في الذكرى الـ 59 لثورة 14اكتوبر: الجبهة القومية .. من مسيرة الكفاح المسلح إلى التحرر والاستقلال ( الحلقة الأولى )
تعتبر ثورة 14 اكتوبر1963م ثورة وطنية تحررية ديمقراطية موجهة ضد الإمبريالية والرجعية والسلاطين أنها ثورة شعبية هدفها الرئيسي تحرير الشعب من طغيان وجبروت الاستعمار
والاقطاع قواها المحركة الفلاحون والعمال وفئات الكادحين الواسعة .
إن نضال الحركة اليمنية الوطنية عبر مختلف المراحل التاريخية الماضية هو جزء لا يتجزأ من تاريخ ونضال الشعب اليمني عبر التاريخ حيث أن التاريخ الكفاحي البطولي لشعبنا اليمني ضد مختلف الغزاة والمحتلين واخرهم الاحتلال البريطاني الذي جثم على صدر جنوب اليمن 129 عاما.
النضال والمصير الواحد
سيطر المحتل الإنجليزي على جنوب اليمن واستخدم مختلف أساليب القمع والاضطهاد والقتل والإذلال ضد الشعب ونهب الثروة وتقسيم الجنوب إلى أجزاء متناثرة ومارس ما يمارسه كل محتل اجنبي من سياسة تكريس وتعميق العلاقات البالية والدفع بالصراعات والقتال بين القبائل واستخدام كل ما يخدم اهدافه ومصالحه معتمدا على سياسة (فرق تسد).. ولقد ادت ثورة 26سبتمبر1962م في الشمال دورا مهما في تصعيد الاندفاع الوطني لدى ابناء الجنوب في سبيل التخلص من الاستعمار الإنجليزي . فشعر المحتل بأن رياح التغيير الآتية من الشمال أخذت تعرض للخطر مواقعهم ومصالحهم الاستراتيجية فمع بدأ تفجير ثورة 14 اكتوبر 1936م من جبال ردفان بدأت مرحلة الكفاح المسلح ضد الاستعمار . فان ممثلي القوى الوطنية للجنوب اليمني والذين اشتركوا في المعارك في اليمن الشمالي من اجل الحفاظ على النظام الجمهوري وثورة 26سبتمبر تدربوا في أرض القتال على العمليات العسكرية واخذوا الأسلحة الضرورية والمعدات العسكرية الأمر الذي ساعدهم على ان يشكلوا البؤرة التي التفت حولها اوسع الجماهير الكادحة في الجنوب اليمني والتي اعلنت في 14أكتوبر 1963م الثورة المجيدة في الجنوب اليمني وهكذا خلقت ثورة 26سبتمبر 1962م المقدمات للنضال المسلح في جنوب اليمن وبذلك يقول عبدالله باذيب : (ان ما يوحد اليمن ليس فقط وحدة اللغة والأرض والحياة الاقتصادية والتكوين النفسي بل والنضال الواحد والمصير الواحد )
لقد شكلت الاصطدامات المسلحة في ردفان 14 اكتوبر 1963م بين القوات الاستعمارية والقبائل العائدة من الجمهورية اليمنية والتي كانت حاربت الى جانب النظام الجمهوري بداية للنضال المسلح من أجل تحرير الجنوب اليمني من الاستعمار الانجليزي وكان على راس هذه القبائل الشيخ الشهيد غالب راجح لبوزه وأخذت الانتفاضة المسلحة في ردفان أوسع مدى وتطورت إلى ثورة لتنتقل الثورة المسلحة في ردفان وبشكل سريع الى اجزاء اخرى من الجنوب اليمني واستخدم الانجليز في عملياتهم الحربية ضد المنتفضين انواع الاسلحة الثقيلة والمدرعات وآلاف من الجنود وابتداء من ديسمبر 1963م انتقلت شرارة الثورة الى مدينة عدن نفسها ويمكن اعتبار بدايتها بتلك الانفجارات التي حدثت في مطار عدن في 10 ديسمبر 1963م والتي كان من نتيجتها قتل مساعد القائد الأعلى لعدن واصابة القائد الاعلى نفسه كينيدي تريفاسكس و22 جنديا .