
الكأس لا يمتلئ من نقطة
والإنسان لا يغضب من كلمة
القصة قصص تراكمات
نصغر عشرين عاماً بكل كلمة طيبة تقال لنا
ونكبر ألف عام ونحمل داخلنا ثقل السنين مع كل كلمة موجعة
مخطئ من يظن ان الكلام يسمع عبثا
ان ما تصنعنا حقا هي الاحاديث الجميلة
يعاني المجتمع الدولي العديد من التحديات كالحرب والاستعمار والتمييز العنصري والارهاب، مما ادى ذلك الى اثار سلبية على الدول والانسانية جمعاء، وظاهر الارهاب الدولي في ظل بيئة دولية غير مستقرة وفوضى عارمة تجتاح النظام الدولي ، لذلك سنحاول التمييز بين مفهوم الارهاب الدولي من جهة وبين المقاومة والكفاح المسلح ضد الاحتلال. من جهة اخرى.
يعد الارهاب الدولي من المصطلحات الحديثة ، لاسيما في مجال القانون الدولي العام، حيث كان مصطلح الارهاب مقصورا على التشريعات الوطنية.
وفي عام ١٩٧٢م قامت الامم المتحدة بإضافة مصطلح د(دولي) الى مصطبح الارهاب، وترتب على ذلك تشكيل لحنة عام ١٩٧٣م وحددت الافعال التي تعتبر ارهابا دوليا ومنها: (افعال العنف والافعال القمعية الاخرى التي ترتكبها الانظمة الاستعمارية والعرقية ضد الشعوب المناضلة من اجل الاستقلال وحق تقرير المصير) ومن هنا نجد ان القانون الدولي العام يعد الارهاب الدولي غير مشروع، وهو يختلف عن مقاومة الاحتلال - والكفاح المسلح..
وبناء على تلك الافعال ظهرت عدة تعريفات للإرهاب الدولي ، ولم تتفق الدول على تعريف محدد للإرهاب حتى الان، حيث تعرف كل الدولة الارهاب الدولي حسب مصالحها واطماعها .ولا تزال قضية وضع تعريف متفق عليه من قبل الفقه الدولي للإرهاب الدولي محل خلاف وجدل لتداخل مفهوم الارهاب مع مصطلحات المقاومة الشعبية وحق تقرير المصير..
وعرفه الدكتور شفيق المصري بانه( العمل الذي يخالف مبادئ القانون الدولي وقواعده). مجلة شؤون الشرق الاوسط، العدد٧٤- ١٩٨٨م..وسعت الدول الكبرى ولا سيما امريكا ، وابنتها اسرائيل بوصف الدولة التي تنتهج سياسة تخالف سياستها بانها دوب راعية للإرهاب ، وتسميها محور الشر، وجعلت من الارهاب ذريعة للتدخل في شؤونها الداخلية واحتلالها، ومثال ذلك افغانستان والعراق وسوريا وليبيا. وكذلك يعد سلوك الكيان الصهيوني ارهابا حقيقيا، فمنذ عملية الابادة الجماعية المرتكبة في دير ياسين سنة ١٩٤٨ م. قام الكيان الصهيوني بتفريغ فلسطين من سكانها الاصليين حتى الان عن طريق اعمال لا يمكن وصفها الا بانها اعمال ارهابية .
.( د سامي جاد- ارهاب الدولة.). وما يقوم به الكيان الصهيوني من مجازر لأبناء غزة وتهجير قسري وحصار ممنهج للمستشفيات وتدميرها ، وقطع الدواء والغذاء ،والكهرباء وتدمير والمنازل ، لهو دليل على ارهاب الكيان الصهيوني .
وبمساندة دول الغرب وعلى رأسها امريكا.
و يعتبر ما قامت به امريكا من جرائم ارهابية و ابادة جماعية للهنود الحمر الذ كان عدد سكانهم في القرن السادس عشر لا يقل عن ٤٠ مليون نسمة وكذلك القاء القنبلة الذرية على هيروشيما وناكا زاكي في اليابان و ابادة ٢٠٠ ألف نسمة من المدنيين الابرياء رغم اعلان اليابان استسلامها قبل ايام من ارتكاب تلك الجريمة الارهابية.(د محمد المجذوب - الولايات المتحدة بين الارهاب والقانون) .
