تعذيب الأسرى حتى الموت في سجون التحالف ومرتزقته جريمة ووصمة عار في جبين الانسانية
اقدام تحالف العدوان ومرتزقته على تعذيب الاسرى حتى الموت يعد انتهاكاً صريحا للاتفاقيات والمعاهدات الانسانية التي تنص على حماية الأسرى وعدم المساس بحياتهم وعدم تعذيبهم
حيث نصت المادة الثالثة عشرة من اتفاقية جنيف الموقعة في 12 أغسطس 1949م- بخصوص حماية الأسرى (يجب معاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية في جميع الاوقات ويحظر أن تقترف الدولة الحاجزة أي فعل أو اهمال غير مشروع يسبب موت أسير في عهدتها ويعتبر انتهاكا جسيما لهذه الاتفاقية وعلى الأخص لا يجوز تعريض أي أسير حرب للتشويه البدني أو التجارب الطبية).
عشرات الاسرى من الجيش اليمني ولجانه الشعبية تعرضوا للتعذيب الجسدي في سجون المرتزقة بمأرب حتى الموت وآخرهم الاسيران حميد حمود ابوحلفة والاسير كهلان الرميم اللذان تعرضا للضرب والتعذيب حتى فارقا الحياة في سجون مأرب وهما ليس الوحيدين فقد سبقهما العشرات من الاسرى استشهدوا في معتقلات التحالف ومرتزقته بسبب التعذيب الجسدي وما يرويه لنا الأسرى المحررون من سجون مأرب يفضح خبث ووحشية واجرام تحالف العدوان ومرتزقته.
الاسير المحرر العقيد ناجي قرم تحدث عن انواع التعذيب الذي يتعرض له اسرى الجيش اليمني ولجانه الشعبية من اشد وابشع انواع التعذيب الجسدي والحرمان من ابسط مقومات الحياة من أكل وعلاجات.
الاسير المحرر العقيد ناجي قرم والذي كان ضمن المحررين في صفقة تبادل الأخير في شهر رمضان وكان قد تم أسره في عام 2020م اثناء اسعافه لأحد الجنود وفي طريق صحراء اللبنات اخطأ في الطريق وتوجه صوب أحد معسكرات المرتزقة فتم اسره هو وثلاثة جنود يصف قرم ما كان يلاقيه من تعذيب بقولة كان يتم تعذيبنا بشكل فظيع ضرب بالعصي وأسلاك الكهرباء واضاف قرم انه تم صلبه في ظهيرة رمضان وهو صائم فبقي مصلوباً فوق احد الأطقم من الصباح حتى العصر بين حرارة الشمس في نهار رمضان.
وقال الاسير ناجي انه تم وضعهم في زنزانة صغيرة لا يتعدى مساحتها متر في متر ونص وهي مغلقة لا نوافذ فيها والجو حار جدا ًوالزنزانة فيها صراصير ونامس وتسمى الضغاطة.
وأوضح قرم أن الأكل الذي كان يقدم لهم عبارة عن حبتين كدم في الصباح وصحن أرز صغير لـ13 أسيراً يصل للواحدة لقمتين فقط والماء ملوث يشربون من مياه الحمامات والتي اغلبها من مياه سد مأرب وهي ما تسببت في انتشار الأمراض بين الاسرى من فشل كلوي وحمى الضنك والملاريا، بالإضافة للأمراض الجلدية الجدري وغيرها.
واشار الاسير قرم انه بعد ذلك تم نقلهم إلى سجن آخر فكان يجمع في الزنزانة الواحدة أكثر من 58 أسيراً ومساحتها لا يتعدى أربعة في أربعة متر وهي زنزانة مقفله لا ضوء ولا شمس والمكيفات كان يتم إطفاؤها وقت الظهر وكانت الحشرات منتشرة بكثرة في زنازين الاعتقال من صراصير وقمل والتي انتشرت بشكل كبير اشبه بالنمل وهو ما تسبب في انتشار الأمراض بين الاسرى.
