شعر العدوان أن ضياع مارب من أيدي مرتزقته ستضعه أمام اختيارات شديدة المرارة
رغم أن التكالب قد جعل مهمة استعادة مارب شاقة.. لكنها ليست مستحيلة لاسيما وأن واسطة العقد قد بدأت بالانفراط والمعنويات تتعرض للتآكل جراء شدة الهجمات المتوالية
مقالات
بداية نجدد التأكيد بأن حسم قضية مارب عسكرية لا ريب يعتبر انتصاراً عظيماً على العدوان واذلالاً وهزيمة نكراء للإرهاب وانتكاسة كبرى للعناصر الضالة المتطرفة من حزب الإصلاح والقاعدة وداعش كنبتة شيطانية تم زرعها في محافظة مارب من قبل الاستخبارات الأمريكية الصهيونية لجعل مأرب مرتعاً خصباً للفساد والإفساد.. وان تواصل الانتصارات التي يحققها الجيش واللجان الشعبية على قوى الشر والعدوان في مأرب تثبت مجدداً بأن المسارات والخيارات الاستراتيجية التي اتخذتها قيادتنا الثورية والسياسية والعسكرية بصنعاء كانت صائبة واتت في وقتها المناسب كون معركة تحرير مأرب تكتسب اهمية وطنية واخلاقية وهي معركة رأس افعى الإرهاب والتطرف وتحرير مأرب ارضاً وانساناً مسؤولية وطنية يتحملها كافة ابناء شعبنا الشرفاء في كل ربوع الوطن اليمني.
فعندما رسم قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الخيارات الاستراتيجية لشعبنا الصامد العظيم عقب شن العدوان حربه الظالمة على اليمن أرضاً وإنساناً والتي تدخل بعد أيام قليلة عامها السابع على التوالي كان- حفظه الله- يدرك تماماً مخاطر وأبعاد ونوايا قوى الشر والعدوان وأطماعها الاستعمارية في اليمن هوية وموقعاً وثروة، ومن أجل الانتصار عليها وعلى مخططاتها ومراميها الخبيثة تضمنت الأهداف الاستراتيجية لمواجهة تحديات العدوان عدة عوامل لتعزيز الجبهة الداخلية وبما يمكنها من الصمود والاستمرارية في التصدي للعدوان الأمريكي السعودي البريطاني الإماراتي والانتصار عليه عسكرياً وسياسياً وإعلامياً وثقافياً وعلى مختلف المستويات وبهكذا توجه وطني صادق استطاع اليمانيون الأحرار وفي طليعتهم أبطال القوات المسلحة (جيشاً ولجاناً) ليس فقط تحقيق الانتصارات المتلاحقة في مختلف جبهات ومناحي المواجهة فحسب، بل أيضاً الانتقال إلى المعركة الهجومية التي أربكت العدو وفرضت معادلات جديدة على الأرض، وستبقى كذلك حتى رحيل آخر جندي أجنبي من اليمن بره وبحره وسمائه.. وفي هذا السياق فان القادة اليمانيين الأحرار كانوا قد وضعوا في أولويات واجباتهم ومهامهم الوطنية المقدسة حتمية مجابهة قوى الشر والعدوان والانتصار لإرادتهم الشعبية الثورية التحررية في السيادة والاستقلال والعزة والكرامة، ومضت الجهود تسير قدماً وبصلابة ومتانة قوية وعزيمة لا تنكسر في التصدي الجائر للعدوان وحصاره الذي فرضته قوى الشر بقيادة أمريكا بهدف تركيع اليمنيين وإخضاعهم بشتى الوسائل ومختلف الممارسات الاستعمارية وبما يمكنها من تمرير مخططاتها التآمرية في تمزيق اليمن والاستحواذ على ثرواته ومقدراته والهيمنة على موقعه الاستراتيجي الحيوي الهام، لكن كانت حسابات العدوان وأذنابه خاطئة منذ الوهلة الأولى، فتحطمت أوهام العدوان عام بعد آخر على صخرة الصمود الوطني لشعبنا وقوة وشجاعة وإيمان أبطاله الميامين في الجيش واللجان الشعبية الذين يواصلون اليوم صنع الانتصارات المجيدة ضد المعتدين في عمق العدو السعودي والطغاة في أكثر من أربعين جبهة قتالية أبرزها جبهات استعادة محافظة مأرب إلى حضن الوطن بعد أن ظلت لسنوات مرتعاً خصباً لقوى العدوان ومرتزقتها الذين استغلوا ثرواتها النفطية والغازية لخدمة مصالحهم الشخصية ونهب المليارات من عائداتها المالية على حساب الاحتياجات الضرورية للأغلبية العظمى من أبناء الشعب اليمني الذين فرض عليهم العدوان حصاراً شاملاً بغية النيل من إرادة صمودهم الأسطوري وتطويعهم لخدمة أهدافه التآمرية المقيتة، لكن وأمام كل هذه الممارسات العدائية التي شارك فيها وما يزال أعتى مجرمي الكون، وبفضل الله سبحانه وتعالى وأمام حنكة القيادة فشلت كل مخططات الهيمنة والاستكبار العالمي، ومضى اليمانيون الأحرار ينتصرون لإرادتهم الرافضة لكل أشكال الاستعمار والوصاية الخارجية، وهاهم اليوم يؤكدون للعالم أجمع بان الإرادة اليمنية قوية وصلبة متماسكة البنيان يصعب هدمها، وان المعركة التحررية الاستقلالية الشاملة تمضي في مساراتها بقوة وشموخ صوب تحقيق آمال وطموحات وتطلعات اليمانيين الأحرار على تراب وطنهم، ولسان حالهم يقول الشعب اليماني الحضاري العريق لا ينهزم، بل ينتصر لإرادته.