و لقد تعمدت امريكا والدول الكبرى والاحتلال الصهيوني الخلط بين مفهوم الإرهاب بأنشطة حركات التحرر ، مما يستلزم التمييز بينهما احتراما للأنشطة التي تساهم في تقرير مصير الشعوب واستقلالها وعدم السماح للدول والأنظمة المستعمرة ان تتذرع بمواجهة الإرهاب في القضاء على هذه الحركات وأبادتها. والتاريخ حافل بالمجازر التي نفذتها الدول الاستعمارية وراح ضحيتها آلاف المقاومين ونشطاء حركات التحرر. فقد تميزت الفترة التي صاحبت الحرب العالمية الثانية بانتشار حركات المقاومة لمواجهة الاحتلال واستناداً لإحكام محكمة لاهاي لم يتمتع بصفة المحاربين غير حركات المقاومة المنظمة واستغلت ألمانيا النازية هذه الثغرة واعتبرت أفراد المقاومة إرهابيين وأعدمت كل من وقع في قبضتها. ( د/ محمد المجذوب ، المقاومة الشعبية المسلحة في القانون الدولي) . إن المقاومة الشعبية للاحتلال ظاهرة حفل بها التاريخ وميزة تتباها بها الشعوب العريقة. وقد احترم المجتمع الدولي هذا الحق في أكثر من مناسبة. فقد أكدت اتفاقية لاهاي وجوب معاملة أعضاء حركات المقاومة المنظمة كأسرى حرب في حال اعتقالهم..
وفي عام 1970 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم (2672) والذي ادان إنكار حق تقرير المصير، ولاسيما على شعبي جنوب أفريقيا وفلسطين. وقد تضمن هذا القرار لأول مرة احترم شرعية كفاح شعوب الرازحة تحت الهيمنة الاستعمارية، والأجنبية، والمعترف بحقها في تقرير المصير لاسترداد هذا الحق بأي وسيلة ، الامر الذي يتعين معه ان يضطلع المجتمع الدولي بمسؤوليته تجاه ما يحدث من ارهاب على ابناء فلسطين من قبل الكيان الصهيوني الغاصب والمحتل للأراضي الفلسطينية، وانطلاقا من الواجب الديني والاخلاقي والقانوني الذي يحتم على الحكام العرب مساندة اهل غزة وايقاف الجرائم التي ترتكب بحقهم على مدار الساعة.
بقلم محمود المخلافي
.
احمد الله على نعمة القيادة العظيمة والمشرفه لنا كشعب يمني بين كل الشعوب ، والتى سطرت مواقفا رفعت رؤوسنا وبيضت وجيهنا امام الله ورسوله، وبين كل الأمم والشعوب في هذا العصر الذي تنصل وتخاذل عن واجباته ومسؤلياته إلانسانيه ،وانعدمت فيه الرحمه تجاه شعب يباد ويقتل دون وجه حق وتتغتصب ارضه ويعيش مظلوميه لا مثيل لها في التاريخ، ومحاصر ماتبقى منه منذ عقود .
من يراقب المشهد الفلسطيني ويتابع مُجرَيات الأحداث؛ يُدرك جيدًا أن المنطقة تمر بمنعطفات تاريخية خطيرة ستتمخّض عنها تحولات جغرافية كبيرة، فقد اتسع النهر حتى صار بحرًا وعملية "طوفان الأقصى" امتدت إلى معارك هي الأكثر ضراوةً خلال العقود الخمسة الأخيرة، فلأول مرة تتولى المقاومة الفلسطينية زمام المبادرة في الهجوم والتحكم في مجريات المعركة على الأرض، وهذا ما جعلها -أي الحرب الجارية- أكثر جديةً وضراوةً بعيونٍ إسرائيلية ترى الاختلاف جليًا، بالنظر إلى حجم خسائرهم في الجنود والآليات رغم أن العملية لم تكمل شهرها الأول بعد، ولأول مرة يستنفر الكيان كل قواته وسلاحه خلال يومين ويستدعي ثلاثمئة وعشرين ألف جندي من قوات الاحتياط؛ في محاولةٍ يائسة للسيطرة على الوضع وإطفاء جذوة المقاومة المتّقدة، قبل أن يصل حريقها إلى بقية المناطق المحتلة وربما إلى تل أبيب نفسها، فإعادة المارد الفلسطيني إلى القُمقُم ليست كإدخاله أول مرة قبل سبعين عامًا، وما بعد طوفان الأقصى ليس كما قبله كما