في القلب مرارات وفي الحلق غصة
لم تصل الوقاحة هذا الحد المتصاعد في تاريخ هذا البلد طوال حقب الزمان المتتالية مثلما وصلت اليه في هذه المرحلة, ولم يتماه الارتزاق الفج والوقح,
مع مسميات وادعاءات النضال مثلما تماهى في هذه المرحلة.. ولم يشعر المواطن المغلوب على أمره بفقدان الوزن وبضياع القيم والأعراف واهتزازها مثلما يشعر بها المواطن في هذه المرحلة.. وعندما يجبر الإنسان نفسه على التأمل في الأوضاع الراهنة يسأل نفسه هل يعقل ان يمنحنا الله كل هذا الصبر على محبطات الوقت الضائع, وهل يعقل أن تصبح المشاعر مثل اطار سيارة قادرة على احتمال المكاره والاصطبار عليها, وعلى التعايش مع ظروف أشد صلافة من ذنب ابليس, وأعتى افتراءً من مراوغة ثعلب.. ارى اليوم وطني وهو على حال كهذا فيدمي قلبي, وتضطرب خلجات نفسي.. أحقاً.. ما نراه من احتلال غاصب احقاً ما نعايشه من حالات استلاب وارتهان للأجنبي سواء كان في الإقليم الجار أو كان ارتهان للحسابات الأمريكية والبريطانية والصهيونية فكيف لا يدمي القلب ولا ينزف دماً, ونحن نرى بأم أعيننا اقدام الغزاة المحتلين تسرح وتمرح في اراضينا المغتصبة والمحتلة؟.! وكيف لا تتألم النفوس وعتاولة الأعراب الأجلاف الذين كانوا بالأمس حفاة عراة, وجاء النفط ليستر عوراتهم ويغطي أجسادهم, ويشبع بطونهم وكروشهم التي لا يملأها إلا جمر جهنم؟!
هؤلاء الأعراب التافهين والمهزوزين مبنى ومعنى واسماً ومسمى وقولاً وفعلاً تحولوا إلى مستعمرين وهم أدوات أرخص من "البصل" المهروس في يد الصهاينة ولأمريكان.. أولئك الأجلاف الرعاديد يحتلون وطني أو اجزاء عزيزة من وطني, فكيف لا ينهمر القلب دماً وألماً وتمر علينا هذه الايام السوداء والشعب في كرب عظيم محاصر, ومطوق ببوارج العدوان وفضاءنا الرحب مغلق من هؤلاء الأنجاس, فلذات أكبادنا تموت من سوء التغذية جراء هذا الحصار الملعون, فأي قلب يسلو وأي نفس تصفو واي عيش يهنأ ورعاديد الأمة وعلوجها القبيحة تمارس عدوانها الغاشم على يمن الإيمان والحكمة, وعلى شعب مسلم مسالم ولكنه أبي مقدام شجاع لا يقبل الضيم ولن يقبل بالظلم وأعلن ضده الجهاد والقتال والكفاح المسلح.. ولقد أذقنا هذا العدوان الهزائم النكراء المتواصلة, وهززنا عروشه ودكينا قواعده ولن نتراجع عن دورنا وعن واجبنا في تأديبه وفي مواصلة تأديب هذا الجار المارق المتكبر, وسنعلمه جيداً مغبة ما قام به من مغامرة ومن مقامرة ومن طيش وتهور عندما فكر وانساق نحو اليمن غازياً ومعتدياً, وهانحن نقترب من طي عام سادس من صمود وشجاعة وبطولة وتضحيات ومن اقدام واقتحام خاصرته الجنوبية, وهاهي مدنه تحت رحمة صواريخنا وطائراتنا المسيرة.. كلما اينع لهم رأس كبرا وخيلاء ارسلنا اليهم "القاهر" ليقهرهم ويذلهم, وكلما تمادوا في ظنونهم المريضة تطوع " بدر" ليعلمهم معنى الاحترام و احياناً نرسل المجنح ليقرصهم وينبهم بأن جزاء التطاول التركيع وتمريغ أنوفهم في الوحل والتراب, وكلما حاولوا ان يتسللوا مترا رددناهم عشرات الكيلومترات.. والذي يصيب القلب بالضجر والتعب ان تلك القيادة المنحوسة, والنفوس "المأبلسة" "والمشيطنة" لا تريد ان تتعلم وتبدي اصراراً عجيباً على عدم الفهم وعلى التغابي.. وازاء هذا الاستعصاء على الفهم, شعبنا اليمني كفيل بان يعلمهم وسيواصل تعليمهم وتلقينهم الدروس البليغة .. ولا مناص من القيام بهذه المسؤولية والاضطلاع بهذا الدور .. لتكونوا على بينة يا صهاينة العرب ان لحم اليمانيين أمر من الصبر, ولسنا فريسة سهلة أو شعب يقبل بالضيم أو حتى يتجاور معه..
نحن سوف ننبش كل الأوراق وكل الملفات, وسوف نستمر في تربية أجيالنا على رفضكم وعلى نبذكم وعلى مقاتلتكم طوال الزمن الحاضر والمستقبل وسوف تظل أجيالنا تتهجاها مثل الأبجدية أبجدية كرهكم ومقارعتكم حتى يزيل الله استكباركم وتعاليكم وخساستكم, "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" صدق الله العظيم. وسوف تنقلبون رأساً على عقب واني لأراه على قرب بصر جداً قريب.