أروع عبارة أكدت على أهمية التعلم والعلم والتعليم قول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: "اطلبوا العلم من المهد الى اللحد"..
مقالات
*شارل أبي نادر محلل عسكري |
لقد عوّدنا قائدُ حركة "أنصار الله" في اليمن، السيد عبد الملك الحوثي، على مواكبته الحثيثة والدقيقة -وخلال كامل السنوات الثماني التي مرت من العدوان على اليمن- لكل التفاصيل العسكرية التي تحيطُ باستراتيجية الجيش واللجان اليمنية في معركة الدفاع ضد هذا العدوان، السعوديّ والإقليمي والدولي.
عوامل هدم من الداخل للمجتمعات بكل السبل المتاحة كالغزو الفكري والحرب الناعمة تعتبر أحد الحروب الكفيلة بابتلاع أي بلد بكل سهولة دون أدني خسائر تذكر.
ما يقوم به العدو في اليمن منذ وقت مبكر من خلال العديد من ادواته الهدامة لخير دليل على انهم يمضون وبكل امكانياته في هذا المجال لنشر الرذيلة والفساد في أوساط المجتمع من خلال وسائلهم المتعددة والتي تتمحور حول الحرب الناعمة والتي من شانها تفتيت بنية المجتمع وتمزيق أوصاله من الداخل والتي يسعون من خلالها الى هدم المبادئ والقيم الإسلامية التي تحافظ على عزة وكرامة الشعوب.
ما نجده اليوم في مجتمعنا هو ابتعاد عن الهوية الايمانية والعادات والتقاليد التي تربينا عليها وذلك بالخروج عن المألوف وتقليد الفتيات لما يعرض عليهن في قنوات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي التي غزت افكارهن وتأثرن بقدوات تسير بهن نحو الهاوية قدوات تخترق عالمنا المسلم المحافظ فتبدا الفتاة بالابتعاد عن الحشمة وارتداء ما لا يناسب من ملابس ، براعم يقمن بتقليد الغرب فنجدهن يخرجن من ثوب الحشمة حتى يصبن في عفافهن بدس أفكار مسمومة بانهن يواكبن الموضة والتطور من خلال التلفزيون ومواقع الهدم وتنتهي بالمنظمات التي هدفها ان تزرع عوامل الهدم الأخلاقي بين الفتيات .
تعتبر الحرب الناعمة بوابة الفاحشة وطريقها منكر يجب التنكر له والابتعاد عنه والوقوف في وجهة فان التخاذل والتفريط في نصرة الحق وانكار المنكرات التي تحل بشعب بأكمله والابتعاد عنها هي من اكبر المعاصي التي ستدفع ثمنها الأجيال القادمة.
انّ ادوات الحرب الناعمة التي تصوغ شخصية الانسان وتحدد مصيره متعدّدة حسب المؤثرات التي يتأثّر بها الانسان وذلك انّ الانسان ليس ذا بعد واحد بل هو متعدد الأبعاد يتأثر بالأمور العقلية والحسية والعاطفية وغيرها وهذه المؤثرات هي التي يحاول العدو التأثير عليها لصناعة ما يحلو لهم من انسان ومجتمع.
ولمواجهة هذه الحرب الناعمة التي تغزو ارضنا ومجتمعنا وابنائنا يجب توعية وتثقيف الناس وكشف هذه الأهداف أمامهم". ومعرفة أننا في حالة حرب دائمة والتي تتطلب المواجهة المستمرة من خلال العمل الدؤوب. حيث ان الغرب فشلوا في تحقيق أهدافهم في الحرب العسكرية حتى لجأوا إلى حرب ناعمة فيجب العمل على إفشال أهدافهم فيها.
كما يجب علينا الاهتمام وتكاتف الجهود في كل مراحل هذه الحرب المفروضة علينا لمواجهة التحدِّيات التي قد تطال كل المستويات.
التحركات الصهيونية ضد بلادنا ليست بجديدة فالكثير من التقارير خلال السنوات الماضية تناولت مستوى الدعم الصهيوني للعدوان على بلادنا والمشاركة الفعلية في هذا العدوان منذ التحريض على ثورة الشعب اليمني ضد الوصاية الخارجية والهيمنة الأجنبية في 21سبتمبر 2014م
ووصولاً الى ما صدر ويصدر من تصريحات لقادة الكيان الصهيوني المعبرة عن القلق الشديد مما وصل اليه اليمن في ظل الصمود التاريخي أمام قوى الغزو والشر والعدوان على صعيد بناء عوامل القوة وامتلاك إرادة الفعل وفرض معادلات لم تكن في حسبان أعداء اليمن، ومن المؤكد ان ما حققته القوات المسلحة وهي بصدد التصدي للعدوان الظالم لفت أنظار الجميع بما في ذلك المتربصون بشعبنا وهو يمضي بكل عزم نحو تحقيق الحرية والاستقلال.
ولعل الجميع تابع التسريبات الصهيونية المتعمدة التي تدعي شن عدوان على بلادنا مطلع الشهر الجاري وهو ما لم يحدث، إلا أن استمرار العدو في تسريب مثل تلك الادعاءات وبذلك الشكل المقصود يكشف عن نوايا خبيثة لذلك الكيان المجرم تجاه شعبنا العظيم وبلدنا العزيز الأمر الذي يحتم على القوات المسلحة ومن منطلق الواجب الجهادي للدفاع المقدس عن الشعب والبلد الاستعداد والجاهزية لمواجهة أية تهديدات محتملة فالتصريحات المعادية لقادة الكيان الصهيوني ليست الا مؤشر على حجم ومستوى العداء الصهيوني لليمن الحر المستقل، والتناولات الإعلامية الواسعة لتلك التسريبات تحمل في طياتها نوايا عدوانية واضحة وهو ما تتعامل معه الجهات المعنية في بلادنا بكل جدية لاسيما وتلك التسريبات لم تتوقف عند وسائل إعلام العدو الصهيوني فقد تلقفتها وسائل إعلام العدوان وبما يوحي بالتنسيق ضمن التهيئة والتمهيد لتطورات يعتقد العدو أنه القادر على التحكم بمسارها وهو ذات الوهم الذي ركب عقول عملاء واشنطن في الرياض وأبوظبي عند شن العدوان على اليمن قبل أن يجدوا أنفسهم أمام شعب مجاهد مؤمن لا يركع إلا لله عز وجل.
ومن هنا فإن اليمن الحر الأبي الصامد لن يقف مكتوف الايدي أمام أية حماقة قد ترتكب بحق هذا الشعب المتطلع دوماً لمواجهة العدو الصهيوني.
وعلى ضوء ذلك فإن القوات المسلحة تحذر العدو الصهيوني من مغبة ارتكاب اية حماقات كون الاقدام على أي عدوان على اليمن الحر الأبي الصامد لن يقابل بالصمت، بل بالرد المناسب والقوات المسلحة جاهزة لأية خيارات تحددها القيادة في أي لحظة وما على العدو الا ان يأخذ هذا التحذير بمحمل الجد فاليمن بقيادته وشعبه وقواته المسلحة لن يتردد في تسديد الضربات القاسية والمؤلمة رداً على أية عدوان.. وما النصر إلا من عند الله.