تغذيه الرياض وابوظبي:صراع متصاعد وانفجار عسكري وشيك في تعز
مناطق جنوب وغرب تعز على فوهة بركان ملتهب
تقرير خاص "26سبتمبر":
أكد شهود عيان في جنوب وغرب محافظة تعز عن تحركات عسكرية واستخباراتية مكثفة وغير مسبوقة ينفذها ضباط إماراتيون وقيادات استرزاقية في عدد من المديريات بدءاً من مديرية الوازعية وذباب في مضيق باب المندب وصولاً الى مدينة التربة..
وقالت مصادر خاصة لـ"26سبتمبر" بأن هذه التحركات الإماراتية تشمل تجنيد وحشد أعداد كبيرة من الشباب العاطلين عن العمل وتدريبهم في معسكرات ما يسمى بحراس الجمهورية التي يقودها المرتزق طارق صالح في الساحل الغربي بهدف ضم مديريات الحجرية ومناطق غرب تعز المطلة على الممر البحري الهام "باب المندب" الى ما يسمى بإقليم المخا الذي تعمل قوى الغزو والاحتلال الإماراتي على قيامه بعد فصل المناطق الحيوية الإستراتيجية عن محافظة تعز وذلك في إطار سيناريو أمريكي سعودي صهيوإمارتي عدواني تمزيقي للجغرافيا والمجتمع اليمني..
الى ذلك اشارت مصادر إعلامية بأن أدوات الإمارات تقوم هذه الأيام بعملية استقطابات واسعة للشخصيات الاجتماعية والمشايخ وأبناء القبائل في مناطق الحجرية ذات الكثافة السكانية، وتوزيع الأموال والأسلحة والسيارات عليهم بغية انتزاع هذه المناطق من أيدي ما يسمونه "بالإخوان" الذين تمكنوا في الآونة الأخيرة من السيطرة على جنوب تعز عسكرياً وبدعم مباشر وغير مباشر من قبل قوى إقليمية على حد وصف وسائل إعلام تابعة للغزاة الإماراتيين..
وفي هذا السياق حذرت قيادات استرزاقية اخوانية في قيادة ما يسمى بمحور تعز التابع لقوى العدوان من مخاطر التصعيد في هذه المناطق الذي قد يؤدي الى نشوب صراع مسلح طويل الأمد يزيد من معاناة المواطنين ويهدد أمن وسلامة الملاحة الدولية جنوب البحر الأحمر..
من جانب آخر أشارت مصادر متطابقة بأن مناطق الحجرية شهدت خلال الأيام القليلة الماضية زيارات ميدانية لقيادات تابعة لما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي وتحديداً في منطقة "العلقمة" الواقعة بين مديريتي الشمايتين والوازعية القريبة من مديرية "ذباب" التي يفصلها عن الممر الملاحي الدولي "باب المندب" وجزيرة "ميون" الإستراتيجية "30" ميلاً بحرياً فقط..
وأكدت بأن تركيز قوى الغزو والاحتلال وأدواتها في الساحل الغربي على مديرية الوازعية يعود الى موقعها الجغرافي المانع لتقسيم محافظة تعز، وبالتالي تعتبر البوابة الرئيسية لمدخل مديرية "ذباب" ذات الأهمية الحيوية لحماية باب المندب الذي يشكل أهمية كبرى لصادرات النفط الخليجي وأمن واستقرار الملاحة الدولية وحماية مصالح العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر..
وتأتي هذه التحركات التصعيدية في جنوب وغرب تعز متزامنة مع ما يسمى بتنفيذ اتفاق الرياض التآمري التمزيقي ووقف الصراع المسلح بين طرفي الارتزاق في محافظة أبين، وفي وقت تجري فيه مقاربة بين قطر والنظام السعودي تحت إشراف أمريكي مباشر..
وفي هذا المنحى اتهمت قيادات في فرع تنظيم الإخوان بتعز طارق صالح بأنه يخطط لأشغال الفوضى في مدينة التربة، والذي قد قام أواخر الأسبوع المنصرم بزيارة الى معسكر "عنبره" الواقع على مدخل مدينة الخوخة المحتلة، وأشرف على تشكيل لواء عسكري جديد تحت مسمى "الأمن الخاص" وجميع منتسبيه من مناطق الحجرية، ويعد اللواء الرابع من أبناء هذه المناطق المستهدفة، فيما لا زالت حتى الآن تتقاسم مديرية الوازعية قوات اللواء 21 مشاه بقيادة المرتزق هيثم قاسم طاهر، واللواء الثالث دعم وإسناد بقيادة المرتزق أبو ذياب العلقمي..
وفند مراقبون سياسيون وعسكريون بأن ما يجري جنوب وغرب تعز من تصعيد يأتي في سياق صراع إقليمي طرفه الأول الإمارات والسعودية، فيما الطرف الثاني تمثله القوى المدعومة من الدوحة وأنقرة.. ففي حين تعمل الإمارات وأذنابها على وضع المناطق الواقعة على امتداد الساحل الغربي وصولاً الى مديريات ذباب وباب المندب والحجرية في المحور الجنوبي الغربي لتعز في نطاق مدينة المخا إدارياً وعسكرياً تمهيداً لإعلان إقليم "المخا"، ويعمل الطرف الآخر على تحقيق هدف إستراتيجي مغاير يتمثل بالتمركز في جبال الحجرية المطلة على مدينة عدن جنوباً ومحافظة لحج، وغرباً على الساحل ومضيق باب المندب، وشرقاً وشمالاً لتأمين الجزء المحتل من مدينة تعز..
وفي خطوة تعكس مدى تصاعد الصراع خاصة بين قطر والإمارات على هذه المناطق الحيوية عمدت قناة "الجزيرة" يوم أمس في برنامجها "المتحري" الى بث فيلم تحت عنوان "الطريق الى الساحل" يكشف في مضامينه الموثقة عن المخاطر التي تمارسها الإمارات في السواحل اليمنية المحتلة وما يمثله طارق صالح من دور "الطائع والأجير".. فيما ذهبت وسائل الإعلام الإماراتي الى نشر مواد إعلامية تحت عنوان: "بنادق أردوغان المأجورة تطرق أبواب الصومال" في إشارة الى التدخل التركي في القرن الأفريقي وشريك الصومال..
وعلى ذات الصعيد كان قد التقى محافظ تعز المعين من قبل هادي المرتزق نبيل شمسان بالسفير الأمريكي "كريستوفر هنزل" لدى حكومة الفنادق بالعاصمة السعودية الرياض وناقش معه ما يجري جنوب وغرب تعز وسيطرة الإخوان على إدارة المناطق الواقعة تحت الاحتلال، وذلك في إشارة واضحة الى طبيعة الدور الأمريكي الجاري تنفيذه من خلال وكلاء واشنطن وأذنابهم طرفي الارتزاق..
ونخلص الى القول في هذا السياق الى وجود عديد من المؤشرات عن تفاقم الصراع جنوب وغرب تعز، وكل الاحتمالات الواردة تؤكد اشتعال وشيك لحرب طويلة الأمد في هذه المناطق التي يراها الكثير من المحللين العسكريين بأنها مناطق صالحة لحرب العصابات التي قد تستمر أعواماً، وهو الأمر الذي يهدد المصالح الدولية والأمن والاستقرار في المنطقة.