أخبار وتقارير

بيان السقوط الأخلاقي "الأمريكي الفرنسي البريطاني" يكشف :خفايا وتفاصيل مشروع الموت والإرهاب الأمريكي

بيان السقوط الأخلاقي "الأمريكي الفرنسي البريطاني" يكشف :خفايا وتفاصيل مشروع الموت والإرهاب الأمريكي

   رغم ما يتحتم على الأسرة الدولية من واجبات إنسانية تجاه ما يتعرض له الملايين في المحافظات المحتلة بشكل خاص وأبناء شعبنا اليمني بشكل عام من مظاهر معاناة إنسانية،

تتعمد دول ما تسمى بهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي التجاهل وعدم الرؤية أو التقدير لحجم الخسائر المكلفة والتضحيات الجسيمة التي يدفعها أبناء شعبنا اليمني خاصة في محافظات جنوب الوطن المحتلة جراء جرائم نهب الثروات النفطية والغازية واستمرار الحرب العدوانية الاستنزافية بوسائلها وأشكالها المختلفة ، التي تديرها أنظمة الغزو والاحتلال وتعرف خفاياها وتفاصيلها الدقيقة ، أكثر من غيرها ، وما يترتب على تلك الحرب العدوانية الاستنزافية من صنوف وأشكال معاناة متعددة - ليست جرائم نهب خيرات وثروات الوطن سوى صورة من صورها - بغية كسر إرادة الشعب وإجباره على الاستسلام.

مفارقة عجيبة
وفي الوقت الذي تقع فيه على عاتق الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مسؤولية التحرك الجاد لوضع حد لما تشهده تلك المحافظات المحتلة من جرائم نهب ممنهج لثروات الوطن باعتبارها جرائم ضد الإنسانية، يجب مكافحتها وتقديم مرتكبيها إلى العدالة الدولية ( محكمة الجنايات الدولية).
غير أن شيئا من هذا القبيل لم يتحقق أو يسمع أو يشاهد  وعلى العكس من ذلك تماماً وفي مفارقة عجيبة تأتي بيانات ما تسمى بدول الثلاثية أو الرباعية الدولية لتدين مطالب شعبنا اليمني بحقوقه والكف عن نهب ثرواته وخيراته ووضع حد لاستمرار نزيف معاناته الإنسانية، وفي هذا السياق جاء بيان أمريكا وفرنسا وبريطانيا الأخير في إطار استمرار حرب الاستهداف السياسي والاقتصادي والعسكري لوطننا وشعبنا اليمني .
وبدلاً من النهوض بواجبهم الأخلاقي والإنساني الذي يتحتم عليهم النهوض به من خلال العمل على تجفيف منابع وبؤر استمرار الحرب العدوانية وجرائم نهب الثروات يلقون باللوم على مكون أنصار الله ويبررون ما تقوم به الأطراف والمكونات المرتزقة التي تتقاسم مشهد الحكم الشكلي للمحافظات المحتلة، وهي في حقيقة الأمر مجرد أدوات مرتزقة وعميلة خاضعة لأوامر وإملاءات منظومة الغزو والعدوان والاحتلال الأمريكي السعودي الإماراتي.

وعود عرقوبية
وأكثر من ذلك يستمرون في تسويق الوعود ( العرقوبية ) عبر وسائل إعلامهم ، أو أثناء زيارات الوفود الأممية والدولية ، لا لشيئ سوى تخدير أبناء تلك المحافظات المحتلة لتحمل سكرات وربما حقنات الموت والإرهاب الأمريكي الذي يراد تسويقه لهم على غرار تسويقه لأبناء العراق عقب احتلاله .
 هذه الوعود رغم كثرتها لم تعد كافية اليوم لردم الهوة المتنامية بين الصورة والواقع والأوهام والأحلام وصنوف وأشكال المعاناة المتعددة في محافظات" عدن وحضرموت وشبوة وأبين وسقطرى والمهرة " ، التي باتت تكشف طبيعة أهداف ومطامع ومشاريع منظومة العدوان والاحتلال بتوليفته الجديدة وسياساته المجردة من كافة الأخلاق والقيم والأعراف الإنسانية مع مرور كل يوم .

سياسة مجردة من القيم
وفي هذا السياق يمكن القول أن أبرز مظاهر انكشاف حقيقة هذه السياسة الاستعمارية المجردة من كافة القيم والأخلاق والأعراف الإنسانية قد تجلت مؤخرا وبوضوح تام في البيان الأمريكي البريطاني الفرنسي المشترك، الذي أدان العملية التحذيرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية في ميناء قنا بمحافظة شبوة، وأحبطت من خلالها عملية نهب جديدة للنفط اليمني كانت على وشك الحدوث، حيث مثل البيان انكشافاً واضحاً لتورط الدول الثلاث في الحصار المفروض على اليمن، ونهب ثرواتها النفطية والغازية.

