
بتواطؤ المرتزقة.. أبوظبي تبسط على الجزيرة.. ميون.. اختطاف الجغرافيا وانتهاك السيادة
بسبب موقعها الجغرافي الاستراتيجي الهام على مدخل مضيق باب المندب، كانت جزيرة ميون عرضة للأطماع الخارجية، وتعرضت للاحتلال عدة مرات على مدى القرون الماضية..
كما كان من ضمن أهم وأبرز دوافع وأهداف العدوان على بلادنا الذي بدأ في 26مارس 2015م والذي ما يزال مستمراً إلى اليوم، هو احتلال هذه الجزيرة والسيطرة عليها وبالتالي التحكم بحركة الملاحة البحرية والتجارة العالمية التي تمر عبر مضيق باب المندب واستغلال هذا المضيق البحري اليمني الهام وهذه الجزيرة اليمنية ذات الموقع الاستراتيجي لخدمة مصالح وأجندات قوى الهيمنة والاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا وكيان العدو الصهيوني والذين هم من ضمن تحالف العدوان على بلادنا بل على رأسه وما مملكة الشر السعودية ودويلة الإمارات إلا أدوات لهما لتنفيذ أجنداتهما الاحتلالية ومخططاتهما في توسعة النفوذ والهيمنة وغيرها من الأهداف الأخرى والعديدة التي تسعى إلى تحقيقها قوى الطغيان والهيمنة والاستكبار العالمي.
تثبيت وجودها الاحتلالي
وفي إطار تنفيذ مخططات قوى الشر والاستكبار العالمي أمريكا والكيان الصهيوني، وأجنداتهما في السيطرة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن وبحر العرب، وتثبيت وجودها الاحتلالي في هذه المناطق الاستراتيجية والهامة، تكرس حالياً دويلة الاحتلال الإماراتي مؤامرتها للسيطرة الكاملة على جزيرة ميون الاستراتيجية.. حيث صعدت هذه الدويلة الاحتلالية من تحركاتها الرامية لتثبيت وجودها وإحكام سيطرتها على جزيرة ميون ومضيق باب المندب الاستراتيجي، وذلك عبر الإعلان عن مشروع إنشاء مدينة سكنية في الجزيرة.
وتسعى دويلة الاحتلال الإماراتي من خلال هذه الخطوة، إلى سلخ جزيرة ميون من محافظة تعز، وإحداث تغيير في ديمغرافية هذه الجزيرة من خلال ضمها إلى محافظة عدن المحتلة، تمهيدا للاستيلاء عليها والتحكم في أهم طرق الملاحة البحرية.. وتصر دويلة الاحتلال الإمارات على الاستحواذ الكامل على جزيرة ميون الاستراتيجية في باب المندب، بعدَ قيامها خلال العام الماضي وبمعية كيان الاحتلال الصهيوني بإنشاء قاعدة جوية واستخباراتية.
تغيير ديمغرافية الجزيرة
وفي مطلع الأسبوع المنصرم، كان المرتزِق حامد لملس -محافظ عدن- المعيَّن من قبل تحالف العدوان والاحتلال، قد أعلن عن توقيع اتفاقية مع دويلة الاحتلال الإمارات لإنشاء مدينة سكنية في جزيرة ميون التابعة إدارياً لمحافظة تعز.
وأوضحت مصادر مطلعة، أن المرتزق المدعو لملس وقع اتفاقية إنشاء المدينة التي تشمل 140 وحدة سكنية، بتمويل من دويلة الاحتلال الإمارات.
وأفادت المصادر أن هدف دويلة الإمارات من بناء المشروع السكني هو إحداث تغيير ديمغرافي في جزيرة ميون، خاصة بعد أن هجرت قواتها الاحتلالية سكان الجزيرة قسرياً، لانشاء قاعدتها العسكرية عليها، حيث يتوقع أن تنقل سكاناً إماراتيين وتوطنهم بالجزيرة في محاولة لادعاء ملكيتها لها لاحقا.
