التحركات الأمريكية الإسرائيلية.. مناورات ومؤامرات هادفة لاحتلال المنطقة
امبراطوريات الهيمنة والاستكبار العالمي تُسخّر كافة إمكاناتها العسكرية والاقتصادية لدعم نظامي العدوان السعودي الإماراتي
أكثر من أي وقت مضى باتت الكثير من تطورات الأحداث والوقائع التي تشهدها المنطقة العربية
تكشف حقيقة توجه الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية لإعلان وقوفهما إلى جانب حليفيهما الرئيسيين في المنطقة والمتمثلين بالنظامين السعودي والإماراتي والدخول في حرب عسكرية مباشرة ضد محور المقاومة ، وفي هذا السياق تأتي التحركات "الأمريكية الإسرائيلية السعودية الإماراتية" السياسية العسكرية السرية منها والمعلن عنها خلال الآونة الأخيرة .. المزيد من التفاصيل المتعلقة بتطورات الأحداث والوقائع التي شهدتها وتشهدها المنطقة وطبيعة وأسباب وأهداف التحركات الأمريكية الإسرائيلية الأخيرة في سياق التقرير التالي :
رغم تسخير امبراطوريات السلاح النوعي الحديث والمتطور وفي مقدمتها امبراطوريات واشنطن ولندن وتل أبيب كافة إمكاناتها السياسية والعسكرية والاقتصادية لدعم نظامي العدوان السعودي والإماراتي في معركة تصعيدهما العسكري ضد وطننا اليمني ومحاولة إرعاب شعبه وإخضاعه وإجباره على الاستسلام من خلال تحريك فصائل مرتزقتهما في الداخل اليمني لا سيما في محافظة شبوة وتشديد إجراءات حصارهما الاقتصادي الجائر إضافة إلى تكثيف غارات القتل والقصف والتدمير والاستهداف لعدد من المحافظات اليمنية وفي مقدمتها العاصمة صنعاء ومحافظات صعدة ومارب والجوف والمحويت والحديدة والتي ارتكب خلالها تحالف العدوان الإجرامي أبشع جرائم القتل للأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء والتدمير للمؤسسات والأعيان المدنية المُّحرم والمُجَّرم استهدافها وفقا للقانون الدولي الإنساني.
التحدي بالتحدي
بالمقابل ظلت إرادة شعب اليمن العظيم المقاوم والرافض لمشاريع الطغيان والهيمنة العالمية عصية على الانكسار واستمر صمود وثبات قيادته الثورية والسياسية وقواته المسلحة بكافة تشكيلاتها البرية والبحرية والجوية راسخاً رسوخ جبال نقم وعيبان في كافة جبهات وميادين المعركة السياسية والاقتصادية والعسكرية ومواجهة التحدي بالتحدي ومقابلة التصعيد بالتصعيد .
وفي هذا السياق وفي مشهد يعكس حجم الثبات والصمود اليمني الأسطوري وما وصلت إليه الصناعات العسكرية اليمنية والقدرات الهجومية الجوية الصاروخية من تطور نوعي وتقدم كبير.. تكررت عمليات "إعصار الرد اليماني الصاروخي المسير" وبنسخها الثلاث تمكنت صواريخ وطائرات عمليات الإعصار اليمني من الوصول إلى أهدافها المحددة وإصابتها بدقة عالية وتوجيه ضرباتها العسكرية الأشد وجعاً وإيلاماً للعمق الإماراتي.. وعلى معلاق توليفة تحالف العدوان والمصالح والأطماع الأمريكية البريطانية الصهيونية فشلت المؤامرات والمخططات المتعددة مفاعيلها ومصادر إنتاجها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي وتأرجحت ناطحات سحاب ومؤشرات بورصة إمارات الزجاج والبروج العاجية وتجرع حكام نظامها وأمراء إماراتها مرارة الهزائم اليمانية المتتابعة.
