كتابات | آراء

بريطانيا وأمريكا تاريخ أسود من الإجرام المُفرِط بحق الأمة والإنسانية ! (37)

بريطانيا وأمريكا تاريخ أسود من الإجرام المُفرِط بحق الأمة والإنسانية ! (37)

بالنسبة لما تُعرف اليوم بإسم دولة الأمارات العربية المتحدة إحدى دول مجلس التعاون الخليجي الست المعروفة اليوم، فهي كما وصفها الزميل الصحفي يوسف الحواتي دويلة طارئة على تاريخ المنطقة عرفت سابقاً بساحل عمان"،

ولا يُخفى على أحد أن هذه الدولة صنعتها بريطانيا، بعد أن حددت جغرافيتها وقامت بهيكلة بنيتها الوظيفية في فترة التقاسم للنفوذ في المنطقة وأوكلت إليها مهمة خدمة مصالح التاج البريطاني والمستعمر الغربي عموماً، ثم جعلت من لصوص الصحراء ومشايخ البدو الذين كانوا من قطاع الطرق ومنهم بني نهيان وبني القاسمي وبني مكتوم وبني محروم أمراء وحكام وأصحاب سمو، وتم تنصيبهم حكام على بدو الصحراء لخدمة بريطانيا والغرب والصهيونية العالمية"، وهذه الدويلة المُصطنعة منذ قيامها في العام 1971م برئاسة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتضم إمارات: أبو ظبي ودبي والشارقة والفجيرة وأم القوين ورأس الخيمة تقوم بدورها المُناط بها الذي حددته لها بريطانيا والغرب، وتخدم مصالح أسيادها بكل إخلاص وتفان، ولا يمكن أن تخرج عن هذا الإطار وتتجاوز مهمتها المحددة .
وهذه الدويلة الهجينة التي ليس لها تاريخ ولا ماضي حضاري عريق، تلعب اليوم دوراً خطيراً وهداماً في خدمة مصالح ومشاريع الغرب والصهيونية العالمية، وتعد من أبرز المطبعين مع الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين وتُمرر عبرها مشاريع تآمرية مشبوهة تستهدف هذه الأمة ودولها وشعوبها، وصار لها رصيد حافل في هذا الجانب والمجال تجاوزت به كل حد وممكن ومعقول ومقبول، وبمعنى آخر أدق وأكثر وضوحاً، فيمكن إعتبار دويلة الأمارات هذه، شأنها شأن دول أخرى كالسعودية وقطر والبحرين دولة وظيفية تتبع الغرب في كل شيء وتدور في فلكه ولا يمكن أن تخرج عن طاعته والولاء له، فوجودها وبقائها رهن بما تقدمه له من خدمات، ويمكن ان يستغنى عنها في أي وقت إذا قرر الغرب ذلك ورأى فيه ضرورة .
وبالعودة إلى ماكنا قد أتينا على طرحه وتناوله في المقال السابق بشأن تكريس وديمومة التخلف والإنحطاط الأزلي لهذه الأمة في كل مجال وجانب مقارنة بسواها، فأمام انحراف العرب والمسلمين عن منهج الدين الحنيف ونأيهم عن الله ودينه القيم الذي ارتضاه لهم، وتماهيهم مع الباطل الذي يُمثله الغرب اللا اخلاقي، وإنبطاحهم له كل هذا الإنبطاح والتبعية والموالاة والتسليم المطلق له في كل شيء، لا غرابة أن يمتعض الكثير من المفكرين العرب المُستنيرين من ذلك ويعبرون عن استيائهم الشديد منه بلا تحفظ ولا تردد، ولا عجب كذلك من أن يمضي بعض أولئك المفكرين وصُناع الرأي مؤكدين رفضهم واستهجانهم لسوء حال ووضع العرب والمسلمين كأمة، إلى جلد الذات العربية والإسلامية بكل قسوة وبلا أي شفقة أو رحمة كالكاتب السوري الساخر محمد الماغوط الذي خاطب أمة العرب والمسلمين بإسلوبه التهكمي المعروف وبنبرته الحادة قائلاً: "أيتها الأمة النائمة إن من تصلون وتدعون عليهم (يقصد الغرب) وصلوا للفضاء، ناموا على سطح القمر، شطروا الذرة، جزأوا الثانية، أخترعوا الثورة الرقمية، وأنتم لم تفلحوا إلا بثورة الأعضاء التناسلية، وتتدارسون حتى اليوم طريقة دخول المرحاض، وماذا يفسد الوضوء غير المرأة والكلب الأسود؟!، وأضاف الماغوط في خطابه الموجه للعرب على وجه التحديد: "وعندما أجتهد العلماء توصلوا لجهاد النكاح وسفاح القربى وإرضاع الكبير ووداع الزوجة الميتة.. أيتها الأمة النائمة ألا يحق لعقولنا أن تتأثر بهذا الفيض من المعارف والعلوم والتكنولوجيا التي تحيط بنا؟ وهل يتوجب على عقولنا أن تبق رهينة منذ 1400 عام وتنهل من كل العلوم لطالما كانت صالحة لكل زمان ومكان كما تدعون، ولو كانت صالحة لماذا بقينا على تخلفنا؟ ولماذا لم يأخذ الغرب منها؟.. ويخلص الماغوط إلى القول: "عندما نضع الحصان لفلاحة الأرض والحمار للسباق، فلن نجني خيراً ولن نكسب الرهان".
نعم لن نكسب الرهان بذلك، بل إن من يُراهن على الحمار فرهانه خاسر سلفاً، وقِس على ذلك أمور وشؤون كثيرة في عالمنا العربي تترك للرهانات الخاسرة، لتبقى هذه الأمة ودولها وشعوبها "محلك سِر"، وإذا تقدمت خطوة للأمام، تراجعت في المقابل عشر خطوات إلى الوراء، ويظل التقهقر والتراجع للخلف همة عربية خالصة بإمتياز .
وهذا يجعلني أتذكر أبيات طريفة تنسب لهند إبنة المهلب بن أبي صفرة التي كانت زوجة الحجاج الثقفي، ثم طلقها وتزوجها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، والتي لخصت بها حال أمة بأكملها وقالت فيما نسب إليها هذه الأبيات:
وما هند إلا مُهرة عربية
سلالة أفراس تحللها بغل .
فإن ولدت مُهراً فلله درها
وإن ولدت بغلُ فمن ذلك البغل ! .

..... يتبع .....

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا