جرائم استهداف العدوان للاتصالات والمؤسسات المدنية «الذرائع والأبعاد»
الطائرات المسيرة التي تعددت من حيث النوع وطبيعة المهام التي تنفذها كالتصوير وحمل القذائف وأغراض المراقبة والهجوم , جعلتها تمثل ثورة ثالثة في حروب القرن الحالي ,
وبعد التفوق القتالي الذي حققته الطائرات المسيرة من طراز قاصف K2 وصماد 3 وغيرها من الطائرات الاستطلاعية والهجومية التي تمكنت من رصد وإصابة دقيقة لأهدافها في العمقين السعودي والإماراتي بناء على معلومات استخبارية دقيقة استندت إليها , عمد العدوان إلى شن غاراته الجوية على كثير من الأعيان المدنية .. في سياق التقرير التالي نستعرض في قراءة تحليلية إضافة إلى أراء عدد من الخبراء العسكريين أبعاد وأهداف العدوان من استهدافه لأبراج الاتصالات ومقر شركة الاتصالات الدولية تليمن الذي زعم تحالف العدوان أنها تستخدم للتحكم بإطلاق الطائرات المسيرة .. إلى التفاصيل :
رعب الطيران المسير ظل كابوسا يطارد العدوان في جبهات الداخل وفي اقصى مدنه وقواعده العسكرية ومراكزه الحساسة التي اصحبت جميعها اهدافا سهلة امام الطائرات المسيرة مما جعل بعض الخبراء العسكريين يطلقون عليها القناصة الجوية نظرا لدقة اصابتها لأهدافها المرسومة .
هذه التقنية والقدرات العالية التي تستخدمها القوات الجوية اليمنية في استهداف الكثير من الاهداف المعادية ذات الأهمية الكبرى في العمقين السعودي والاماراتي, اربكت تحالف العدوان وغيرت موازين القوى لصالح القوات المسلحة اليمنية , هذا التحول النوعي في مسار المعركة اضاف الكثير الى قاموس العسكرية العالمية بما اعتمدت عليه القوات الجوية اليمنية من تقنيات وخبرات وكوادر يمنية خالصة في تطوير وصناعة انواع مختلفة من الطائرات المسيرة كل هذه التطورات جعلت الكثير من الباحثين العسكريين والمتابعين من دول مختلفة على مستوى العالم لمجريات المعارك التي تخوضها القوات الجوية و القوة الصاروخية يقفون في ذهول حيال هذه المعادلات التي قلبت الأوضاع رأسا على عقب بعد أن اصبحت هذه الطائرات الصغيرة من حيث الحجم والفائقة من حيث التقنية العالية والدقة الاصابة والقدرة التدميرية الكبيرة الى جانب طائرات الرصد والاستطلاع التي لا تقل اهمية عن الطائرات المقاتلة .
امام سلاح العصر الجديد ( الطائرات المسيرة ) التي غيرت قواعد الاشتباك وفرضت معادلات جديدة بعد أن الحقت بتحالف العدوان خسائر كبيرة على المستوين الداخلي في اوساط مرتزقتهما في جبهات الداخل او في عمق اراضيهما وقواعدهما الجوية العسكرية المختلفة ,عمد العدوان الى اختلاق ذرائع واهية بأن الطائرات المسيرة تنطلق من الوزارات والمؤسسات المدنية ومنها على سبيل المثال شركة الاتصالات الدولية تليمن وقد سبق ان اشار العدوان في تصريحات سابقة على لسان ناطقه المالكي ان مطار صنعاء يستخدم لإطلاق الطائرات المسيرة .