أعاصير يمانية
إلى ذلك كانت عمليات إعصار الرد اليماني كفيلة بحمل رسائل الردع الاستراتيجي العسكري التي للعدو الأساسي لشعبنا اليمني ولشعوب المنطقة العربية المتمثل بنظام الإدارة الأمريكية الذي كانت قواته المتمركزة في قاعدة الظفرة الإماراتية هدفا لعملية إعصار اليمن الثانية .. إضافة إلى عدو الإسلام والأمتين العربية والإسلامية المتمثل بكيان الاحتلال الصهيوني الذي جاءت عملية "إعصار اليمن الثالثة" خلال زيارة رئيس وزرائه لعاصمة نظام الخيانة والعمالة والتطبيع الإماراتي وفوق هذا وذاك تزلزلت عروش أبو ظبي والرياض وتل أبيب وواشنطن ولندن واستطاع شعب الصمود اليمني العظيم صنع التحولات الدراماتيكية المتسارعة وفرض المتغيرات الاستثنائية المفاجئة في قواعد وقوانين معادلة الحرب الصليبية الأمريكية الصهيونية على الإسلام والشعوب العربية، تلك القواعد والقوانين التي ظلت لزمن طويل قواعد ثابتة ومحكومة وموجهة ومسخرة لتنفيذ مشاريع ومخططات ومؤامرات وسياسات وأهداف ومطامع منظومة الاستعمار والهيمنة والطغيان والاستكبار بشكله الجديد في احتلال الأوطان العربية ونهب ثرواتها وخيراتها أو فرض الوصاية عليها وهزيمة وإخضاع وإذلال شعوبها .
صمود وثبات
وإزاء استمرار ثبات وصمود شعبنا اليمني العظيم ونيل حرية اتخاذه لقراراته المستقلة ووضع قوانين إدارته الخاصة لمعركة تصديه ورفضه لمشاريع العدوان والطغيان الأمريكي الصهيوني البريطاني السعودي الإماراتي .
وكذا امتلاكه حرية اختيار إجراءات التنفيذ المناسبة لتلك القرارات والقوانين بصورة عملية على أرض الواقع دون الوقوع في خطأ الحسابات أو سوء تقدير الموقف وإنما اختيار التوقيت المناسب للتنفيذ والاستهداف الناجح لعمق العدو بكل ما ينطوي على ذلك من أبعاد استراتيجية أهمّها تَحوّل شعبنا اليمني العظيم إلى المركز الإقليمي الأقوى في محور المقاومة للطغيان الأمريكي الصهيوني .
استراتيجية المراوغة
نتيجة كل ذلك غرق نظام العدوان الإماراتي إلى أخمص قدميه في مستنقع الهزيمة وهشاشة وضعف ومحدودية قدرته على الصمود الذاتي وللخروج من ذلك المستنقع لجأ إلى تفعيل استراتيجية المراوغة التي اعتاد عليها وفي هذا السياق جاء إعلان انسحاب فصيل مرتزقته المسمى با "العمالقة" من بعض جبهات المواجهة في مارب وشبوة.
وسرعان ما ظهر وتجلى للجميع أن تلك الخطوة التي أقدم عليها نظام العدوان الإماراتي لم تكن سوى واحدة من مراوغاته المكشوفة الكاذبة والمتكررة التي لجأ إليها استجابة لحاجته الماسة إلى فترة من الزمن لإنضاج الخطة الجديدة وانتظار الفرصة المناسبة لمعاودة عدوانه وتكشف حقيقة ذلك في خيار استنجاده بمظلة الحماية الأمريكية الصهيونية التي أعلنت وقوفها الصريح والمباشر إلى جانبه .
مواقف سافرة
وفي رسالة واضحة أسقطت القناع المزيف عن وجه الإدارة الأمريكية وأكدت حقيقة الموقف الأمريكي السافر إلى جانب نظام العدوان الأمريكي كشريك استراتيجي طويل الأمد.
أبلغ وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان في اتصال هاتفي، بأن واشنطن سترسل المدمرة (يو.إس.إس كول) المسلحة بصواريخ موجهة، لمساعدة البحرية الإماراتية .
"البنتاغون" وفي بيان له قال إن الوزير أوستن "أبلغ ولي العهد أيضاً بقراره نشر طائرات مقاتلة من الجيل الخامس، لمساعدة الإمارات في مواجهة التهديدات الحالية، كذلك أبلغ أوستن محمد بن زايد بأن الولايات المتحدة ستواصل تقديم معلومات للإنذار المبكر والتعاون مع الإمارات بشأن الدفاع الجوي.
الإعلان الأمريكي جاء بعيد زيارة قام بها رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى الإمارات وهي زيارة لم تكن أهدافها الحقيقية تعكس تطبيعاً اقتصادياً أو تجارياً أو دبلوماسياً وإنما جاءت في إطار التهيئة والتحضير للإعلان عن حلف التآمر الأمريكي الصهيوني الإماراتي السعودي للدخول في مواجهة مباشرة مع محور المقاومة وتضييع الحقوق الفلسطينية المغتصبة والاعتراف الكامل بشرعية الكيان الصهيوني المحتل للأراضي العربية والمقدسات الإسلامية.
