تخيل لو أنت مسافر الى مكان ما، ليس لك زاد ولا ماء، وليس لك راحلة ولا دليل،
بل تخبط في طريقك خبط عشواء، من طريق الى طريق صُبحا ومساء، وبين الفينة والأخرى ينتابك الخوف بصحراء قاحلة جرداء، بها تترقب سطوة الأعداء وانت بدون سلاح وليس لك بيدك ضياء تستضيئ به في ليلة مظلمة غابت عنك نجوم السماء، زاد عماك الى عمى، ضاقت عليك الأرض بما رحُبت وأمسيت منهك القوى تحاصرك ألسباع من كل الأنحاء، حينها ايقنت انك هالك عاجلا أم آجلا..
بينما انت في حِيرةٍ من امرك أتى رجُل ليُنقذك ويزيل عنك ذلك الخوف وتلك الحِيرة وكل ماعا نيته بالطريق من عناء، هذا الرَجُل وفر لك الزاد والماء والراحلة واعطاك دليلٌ تسير عليه واعطاك سلاحا قويا لمواجهة الأعداء، ونورا تسير عليه وبين لك مكامن الداء ووصف لك الدواء، وحثك على مواصلة السير في طريقك على بينة وهُدى لن تضل بعدهما أبدا،
وقبل ان يفارقك جعلك تشعر أنك أصبحت إنسان ولِدتَ من جديد مُكتمل التصور والأعضاء، وأن الله كتب لك في العُمر بقاء..
فيا ترى ما هو شعورك تجاه من انقذك؟ وكيف كانت حالتك قبل وصوله وأثناء وصوله إليك؟ وبعد أن اعطاك الزاد والماء؟ والراحلة والسلاح والدليل والضياء؟..
فإذا علمت أن الذي انقذك وزودك بكل شيئ لكي تواصل طريقك بخطى ثابتة يهابك الأعداء، هو عَلَمٌ من أعلام الهُدىٰ وحفيد من احفاد المصطفىٰ، يا ترى هل ستنسى فضل هذا الرجُل عليك؟
الجواب هو لا، لا، لا.. الى ما لا نهاية..
فيا أخي ها هو اسبوع الشهيد أتى ليذكرك بالسيد الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي ورفاق دربه سلام الله عليهم، فذكرى اسبوع الشهيد محطة نتزود منها الثبات على الحق من الذين بذلوا أرواحهم رخيصة لمقاومة الباطل بكل زمان ومكان، وذكرى الشهيد فيها الكثير من الدروس والعبر التي تجعلنا نستشعر أهمية الشهداء بالنسبة لنا، كيف كنا زمان؟ وكيف أصبحنا الآن؟ والى أين سنذهب مستقبلا؟..
لاشك ان وقع الوقائع لديها الجواب الشافي، وبهذه الآية ما يكفينا عن المقارنة تبين حالنا زمان والآن فتأمل قول المَلك الديان(أَوَمَن كَانَ مَیۡتࣰا فَأَحۡیَیۡنَـٰهُ وَجَعَلۡنَا لَهُۥنُورࣰا یَمۡشِی بِهِۦ فِی ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُۥفِی ٱلظُّلُمَـٰتِ لَیۡسَ بِخَارِجࣲ مِّنۡهَاۚ كَذلِكَ زُیِّنَ لِلۡكاٰفِرِینَ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ)الأنعام آية122]
صدق الله العظيم، وصدق واقع الشعب الكريم، الذي يعيش الآن بعزة وكرامة بفضل الله الجبار، ثم بفضل الشهيد القائد ثم بفضل دماء الشهداء الأحياء في جنات تجري من تحتها الأنهار، وهم الأحياء في ذاكرة كل الأحرار، فطوبى لمن على دربهم سار لمواجهة تحالف عدوان الأشرار..
ختاما اقول:- لا مقال ولا مقامة ولا كلام ولا أشعار تليق بمقام الشهداء الأخيار، يكفينا أنهم واجهوا كل الأخطار، وسطروا بطولات اسطورية لا فتة للأنظار، وبدمائهم الطاهرة رووا أرض يمن الإيمان والحكمة لنقطف الأثمار، فسلام الله عليهم ما تعاقب الليل والنهار، وسلام الله على كل أسرة قدمت ولدها شهيد وله الله اختار، وسلام الله على ابناء الشهداء ألأبرار، وسلام الله على سيد القول والفعل قائد ثورة الأنصار المُدافع عن يمن الأحرار، وتهابه دول الاستكبار، فهو بحق فخر الأُمة وقائدها وعلى يده يتححق الانتصار، ولعنة الله على ثلاثي الشر الغدَّار وعملائه الفُجار، خلاصة الهِدار؛