هذا الادعاء انما يهدف الى عرقلة الجهود الدولية لفتح مطار صنعاء ليظل مغلقا امام الحالات الانسانية هذا جانب والجانب الآخر يبرر العدوان السعودي والاماراتي لضرب المطار بعشرات الغارات الجوية التي دمرت كل محتوياته من البنية التحتية والجوانب الفنية غير مبالين بالقانون الدولي الانساني الذي يتبجح ناطق تحالف العدوان به عقب كل غارة جوية سواء في مطار صنعاء او في اوساط الاحياء السكنية التي لم تسلم هي الأخرى من عربدة طائرات العدوان تحت مبررات واهية .
استهداف الأعيان المدنية
يرى العدوان ان تركيع اليمنين سيكون عن طريق مفاقمة الوضع الانساني ومضاعفة الحصار الاقتصادي وتجفيف منابع الدخل والايرادات بهدف اثقال كاهل الحكومة تجاه استمرار جبهات التصدي والمواجهة وتسيير العمل في مختلف مؤسسات الدولة, مما جعله يعمد الى خنق الشعب اليمني من خلال الاستهداف المتكرر لمطار صنعاء الدولي ومحاولة استهداف ميناء الحديدة الى جانب استهداف جمرك عفار في البيضاء بمبرر وجود اسلحة في اطار خطته لتضييق الخناق الاقتصادي على اليمنيين في كافة المؤسسات والمنافذ البرية والبحرية حتى يحقق مخططاته التي تهدف الى شل وتعطيل مؤسسات الدولة بشكل عام وعلى وجه الخصوص المؤسسات الايرادية كالجمارك والمطارات والموانئ والاتصالات .
وعقب العمليات النوعية الاخيرة التي طالت العمق الاماراتي صرح الاعلام الرسمي لأبو ظبي ان الطائرات المسيرة والصواريخ انطلقت من مطار صنعاء الدولي في خطة مكشوفة تهدف الى ضرب المطار وتدمير ما تبقى فيه من البنى التحتية , وفي اليوم التالي صرح اعلام ابوظبي بأن قواته الجوية تمكن من رصد واستهداف منصة لإطلاق الصواريخ في منطقة الجوف ليتضح لاحقا بأنه حفار آباره للمياه الجوفية لاحد المقاولين في تلك المنطقة .
مشاهد تفند ادعاءات العدوان
لدحض مزاعم العدوان في ان الاعيان المدنية من الوزارات والمؤسسات الخدمية المختلفة ومنها وزارة الاتصالات تحديدا تستخدم لإطلاق الطائرات المسيرة , قام الإعلام الحربي بعرض مشاهد مختلفة لعمليات اطلاق الطائرات المسيرة والتي اظهرت المشاهد انها تنطلق من اماكن خالية من السكان والبناء ايضا وفق خطط عملياتية تقتضيها طبيعة ادارة المعارك الدفاعية التي ينفذها سلاح الجو المسير .
وكان المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع قد نفى ادعاءات تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي حول استخدام القوات المسلحة للاماكن المدنية لأغراض عسكرية . واوضح العميد سريع بأن تلك الادعاءات مجرد تبرير مفضوح لاستهداف المنشآت المدنية والمدنيين .
مؤكدا ان استهداف العدوان للمنشآت المدنية والوزارات لن يحقق أهداف العدو في كسر ارادة الشعب ولن يمر استهداف العدوان للاعيان المدنية والمدنيين دون رد وعقاب.
تقنية الطائرات المسيرة
ظلت تقنية امتلاك الطائرات المسيرة حكرا على القوى العسكرية العظمى التي تستخدمها في مختلف الأغراض المدنية والعسكرية ولكن بعد ان اصبحت هذه الطائرات في متناول كثير من البلدان النامية ولسهولة الحصول عليها وكلفتها المتواضعة استطاعت القوات الجوية اليمينة من امتلاك انواع من هذه الطائرات التي تم صناعة انواعا عدة منها وتطوير العديد منها لاستخدامها في معركة الدفاع الوطني ضد تحالف العدوان السعودي والإماراتي .