أفاد السيد نصر الله في خطابه الأخير، وهم يدركون جيدًا معنى أن يصرّح زعيم حزب الله تصريحًا كهذا؛ فقد عرفوا صدق منطقه وخبَروا حقيقة كلماته خلال حروبهم السابقة معه، وهذا ما يفسر حالة الهستيريا الواضحة في قصف الميخيمات والملاجئ والمستشفيات واستهداف المدنيين بلا هوادة، فأكثر من إحدى عشرة ألف غارةٍ جوية شنّها العدو -حتى كتابة هذه السطور- أسفرت عن سقوط آلاف من الضحايا جلّهم من الأطفال والنساء، ودمار هائل طال كافة أرجاء مدينة غزة وتخومها وأتى على كل معالم الحياة فيها، ورغم هذا كله لم يستطع العدو كسر عزيمة المقاومة الفولاذية ولا النيل من بأسهم وإضعافهم، يتجلى هذا في تصريحات خبراء الحرب الإسرائيليين كـ"داني ياتوم" رئيس الموساد السابق، الذي أدلى لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية بالقول: "لسوء الحظ فإن نهاية إسرائيل تقترب حتمًا"، أو "بيني غانيس" رئيس أركان الجيش والرجل الثاني في إسرائيل، الذي قال في أحد تصريحاته المتلفزة: "نمر بأوقات صعبة، دموعنا تتساقط لرؤية جنودنا يتساقطون والصور القادمة من معركة قطاع غزة ستكون مؤلمة"، لذلك فإن الإعلام العبري بات يقرأ المشهد بتوجّسٍ كبير وصنّاع القرار في تل أبيب يراقبون مُجريَات الحرب بنظرةٍ مُريبة، لم يخفّف من وطأتها حجم تسليح الكيان وضخامة ترسانته الحربية ولا التفاف الولايات المتحدة حوله ولا تعاطف المجتمع الدولي والأنظمة الغربية معه، والقيادة الصهيونية تدرك تمامًا أن السيل قد بلغ الزُبى وفار التنور الفلسطيني بشكل لا يمكن احتمال لهيبه ناهيك عن إطفاء جذوته؛ فالطفل الذي كان يرشق الدبابة الإسرائيلية بالحجارة قبل عشرين عامًا أصبح اليوم يستهدفها بقذائف الهاون والمدفعية والصواريخ الذكية، وهذا يعكس حالة الارتباك والتخبط التي تعيشها تل أبيب عسكريًا وإعلاميًا وسياسيًا، رغم محاولاتهم البائسة في التظاهر بتماسك الجبهة الداخلية تارةً، وادّعاء السيطرة على مُجرَيات الحرب تارةً أخرى، حتى إرعادهم أمام الشاشة ووعيدهم بالويل والثبور للشعب الفلسطيني لم يُخفِ حجم الهلع الذي ينتابهم أو يخفّف من منسوب الصدمة النفسية التي أصابت معنوياتهم في مقتل، فضلًا عن إخافة أهالي غزة ورضوخهم لسلطته وسطوته، وهو ينهال على رؤوسهم بصورايخه صبحًا وعشيّا ويحلّق في أجوائهم بطائراته طوال اليوم، ممارسًا سياسة الأرض المحروقة ومرتكبًا أبشع الجرائم والمجازر التي يَندى لها جبين الإنسانية الناكس ويُوقض ضميرها الميت!
لا شك هذا العلو الإسرائيلي هو "الإفساد الثاني" الذي تحدث عنه القرآن الكريم في سورة الإسراء، بما يصاحب معنى الإفساد من طغيانٍ وتجبّرٍ وإسرافٍ في القتل والاضطهاد كما هو حاصل اليوم على مرأى ومسمع من العالم الذي لا يحرّك ساكنًا إزاء ما يحدث، وكأنها سنة إلهية في أن يُترَك للصهاينة الحبل على الغارب حتى يوغلوا في إفسادهم وإجرامهم؛ ليكون هذا إيذانًا بدنوّ نهايتهم واضمحلال دولتهم الغاصبة، فالأمران كلاهما (نبوءة القرآن الكريم ومُجرَيات المعارك على الأرض) يقدمان لبني صهيون النتيجة الحتمية ذاتها؛ أنهم باتوا على عتبات هزيمةٍ مُذلةٍ لم يذوقوها من قبل، وفي بداية مسيرتهم نحو "وعد الآخرة" الذي سيعلن أفول الكيان الغاصب إلى غير رجعة، وإن غدًا لناظرهِ قريبُ..!
*أكاديمي وكاتب صحفي
وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا