
«عثمنة أردوغان».. قد تتسلل إلى اليمن!! (3 – 3)
الخبرات المؤلمة للاتراك في اليمن ربما تجعلهم يعيدون التفكير الف مرة قبل ان يقدموا للاقتراب من اليمن .. ..
هناك استبعاد ان يقحم الاتراك بدثارهم العثماني الجديد باللون الاردوغاني المشبع بتيار الاخونجية اليمنيين..
أنفسهم في غمار الشراك اليمنية التي عجزت واشنطن وربيبتها, تل أبيب عبر مخالب إقليمية أن تحدث أي متغير جيوسياسي ملموس وهاهي تتوصل اليوم إلى طلبات معلنة منها أن الحل السياسي هو الطريق الأنسب للخروج من دوامة الرمال المتحركة في اليمن ومن براثن الصراع المكلف في جبالها وصحاريها ووديانها ويبدو ان الهزائم النكراء ستظل تلاحق أولئك الذين استهانوا باليمنيين وباليمن الى اجل غير بعيد ..
ولذلك فان انقرة تتقدم خطوة وتعود ألف خطوة الى الخلف في خشية واضحة من الإقدام للتحرك نحو اليمن..
ولكن يبقى من المهم أن تتحرك الأذرع الاستخبارية للمعرفة الدقيقة لما تخطط له "العثمانية الجديدة".. ولما تسعى إليه من أعمال عبر اسماء وعبر مكونات لا يهمها بمن تستعين والى من تلجأ من اجل ان تعود الى مراكز السلطة والنفوذ ولو كان ذلك عبر الذراع العثمانية الجديدة .. ويمكن ان نقرأ ما بين سطور ما اورده الشيخ حميد الاحمر من ان لديهم الاستعداد الاستعانة بالأتراك, ولاسيما وان ارتالا عديدة من الاخوان المسلمين اليمنيين قد تراكمت في العديد من المدن التركية ويحظون بكرم الضيافة التركية وبإغداق العطاء الاردوغاني.. مما يدل على ان ان هناك حسابات تركية اردوغانية مؤجلة قد تنهال على عدد من المناطق اليمنية التي يمكن ان يتسلل منا واليها الاتراك وهي مسألة غير مستبعدة.. والاتراك غيروا بعيدين هم الآن في الصومال وفي جيبوتي وفي خليج عدن.
بمعنى ان الأطماع لا تنقصهم ولا الوقاحة يفتقرون إليها ولا تنقصهم المغامرة .. وما نشاهده في ليبيا شاهد على الأطماع التركية خارج حدودها وتحركات الأتراك تجاه سوريا محددة بأطماع وسياسات لا تخفى على متابع حصيف..
وفي اليمن يكاد لا يمر يوم إلا ونسمع شكوى او يصل إلينا صوت من احد أطراف الصراع في اليمن اما محذرا من تدخل تركي او منبهاً من تحالف تركي قطري أو تخوف من دور استخباري تركي لصالح الإخوان في اليمن.. ومثل هذه الشكوى قد لا تخلو من مبالغة أو إيعاز من إحدى العواصم الخليجية لكي تصل إلى الإعلام.. لكنها تبقى شكوى جديرة أن يتم الالتفات إليها ولو من باب اخذ الحيطة والحذر.. لان الأتراك في موقف منفلت من أي التزامات ويبحثون عن دور ما في الحسابات الإقليمية يساعدهم في الخلاص من قيود اتفاقية لوزان المذلة للأتراك ولاسيما ان أنقرة لا تخفي حنينها للوصول إلى المكانة المنشودة للإمبراطورية العثمانية.. وهل هناك ما هو أهم من البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب لكي تناور أنقرة وتسعى إلى فرض حساباتها الجيوسياسية..
لذلك يجب أن تكون على دراية أن أصابع النفوذ التركي غير بعيدة عن المنطقة.. وان التغلغل التجاري التركي تشهد على تناميه واتساعه البضائع التركية التي تسربت عبر عشرات الشركات إلى الداخل اليمني.. والمسألة المثيرة للاهتمام أن الجميع يعي مثل هذا التغلغل التجاري إلى المستهلك اليمني شمالا وجنوبا خاصة وان جودة المنتجات التركية وسعرها المنافس يوفر لها أفضلية الانتشار والتوسع وحقيقة ليس لدينا إحصاء مناسبا لحجم التبادل التجاري بين تركيا واليمن..
كما انه ليس لدينا معلومات دقيقة عن عدد الشركات المتغلغلة في اليمن..
وهذه الضبابية وغياب المعلومات في هذا الجانب لا يخدم الجانب الامني للبلد.. وهذا خلل ينبغي تداركه قبل فوات الأوان.
إذا.. اليمن في ظل كل هذا الصراع وهذا الانشغال بالصراع والحرب العدوانية قد تعرضت لأكبر اختراق أمني وتجاري وجيوسياسي ليس من الأتراك فقط وإنما من أكثر من طرف إقليمي ودولي.. وسوف تتوقف هذه الحرب العدوانية والعبثية حينها سوف تفيق القوى السياسية على موروث من الاختراقات التي ستكون مكلفة جدا وستلقي بظلالها المعتمة على البلد مما سيعمل على تعظيم فاتورة الحرب ونتائجها.. ولن نفيق إلا على مراكز قوى وعلى تيارات ستعمل على أن تكون "مكونات" لا يستهان بها في البناء السياسي والبناء المليشاوي لتلك القوى في المستقبل المتطور والمرحلة القادمة..
ولعل الاختراق التركي يكون حافزا لنا لمزيد من التدارس لهذه المعطيات وغيرها في إدارة مرحلة ما بعد الحرب العدوانية ليس للحذر من الاختراق التركي وإنما من اختراقات أخرى قد تكون اشد وأعظم وأكثر تأثيراً.