وتحدث قرم انه كان يتم التحقيق معهم من قبل اشخاص ملثمين وكذا كان يتم ارغامهم على الحديث امام كاميرات التلفاز بحيث يصفون أن المعاملة في سجون المرتزقة تمام ويشكروهم على حسن تعاملهم معهم ومن يرفض يتم تعذيبه أشد التعذيب ويهددوهم بالاغتصاب.
واوضح قرم إن الاسرى كانوا يتعرضون للتعذيب الشديد من قبل سجانيهم ضرب بالعصي وكابلات الكهرباء والغمر في الماء بالإضافة إلى الصعقات الكهربائية وبعض الاسرى الذين اصيبوا في المعارك كان يتم الضرب على مكان الجرح او الكسر ووخزهم بالدساميس على جراحهم حتى يغشى عليهم من شدة الآلام ومن شدة التعذيب استشهد عدة اسرى في سجون المرتزقة ومنهم كما ذكر قرم الشهيد كهلان الرميم والشهيد حميد ابوحلفة والشهيد فضل الحماسي والشهيد قاسم كراده والشهيد عبدالله العماد والشهيد طه الرضي والشهيد ابو ازراء واخرون يذكر منهم واحد من ذمار عبدالله وقال كان هناك أسير يتم تعذيبه أمام الأسرى واسمه ابوبكر.
واضاف الاسير المحرر ناجي قرم أن الاسرى كانوا يحرمون من العلاج واذا تم اسعاف احدهم وهو على وشك الموت يتم إعطاؤه مهدئات قوتها ٥٠٠ بحيث تؤثر على مناعة الجسم.
وتحدث قرم عن الشهيد الاسير حميد ابوحلفة أنه من شدة التعذيب والمرض الذي اصابه بسبب الجلد والصعقات الكهربائية قد كانت عنده حالة نفسية وأنه في الفترة الأخيرة كانت صحته قد تدهورت بشكل كبير جدا ًحيث تورمت قدماه ويداه ضعفت كثيرا حتى اصبحت مثل القلم.
واكد قرم أن من يشرف على سجون الاسرى لا يمت للإسلام ولا للدين ولا للعروبة بصله فهؤلاء ليست فيهم ذرة من ادمية.
اما الاسير المحرر إلياس عبدالوهاب الرميم وهو أحد الأسرى المحررين ضمن صفقات التبادل الأخيرة قبل عيد الفطر فقد تحدث عما عاناه في سجون مأرب والتي بقي فيها سنتان وأربعة أشهر- يقول الأسير إلياس عندما اسر في جبهة نهم في تاريخ 14/12/2018م- بقي في سجن فرضة نهم التي تعرض فيها للتعذيب الجسدي الوحشي ضرب بالعصي واسلاك الكهرباء والغمر بين الماء وكان يتم التحقيق معه من قبل اشخاص ملثمين لا يعرفهم كما كان يمارس معهم الحرب النفسية بعد ذلك تم نقله إلى سجن في معسكر ماس كان يتم تعذيبه هو وزملاؤه أسرى الجيش واللجان الشعبية في معسكر ماس اشد انواع التعذيب من صعقات كهربائية وتعليق في الجو واضاف الاسير المحرر إلياس إن ابن عمة الاسير كهلان الرميم وهو في سجن معسكر ماس كان يتعرض للتعذيب وهو جريح ومن شدة التعذيب تغير لون ثوبة من أبيض إلى اللون الأحمر من كثرة الدم الذي كان ينزف من جراحه.
واوضح الأسير إلياس أنه كان يمنع عليهم دخول الحمام إلا مرة أو مرتين في اليوم ولمده ثوانٍ معدودة فقط.