رأي الخبراء
يرى العديد من الخبراء العسكريين أن الطائرات المسيرة ذات الاحجام المختلفة والمهام المتعددة تختلف من حيث التحكم بها فمنها ما يتم اطلاقها وفق البرمجة الذاتية مسبقا لتنطلق للهدف المرسوم لها بدقة عالية .
وجاء في تقرير "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" في 2020، والذي نشرته فرانس برس، أن الطائرات بدون طيار هذه "تستخدم إرشادات نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي أس) وتطير بشكل مستقل على طول نقاط الطريق المبرمجة مسبقا" نحو أهدافها.
الى ذلك يؤكد خبراء عسكريون ان استهداف العدوان للاتصالات غير مجد لأن كل نوع من الطائرات المسيرة لها منظومة خاصة بها .
تكتيك السرب
نقل موقع فرانس برس عن الأستاذ المساعد في كلية لندن للاقتصاد، جيمس روجرز، قوله "من المعروف أنه من الصعب التصدي لهجمات طائرات دون طيار وصواريخ، خصوصا عندما يتم استخدامها في إطار تكتيك السرب، إذ يتم إطلاق العديد منها في الوقت ذاته لمحاولة الإفلات من الدفاعات الموجودة".
مشيرا بأن الطائرات المسيرة والصواريخ متوسطة المدى تطير "على ارتفاع منخفض وسرعة منخفضة، ولهذا من الصعب على الرادار التقليدي اكتشافها".
صعوبة اكتشافها
الى ذلك يؤكد خبراء عسكريون بأن الأسلحة المضادة للطائرات المسيرة تشمل منظومة دفاع مثل الباتريوت أو الثاد، ويوجد لدى العدو الإسرائيلي منظومة القبة الحديدية المتطورة، ولكن هناك طائرات مسيرة متعددة الأحجام والأشكال" من الصعب كشفها.
فشل انظمة الدفاع الجوي
وازاء الضربات النوعية التي وجهها سلاح الجو المسير اليمني الى العمق السعودي فشلت الرياض التي تعتمد على بطاريات صواريخ باتريوت الأميركية من التصدي للطائرات المسيرة والصواريخ اليمنية
ويرجع خبراء عسكريون فشل الدفاع الجوي السعودي لان تلك الانظمة ليست مصممة للتصدي لطائرات مسيرة تطير على ارتفاع منخفض
فشل القبة الحديدية
ومن ناحية اخرى اعترف جيش العدو الإسرائيلي، مؤخرا بأن قواته فشلت في اعتراض الطائرة المسيّرة التي انطلقت من لبنان، مؤكدًا أنها عادت بسلام إلى الأراضي اللبنانية.
وقال جيش العدو "أخفقنا في التصدي للطائرة المسيّرة القادمة من لبنان رغم استخدام القبة الحديدية والطائرات الحربية والمروحية".
ويأتي ذلك بعد تفعيل صافرات الإنذار في منطقة الجليل بسبب تسلل الطائرة، بالإضافة إلى تفعيل جيش العدو نظام القبة الحديدية وإطلاقه للصواريخ بهدف اعتراضها وتم استدعاء طائرات حربية ومروحيات عسكرية لإسقاط المسيّرة لكنه فشل في ذلك .
لماذا يستهدف العدوان الاتصالات ؟
قيام طيران العدوان باستهداف ابراج الاتصالات ومقر شركة الاتصالات الدولية بصنعاء انما يأتي في اطار الفشل الذريع والهزيمة التي لحقت بكل من نظامي ابو ظبي والرياض وعدم قدرتهما في الحد من استهداف الطائرات المسيرة والصواريخ التي طالت اهدافا عسكرية هامة في عمق اراضيهما وسط فشل منظومة الرادارات والدفاع الجوي من اكتشاف وصد تلك الهجمات للطائرات المسيرة والصواريخ التي يؤكد الخبراء العسكريون بأنها تطير على مستويات منخفضة ويصعب اكتشافها او صدها .