وعلى صعيد متصل، علق قيادي في صنعاء، على محاولات الإمارات طمس هوية الجزر اليمنية وإحداث تغيير في تركيبتها الديمغرافية، وآخرها جزيرة ميون في باب المندب.. مؤكداً رصد قوات الجيش واللجان الشعبية كافة تحركات القوات الأجنبية قبالة السواحل اليمنية.. وقال عضو المكتب السياسي في حركة (أنصار الله)، علي القحوم في تدوينة على (تويتر): "نراقب عن كثب السلوك العدواني الأمريكي الصهيوني البريطاني المستمر قبالة السواحل اليمنية في جزيرة ميون وسقطرى من بناء القواعد العسكرية وتدفق القوات الأجنبية الغازية وتهجير المواطنين وطمس الهوية والتغيير الديمغرافي ونهب الثروات والاستمرار في العدوان والحصار والمؤامرات المهولة على اليمن".
جاء ذلك بعد الإعلان عن توقيع اتفاقية بين المرتزق لملس ودويلة الاحتلال الاماراتي، لبناء مدينة سكنية في جزيرة ميون الهدف منها طمس الهوية اليمنية للجزيرة وإحداث تغيير في ديمغرافيتها من خلال استقدام سكان جدد ويتوقع أن يكونوا اماراتيين، وتوطينهم فيها، خاصة بعد تهجيرها السكان الأصليين للجزيرة.
وتعد ميون “بريم” أهم الجزر اليمنية لإطلالها على مضيق باب المندب وهي الجزيرة الثانية التي تسيطرُ عليها الإمارات عقب إحكام قبضتها على كامل أرخبيل سقطرى.
إلا أن كل القوى الاستعمارية القديمة رحلت عن هذه الجزيرة كما رحلت مطرودة من غيرها من من مناطق اليمن بفعل نضال أبناء اليمن الأحرار ورفضهم ومقارعتهم للمحتلين، وكانت أرض اليمن وما زالت وستظل مقبرة للغزاة الطامعين، وعلى المحتلين الجدد أن يفهموا ذلك جيداً.
انتهاك جسيم
وعلى صعيد متصل أدان مصدر مسؤول في السلطة المحلية بمحافظة تعز ما يقوم به تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في جزيرة ميون اليمنية من استحداثات وأعمال إجرامية.
أوضح المصدر أن تحالف العدوان يقوم بتهجير سكان الجزيرة وإحلال مستوطنين جدد بدلا عنهم وبناء قواعد عسكرية ووحدات سكنية لإحداث تغيير ديموغرافي في الجزيرة ومحاولة سلخها عن الهوية والقيم الثقافية والتاريخية التي تربطها بمحافظة تعز.
وأكد المصدر أن ما يقوم به المحتل يمثل تدخلاً سافراً وانتهاكا جسيماً للسيادة اليمنية وجريمة مشهودة على مرأى ومسمع المجتمع الدولي وانتهاكاً صريحاً لميثاق الأمم المتحدة والجامعة العربية والدستور اليمني.
واستنكر استمرار تحالف العدوان في سياسته العدائية وعدم رغبته في تحقيق السلام وإيقاف العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال وهو ما يكشف عن نواياه الخبيثة وزيف ما يدعيه في بياناته وتصريحاته برغبته في تمديد الهدنة.
وحذر المصدر تحالف العدوان من عواقب الاستمرار في تصرفاته العدوانية وممارسة حماقاته التي سيدفع ثمنها عاجلاً كون الشعب اليمني وقيادته لن تتهاون مع مثل هكذا تصرف وستحرر كل شبر من أرض الوطن.
وطالب الأمم المتحدة وهيئاتها بإدانة واضحة لتلك الأعمال العدائية والعمل الجاد على إيقاف العدوان ورفع الحصار وانهاء الاحتلال كونه عدواناً على دولة حرة مستقلة ذات سيادة.