صناعة الأحداث التاريخية العظيمة والملاحم البطولية النادرة لا تكون إلا على ايدي الرجال العظماء الشرفاء الأوفياء الذين قدموا أغلى ما يملكون فداء وتضحية للوطن ارضاً وإنساناً ووحدة وانتماء..
مقالات
نستذكر اليوم الذكرى "103" لمجزرة تنومة المشبعة برائحة الموت التي أحدثتها الوهابية المقيتة ضد أجدادنا الحجاج ببنادقها وخناجرها المسمومة فذبحت ثلاثة آلاف حاج يمني في طريقهم لبيت الله الحرام بدم بارد، ستبقى هذه الوحشية محفورة في الذاكرة البشرية كما هي في ذاكرة اليمنيين وإن غُيبت عنا لعشرات السنين بسبب سياسة النظام السابق المرتهن لآل سعود، ستظل حاضرة وحية في ضمائرنا وقلوبنا، فلا يلبث هذا العدوان الهمجي إلا أن يُحيي تفاصيلها الدامية بفداحتها الوحشية وإن اختلفت الأدوات واشتدت وأمتدت لسنوات وسنوات مستمرة.
فمن مجزرة تنومة وحتى عدوان اليوم تاريخ دامي وجرح غائر في ضمير الإنسانية، فهذه المجزرة التي تُندى لها جبين الإنسانية ليست أول المجازر التي يرتكبها النظام السعودي في حقنا كشعب يمني مؤمن حر وليست الأخيرة، فقد سبقتها مجازر وتلتها عدة مجازر مازالت مستمرة بحق هذا الشعب اليمني المتمثلة بتحالف العدوان الوحشي الغاشم الذي أكد للعالم النهج الدموي لنظام آل سعود والحقد الدفين تجاه شعب اليمن، وبأنها ليست نزوة عابرة بل هي نهج دموي مستمر إلى يومنا هذا، فالمجازر والمذابح الدموية لم تتوقف بل استمرت مجزرة تلد مجزرة ومذبحة تلد مذبحة، فلم يكن يمر عام إلا والعدو السعودي يرتكب جرائم ضد شعبنا سواء داخل بلاده أو على الحدود. فعدوان اليوم هو امتداد لعدوان الأمس، نفس السيناريو والحقد والعداء الذي كابده أجدادنا هانحن نكابده على مدى أكثر من ثمان سنوات من المعاناة والألم والقتل والتدمير والخراب والشعور بالمرارة، ولكن برغم الضيم والألم والعدوان والحصار تبقى مجزرة تنومة الحزن الدامي المتقدّ في قلوبنا خاصة وأنها مرت مرور الكرام دون حساب أو عقاب، وإن كانت المجزرة ارتكبت بعيدًا عن كل الشواهد ولم توثق فإن جرائم العدوان والحصار اليوم موثقة بالصوت والصورة وستظل شاهدة على دموية النظام السعودي وحقده الدفين وتاريخه الأسود ، وستظل عالقة في ذاكرتنا جيلًا بعد جيل ولن تسقط بالتقادم وسيدفع النظام السعودي ثمن حقده ووحشيته ونذالته. باختصار، لم تستطع مجازر العدو السعودي من زعزعة يقين وثبات الشعب اليمني بوطنه وقضيته العادلة، فتصدى بكل عنفوان وشجاعة وتضحية لانضير لها وصمود أسطوري مقدمًا ملايين الشهداء ومئات الأسرى والجرحى، حتى أصبحت الشهادة أيقونة فخر ووسام كرامة وعنفوان على صدر شعب الإيمان والحكمة، وأصبحت اليمن هوية نضالية جهادية ينتمي إليها أحرار العالم ويستمدون منها عبق الحرية.