وذكر الرميم أنه بعد أن ساءت صحة الاسير كهلان الرميم تم نقله إلى سجن فرضة نهم مرة أخرى وعندما اعادوه الى معسكر ماس قبل أن يحرره الجيش واللجان الشعبية جاء وتم تعذيبه بشكل فظيع تم قلع أظافره وتعذيبه بشدة لدرجة أنه لم يعد قادرا ًعلى المشي والوقوف على قدميه وتورمت قدماه من التعذيب ومن شدة الآلام كان يقوم الاسير كهلان بالعض على أسنانه حتى كدن أن يتكسرن.
ووصف إلياس الرميم الزنزانة التي كانوا فيها في معسكر ماس والتي كانت عبارة عن زنزانة 4*4متر بداخلها أكثر من خمسين أسيرا وهي مقفلة لا تهوية فيها ولا ضوء لا يستطيع المرء أن يرى يده وكان الآكل عبارة عن كدمتين الصباح وقليل من الأرز لا يسمن ولا يغني من جوع.
وأشار إلياس أن الأسير حميد ابوحلفة والأسير كهلان الرميم والاسير محمد الحاشدي والاسير فضل الحماسي تعرضوا للتعذيب الجسدي في معسكر ماس من قبل ضباط وعساكر سعوديين، وكان العسكر اليمنيون هم من يمسك اسرى الجيش اليمني للضباط السعوديين ليعذبوهم ويهينوهم.
واردف الأسير الرميم أنه تم نقلهم بعد ذلك إلى معتقل معسكر سبأ في مأرب لمدة شهرين وهم معتقلون داخل الحمامات والتي لا يتجاوز مساحتها متر في متر ونصف بحيث تأكل وتصلي داخل الحمام لا تستطيع النوم ولا حتى ان تمد قدميك بسبب ضيق المكان الذي هم فيه..
وذكر الرميم أن الاسير البطل حميد ابوحلفة الذي تم اسره في جبهة نهم في شهر سبتمبر 2019م- بعد أن نفدت عليه الذخيرة أسره العدو وكان الأسير ابوحلفة يتعرض للتعذيب الجسدي في فرضة نهم من قبل المدعو (براق) الذي كان يقوم بتعذيب الأسرى بشكل وحشي وبأشكال متعددة منها الضرب بالعصي والجلد باسلاك الكهرباء الملتوية وغطس الرأس بين الماء حتى يكاد النفس أن ينقطع والركل بالأقدام وغيرها من انواع التعذيب.
وقال الاسير إلياس الرميم أن صحة الاسرى تدهورت ونحلت اجسامهم ومنهم الاسير ابوحلفة والاسير كهلان الرميم وغيرهم الكثير.
واكد الرميم أن عدد الاسرى الذين استشهدوا في معتقلات مرتزقة مأرب قرابة العشرة ومنهم من استشهد داخل السجون وبعضهم في المستشفيات والتي كان لا يصل اليها الاسير الا وهو على وشك الموت.
وذكر الاسير المحرر إلياس الرميم إن احد الاسرى تم اسعافه إلى مستشفى مأرب وعندما وصل إلى المستشفى وعرف البدو إنه أسير حوثي قاموا بطعنه بجنابيهم عدة طعنات حتى فارق الحياة بدعوى اخذ الثأر لقتلاهم...
هذه بعض شهادات الاسرى المحررين من سجون مرتزقة العدوان في مأرب وما خفي كان أعظم، وأفظع وهي كذلك بقية سجون ومعتقلات العدو ومرتزقته في بقية المحافظات والمدن المحتلة.
وتبقى معاناة الأسرى وقتلهم وصمة عار في جبين الانسانية ومنظمات الامم المتحدة التي تتشدق بحماية الحقوق والحريات، ومنها حماية الأسرى كما أن الاعمال التي يرتكبها تحالف العدوان ومرتزقته بحق الأسرى تعتبر عيباً اسوداً ومنافية للتعاليم الدينية ولكل المواثيق والمعاهدات الدولية ومنها المادة رقم 13من اتفاقية جنيف الموقعة في العام1948م- والتي تنص على حماية اسرى الحرب.