مناورات الاجتياح
وفي خطوة استفزازية أخرى تجلت حقيقة التآمر الأمريكي الإسرائيلي الإماراتي السعودي المستهدف لمحور المقاومة من خلال التحرك العسكري الأمريكي الأقرب إلى الاجتياح الكامل للمنطقة العربية تحت غطاء إجراء المناورات العسكرية المزمع إجراؤها في البحر الأحمر والتي أعلنت أمريكا عن قيادتها لها وحشدت للمشاركة فيها أكثر من 60 دولة.
وتجدر الإشارة هنا إلى استغلال الكيان الصهيوني الغاصب للإعلان عن هذه المناورات ومشاركته فيها؛ فقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي في بيان له إن "التمرين الدولي IMC/ce22 بقيادة الأسطول الأمريكي، ستشارك فيه حوالي 60 دولة، ولأول مرة بمشاركة البحرية الإسرائيلية".
وأضاف أدرعي أن "أسطول سفن الصواريخ الإسرائيلي بمرافقة وحدة المهام تحت المائية، سيتدرب مع الأسطول الأمريكي الخامس في منطقة البحر الأحمر، لتعزيز ما أسماه الأمن في المنطقة والشراكة الإقليمية".
ووفق لبيان نشرته القيادة المركزية للقوات البحرية لقرن الشيطان الأمريكي على حسابها بموقع "تويتر"، فإن "المناورات ستتم بمشاركة أكثر من 60 دولة ومنظمة، بينها الولايات المتحدة، والبحرين، والإمارات، وسلطنة عمان، والسعودية ومصر، بحيث تتواصل فعاليات النسخة السابعة من أضخم مناورات بحرية عسكرية بالشرق الأوسط (IMX/ce22)، باستخدام التكنولوجيا الحديثة لأكثر من 80 نظاماً مسيراً وتستمر حتى الـ 17 من فبراير شباط الجاري.
رؤية تحليلية
وبالنظر إلى طبيعة الإعلانين العسكريين الأمريكيين برؤية تحليلية وهما إعلان وزارة الدفاع الأمريكية عن "إرسال المدمرة وحاملة الصواريخ الموجهة للبحرية الأمريكية "يو أس أس كول" للتعاون مع البحرية الإماراتية ، وكذا إعلان الإدارة الأمريكية عن قيادتها لمناورات البحر الأحمر التي تشارك فيها 60 دولة تشمل السعودية وباكستان ومصر والإمارات والبحرين والعدو الصهيوني ..
تتجلى لنا حقيقة أن تزامن الحدثان ليس صدفة وإنما مؤامرة أمريكية بريطانية صهيونية إماراتية سعودية مدبرة تأتي في إطار العمل على تنفيذ المشاريع والمخططات الهادفة إلى احتلال الأوطان العربية ونهب ثرواتها وخيراتها وإذلال وتركيع شعوبها والقضاء على حركات محور المقاومة العربية والإسلامية لهذه المشاريع وفي مقدمتها حزب الله اللبناني وحركة أنصار الله في اليمن لا سيما بعد أن أثبتت للعالم أجمع أنها أصبحت قوة صمود وتصدٍ وردع إقليمية قوية ومؤثرة قادرة على الاستمرار في تنفيذ عمليات الأعاصير اليمنية العاصفة بالأهداف الإستراتيجية في عواصم دول العدوان والقواعد الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.
مرحلة حساسة
المرحلة القادمة هامة وحساسة هكذا وصفها قائد الثورة والمسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله خلال خطابه الأخير وكأنه يخبرنا أن هناك متغيراتٍ وأحداثاً عظيمةً وكبيرةً لاسيما بعد دخول محور المقاومة خط المشاركة في المعركة وكذلك دخول أمريكا وإسرائيل في المواجهة المباشرة
رسائل القائد - حفظه الله - لشعبنا اليمني ولأحرار المقاومة كانت واضحة وعلى كل المستويات .
المرحلة حساسة وتحتاج للمزيد من الصبر والصمود والتوحد ويجب أن يكون الجميع عند مستوى التحديات فقد جاء الكيان الصهيوني بكل جيوشه وعملائه وأساطيله إلى الوطن العربي ليقود المعركة بنفسه ووفر على الأحرار مسافة الذهاب إليه للمواجهة ولذلك فإن توحيد الجبهة الداخلية لكافة حركات المقاومة والسعي الحثيث لحل الإشكاليات وكل ما يتسبب في الفرقة والاختلاف ثم الاعتماد والتوكل على الله هو الطريق الأسرع والأقصر لتحقيق النصر المبين على أعداء الأمة العربية والإسلامية في أقدس معركة سيسطرها محور المقاومة وبمشاركة جميع حركاته.