الجهاز الإداري للدولة هو بمثابة الرأس من الجسد فإذا ما صلح الرأس صلح الجسد كله, لكن وللأسف الشديد يبدو أن الاهتمام بتفرعات الجسد قد جاء على حساب الرأس فأضعف العمل الإداري
مقالات

محمد العميسي/
وانا اتابع اخبار منتخبنا للناشئين بعد الفوز الكبير على السعودية في بطولة غرب اسيا وتتويجهم بكاس البطولة شدني عنوان خبر في احد المواقع الإخبارية
ان حالة غضب واسعة في السعودية بسبب تصرف لاعب في المنتخب اليمني طبعا ساعتها دارت في ذهني أفكار كثيرة رحت أتساءل ماهوا هذا التصرف الذي بدر من لاعبنا والذي اثار غضب اشقائنا "رحت أتساءل واسال ماذا فعل "ضرب ..شتم اعتدى على احد) هذا كله جعلني اتابع تفاصل الخبر لأجد في الأخير ان صاحبنا لم يفعل او يرتكب أي جرم سواء انه قام بغرس علم اليمن في ارض الملعب الذي أقيمت فيه المباراة ,,
اليكم تفاصيل الخبر المنشور في احد المواقع قال ناشطون ان لاعب منتخب اليمني للناشئين علي الحنبصي قام بغرز علم اليمن وسط ملعب الأمير محمد بن فهد بعد فوز اليمن على السعودية.واضافوا:تسبب هذا الفعل بحالة غضب بالشارع السعودي حيث اعتبروا تصرفه بالمسيء والغير أخلاقي خصوصا بعد احرازهم كاس غرب آسيا.
يا خبر الاشقاء زعلوا من غرز عصاء تحمل خرقه هذه الخرقة هي علم اليمن وأين في ارض ميدان ترابي مغطى بالحشيش الاصطناعي
الميدان لم يزعل لكن الاشقاء زعلوا من هذا الفعل الذي لم ينتج عنه أي ضحايا لا شهداء مدنيين ولا تهدم منازل ولا أي شي مجرد لاعب ونتيجة للفرحة بالفوز دعاه هذا لغرز علم اليمن في الملعب أيش الذي اغضبهم ولماذا يغضبون من غرز عصاء في ملعب ترابي .هي ليست قنابل او صواريخ
لكم سبع سنوات شارفت على الانتهاء وانتم تغرزون بصواريخكم وقنابلكم المحرمة دوليا ارض اليمن وشعب اليمن ومنها القنابل العنقودية التي لازال ضحاياها يسقطون قنابلكم وصواريخكم خلفت مئات الالاف من الضحايا المدنيين بينهم أطفال ونساء على مدى سبع سنوات استهدفتم كل شي من البنى التحتية والمشاريع الاقتصادية وغيرها دمرتم المنازل والاحياء السكنية والمنشاءت الحيوية كل شي ولم نزعل ما عمله الاعب الحنبصي ليس جرم او جريمة حتى تشنون عليه حملة غير مبررة
لم يبقى لكم أي جهد استفذتم وجندتم وحشدتم كل طاقاتكم وسخرتم كل شيء لكننا لم نزعل لازلنا صامدين وصابرين وصنصمد حتى تنكسرون

لا تستغربوا من عنوان المقال فهذه العبارة ليست تعبير إنشائي لعنوان مقال لشد الانتباه، أو مجرد كلمات عابرة، بل هي أمنية حقيقية قالتها بحرقة وحزن وآسى إحدى أمهات الأسرى وهو تواسي أم شهيد في استشهاد ولدها .
ما إن سمعنا عبارتها "يا ليتني أم شهيد" حتى التفتنا جميعاً نحوها، وهي تتنهد الآهات وتتابع كلماتها قائلة: "يا ريت أعرف مصيره، واضم جثمانه وازور قبره ويطمئن قلبي بعيداً عن الكوابيس التي أعيشها وأنا اتخيل السجان في سجون العدوان كيف يعذب ابني بوحشية ويمتهن كرامته، فمن يوم أُسر ولدي لدى مرتزقة العدوان وأنا لا أنام الليل غير ساعتين، ثم افزع من نومي استغيث الله وادعوه أن يخفف عنه سجنه وعذابه، وأن يربط على قلبي، أما أنتِ يا أم الشهيد فلا تحزني بل افرحي واستبشري فولدك عند ضيافة الرحمن مع الشهداء والأنبياء حيث لاخوف عليه ولايحزنون".
هذه الكلمات أدمت قلوبنا وادمعت أعيننا ، لأنها خرجت من قلب مكلوم على ولدها، الذي يظهر عمق جرحها بعمق تجاعيد وجهها وعلامات الحزن البادي كحزن نبي الله شعيب على ابنه يوسف- عليه السلام- ، فكل يوم تنتظر عودة أسيرها بلوعة وحزن وألم ، لأنها تعلم بوحشية السجان الخبيث الذي امتسخت آدميته وتشيطنت، فكلما سمعت قصة تعذيب أسير يُدّمى قلبها ويحزن فؤادها وتكاد عيناها تبيض من الكمد والحزن والآسى، ولا تجد غير المناجات والدعاء لله لها متنفساً .
هذه رسالة لكِ يا أم شهيد بأن لاتحزن ولاتآسى فقلبك مطمئن على ولدك أما عن الفراق فماهي إلا أيام وسنوات قليلة ويأتي اليوم الذي يفرح قلبك ويمسك ابنك بيدك وتدخلان الجنة بفرح وسرور فاطمئني واستبشري ، وتبقى رسالتنا لكِ يا أم أسير: بأن لاتحزني ولاتآسي فولدكِ مجاهد بطل بحجم هذا الوطن، وكل سنين أسره في قبضة السجان ستكون- بإذن الله -برداً وسلاماً، وسيأتي اليوم الذي تقر به عينكِ بعودتهِ وهو رافعاً رأسه شامخاً عزيزاً ، وكل عملية تحرير لكل شبر في هذا الوطن هي تحمل صبر وجهاد ولدكِ على السجان، واعلمي أننا لم ننساه وكلنا يحمل همه ويعمل جهده لتحريره خاصة رفقائه المجاهدين في الجبهات من يواجهون هذا العدوان ويقدمون التضحيات الجسيمة لتحريره هو وكل أسرانا الأبطال ،واعلمي أيضاً بأنكِ عندما تحتسبي وتصبري فأنتِ بمنزلة أم الشهيد، لكِ نفس أجرها وثوابها وعند الله يكون الجزاء الأوفى، وكم أنتِ عظيمة أنتِ وأم الشهيد منكنّ نستمد الصبر والعنفوان، و لابنائكنّ ننحني إجلالا واعظاماً وإكباراً لتضحياتهم وصبرهم ومعاناتهم وجهادهم، وتذكري يا أم الأسير بأن السجن خير من حياة المذلة والمهانة فاصبري وصابري فابنكِ في عرين الأسود رابض وبين الجبال شامخ ، وماهي الإ أيام وسنوات تقضيها في هذه الدنيا بصبر وجهاد ثم يكون الجزاء الأكبر واللقاء في الجنة فلا تجزعي ولاتحزني فابنكِ نال مرتبة الأنبياء الشرفاء الذي حال لسانهم يقول" ربي السجن أحب إلي" فصبراً أمهات الأسرى فموعدكنّ وابنائكن الجنة بإذن الله.