العدوان واجهاض مسار الوحدة
الحديث عن الوحدة اليمنية حديث له شجون فكلما أطلت علينا ذكرى إعادة تحقيقها من كل عام يقف اليمانيون معها وقفة اجلال واكبار لإعطاء المناسبة ما تستحقه ويستذكرون عظمة الحدث
وتفاصيل هذا الانجاز التاريخي المفصلي الذي يعتبر أعظم حدث تاريخي شهدته اليمن خلال تاريخها الحديث والمعاصر وكل منا يدلي بدلوه للتعبير عنها بطريقته واسلوبه وقد تتغير الأساليب والعبارات وطرق ووسائل التعبير عن عظمة ومكانة الوحدة اليمنية لكن رغم ذلك يبقى الشعور الإيجابي والنظرة الثاقبة والمسؤولة للوحدة اليمنية باعتبارها الإنجاز الإيجابي الأهم والابرز الذي تحقق في لحظة تاريخية صعبة ومعقدة وعد إنجاز ومفخرة ليس لليمنيين فحسب بل للامة العربية والإسلامية وللعالم اجمع.
طبعا الوحدة اليمنية لم تأت فجأة او من قبيل الصدفة بقدر ما كانت نتاج وخاتمة مسك لمراحل وخطوات مهدت لهذا الانجاز التاريخي الذي صاغته إرادة وعزيمة شعبنا الذي ترجم به حلمه التاريخي الذي ظل يراوده لقرون عدة وجعله حقيقة وواقعا معاشاً واساساً قوياً يمكن البناء عليه لصنع حاضر يلبي متطلبات الحياة الكريمة ويؤسس لمستقبل أفضل للأجيال.
هكذا بدت اليمن الموحد منذ اللحظات الأولى دولة مثل نهج الديمقراطية الصمام والضمانة الرئيسية لديمومتها وبالفعل استطاعت اليمن من خلال النهج الديمقراطي والتعددية واحترام حرية الراي والتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع السري والمباشر لفت انظار المجتمع الدولي الذي بارك هذه التجربة ورأى فيها انموذجاً في المنطقة لتنطلق دولة الوحدة حاملة الى العالم تطلعات الشعب واستطاعت اثبات كيانها وفرض مكانتها وثقلها الإقليمي والدولي وأصبحت رقماً مهماً في المنطقة وتفاخرنا جميعا بمواقفنا القومية وبانتمائنا ليمن الوحدة والديمقراطية اليمن الذي ينشد الامن والاستقرار والسلام والتعايش بين الأمم والشعوب.
بكل تأكيد سيبقى الـ 22 من مايو 1990 م انجازاً تاريخياً يكتسب عظمته من دلالات هذا اليوم الخالد في مسيرة اليمن الحضارية التي اتصلت فيها حلقات الماضي التليد بالحاضر لتبدأ خطى رسم المستقبل الواعد الذي تحددت معالمه يوم 22 مايو الذي كان البداية الحقيقية لانطلاقة اليمن صوب البناء والتنمية والنهوض الشامل حيث شهدت شتى المجالات انتقالات وتحولات وقفزات نوعية كبرى رغم الصعوبات والتحديات والاخطار التي جابهتها وواجهتها دولة الوحدة.
للعام السابع على التوالي يأتي ذكرى إعادة تحقيق الوحد اليمنية ووطننا الواحد يتعرض لعدوان غاشم وحصار جائر ضد شعبنا الصابر والصامد الذي يستهدف نسيجه الاجتماعي ووحدته الوطنية بأبشع الطرق والأساليب وهذا أخطر تحد تواجهه وحدتنا الوطنية التي اثبتت قدرتها على الثبات والصمود في مواجه اعدائها وهو تحد لابد من ان يستشعر الجميع اخطاره.
في الأخير نقول ان الأعداء والمتربصين يفتعلون العراقيل والعقبات ويختلقون المشاكل بيننا كشعب واحد للتأثير على قناعاتنا وثقتنا بأنفسنا وبمستقبلنا ومصيرنا الواحد لنجد البعض اليوم وللأسف يسوق أفكار وتحليلات تحمل الوحدة اليمنية مساوئ واقعنا اليوم رغم اننا ندرك ان ما وصلنا اليه هو بسبب ان وحدتنا منذ لحظاتها الأولى واجهت تحديات حركتها حسابات أصحاب المصالح وقوى النفوذ الوطنية والاقليمية والدولية والتي حاولت وأدها في مهدها وهي من كانت السبب في الانتكاسات التي حصلت ولاتزال الى اليوم تهدد مسار الوحدة اليمنية.