحالفه من خلاله اجتثاث المقاومة وغزو لبنان وسوريا وصولاً إلى العراق وإعلان شرق أوسط جديد، بعد إحكام قبضته عليه.
فأنى له تحقيق أهدافه وبلوغ مرامه؟ ورجال الله لجنوده بالمرصاد، قد أوكلوا أمرهم وتوكلوا على الله واستمدوا العون منه، فأعانهم الله وأمدهم بجنود لم يروها وملائكة من ملائكته ونصرهم على عدوهم، الذي سرعان ما تعالت أصوات قادته وجنوده بالعويل والصراخ.
وحينئذٍ هرع قادة الكيان المهزوم يستنجدون ويستنقذون الشيطان الأكبر 'أمريكا'، فهبَّ الأمريكي ومعه الغرب الكافر لاستنقاذ كيان العدو الغاصب، وتدخل الشيطان الأكبر وسيطاً لوقف العدوان.
فكان ذلك بمثابة استسلام وإعلان هزيمة وفشل وخسارة وإذلال لهذا الكيان، على الرغم من دعم الغرب الكافر وتحالفاته مع محور النفاق الذي عمل جاهدا لإنقاذه من الحصار المفروض عليه في البحر الأحمر من قبل اليمن وقدم له الدعم المالي بمليارات الدولارات، فلم تنفعه الأموال بل أورثته الحسرة، حينما تجرع الهزيمة والخسران المبين وخرج من عدوانه الفاشل مغلوباً مقهوراً مذموماً مدحوراً.
وما كان لهذا النصر الإلهي العظيم أن يتحقق لولا التضحيات الجسيمة التي قدمها حزب الله وثبات وصمود واستبسال مجاهديه.. والحقيقة أنه بقدر ما مثل هذا النصر حماية للأمن القومي العربي، فإنه يؤسس حتماً لمرحلة جديدة، تغيرت فيها المعادلات، ويفتتح لعهد يكون لمحور الجهاد والمقاومة من القوة ما يمكنه من القدرة على رسم مسار التحولات وصناعة المتغيرات وتعزيز وتثبيت وحده الساحات، كما أنه سينعكس إيجاباً على كل الساحات.
وكذلك فإن إعلان النصر المتمخض عنه وقف العدوان على لبنان، لا يزيد المحور إلا ثباتاً على المبادئ وانتصاراً للقضية المركزية للأمة (القضية الفلسطينية)، التي ستظل القضية الأم التي لن يتوقف عن الانتصار لها حتى زوال المحتل والتصميم على دعم واسناد غزة والضفة حتى وقف العدوان على إخوتنا والانسحاب الكامل من غزة بإذن الله تعالى.
ويقينا فإن قيادة المحور لا تأبه لما قام به الشيطان الأكبر الأمريكي بالإيعاز لأدواته ومرتزقته ومنافقيه لإشعال المواجهات نيابة عن كيان العدو لاستنزاف قوات المحور في سوريا من جانب وجر حزب الله ظنا من الشيطان الأكبر أن الحزب خرج من معركة الإسناد لغزة منهكا وبهذه المعركة يتوهم العدو انه سيتمكن من إضعاف الحزب تمهيدا لكيان العدو بإعادة الكرة مستقبلاً للقضاء على حزب الله وهذا هو مخطط الشيطان الأكبر الأمريكي الذي يريد تنفيذه باستخدام أدواته في اليمن والعراق في المرحلة القادمة وهيهات له أن يحقق أهدافه.
والله بالغ أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.