صمت أممي معيب
وبالنظرة التأملية العميقة في مضمون البيان وفي الصمت الأممي المعيب ، تتأكد للجميع حقيقة أن تلك الهيئات والمنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها والدفاع عن سيادتها والاستفادة من خيرات وثروات أوطانها، أصبحت أداة من أدوات ووسائل الإدارة الأمريكية لسياسات هيمنتها وإذلالها للشعوب واستراتيجيات نهب خيراتها وثرواتها ، وأن تلك الجرائم الإنسانية التي ترتكب بحق الملايين من أبرياء شعبنا اليمني أصبحت تعد بالنسبة للإدارة الأمريكية والفرنسية والبريطانية والصهيونية أعمالا مشروعة، وأن تلك الإدارات الغربية الاستعمارية هي من تمتلك مفاتيح التحكم بسياسات وتوجهات وقرارات نظامي العدوان السعودي الإماراتي وأدواتهما العميلة والمرتزقة في الداخل اليمني، وهي من ترسم خطط تحركها وتوجهاتها وتملي عليها الأوامر والتوجهات، التي تخدم  مشاريعها ومخططاتها الاستعمارية ولا تشكل خطراً أو تهديداً على أمنها القومي ومصالحها.

سقوط أخلاقي
كالعادة مع كل موقف تتخذه القيادة الثورية والسياسية والعسكرية بصنعاء في مسار دفاعها عن السيادة اليمنية تكون ردة الفعل الدولية بمثابة سقوط أخلاقي وقيمي وانكشاف جديد للسياسة الدولية ينسف كل ادعاءات المساعي الإنسانية لإنهاء معاناة ملايين اليمنيين ووقف الحرب العدوانية ، إذ أن كل ردة فعل إزاء أي خطوة دفاعية لصنعاء تسجل انحيازاً مكشوفاً للمشاريع الاستعمارية وعادةً ما تتم إدانة المدافعين عن حقوقهم وثرواتهم بدلاً من إدانة المعتدين.

موقف مبدئي
في المقابل وعقب كل ردة فعل غربية "أمريكية بريطانية  فرنسية" على موقف قيادة شعبنا اليمني الصامدة في وجه العدوان والاحتلال وتحركها العملي للدفاع عن ثروات وخيرات الوطن ومطالبتها بحق الشعب في الاستفادة من هذه الثروات وتوظيفها في سبيل التخفيف من معاناته الإنسانية.
تجسد الموقف المبدئي الثابت في رد القيادة في صنعاء على بيان الإدانة الأمريكي البريطاني الفرنسي للعملية التحذيرية في شبوة ، حيث أكد نائب وزير الخارجية ، حسين العزي، في سلسلة تغريدات له على تويتر، أن بيان الدول الثلاث كان متوقعاً وغير مستغرَب، باعتبار الدول التي أصدرته متورطة في كل "جرائم الحرب والحصار والدمار" التي طالت اليمن، وعرَّضت الشعب اليمني لأزمة إنسانية كارثية هي الأسوأ.

حل جذري
ودعا العزي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى تجنب استفزاز الشعب اليمني، والحرص على عدم تكرار مثل هذا البيان الذي وصفه بـ"الفضيحة" و"المثير للعار"، مؤكداً إصرار حكومة الإنقاذ على المضي في حماية ثروات الوطن حتى تتوقف عمليات النهب نهائياً، موضحاً أن الحل الجذري هو الالتزام بتوريد مبيعات النفط والغاز لحساب جميع المحافظات اليمنية، طبقاً لنسبة كلٍ منها حسب موازنة عام 2014م، لمصلحة رواتب الموظفين في كل محافظات الجمهورية اليمنية.

رسائل رادعة
من جهته، قال وزير المالية في حكومة الإنقاذ الوطني ، الدكتور رشيد أبو لحوم، إن إجراءات الحكومة لوقف عمليات تحالف العدوان والموالين له، في تهريب النفط الخام اليمني قد نجحت، مشيراً في تصريحات صحافية إلى أن جهود إيقاف نهب النفط للخارج نجحت، لكن عمليات نهب الثروة لم تتوقف كلها بعد، موضحاً أن هناك الكثير من الثروات التي تنهب في حضرموت وجزيرة سقطرى، مؤكداً ضرورة أن توظَّف لحساب الشعب اليمني، ويُعدّ تطرق أبو لحوم في حديثه إلى سقطرى إشارة ضمنية إلى أن الجزيرة التي يسيطر عليها نظام الاحتلال الإماراتي قد دخلت ضمن خطة صنعاء لمنع نهب الثروات اليمنية، خصوصاً بعد ما تزامنت عملية ميناء قنا بشبوة مع تحليق طيران استطلاعي مسيّر في أجواء الأرخبيل.
ويرى مراقبون أن الهجمات التحذيرية التي تنفذها القوات المسلحة لوقف نهب الثروات اليمنية، أثبتت امتلاكها القدرة العملية والنوعية للاستمرار في عمليات وقف النهب والدفاع عن السيادة اليمنية، وتحمل رسائل مهمة ورادعة، خصوصاً أنها تزامنت مع تحركات أمريكية مشبوهة ترمي إلى إطالة أمد الحرب العدوانية واستمرار نهب الثروات لتبقى معاناة اليمنيين كما هي، إذا لم تكن تلك التحركات سبباً في ارتفاع معدلات المعاناة الاقتصادية والمعيشية، وكان نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة اليمنية ، العميد عبدالله بن عامر، صرح في تدوينة له على تويتر أن أهمية عملية ميناء قنا بشبوة لمنع محاولة نهب النفط الخام اليمني تكمن في تزامنها مع زيارة السفير الأمريكي لمحافظة حضرموت، مؤكداً أن العملية تجدد الالتزام تجاه حقوق الشعب اليمني في ثرواته، وفي مقدمتها المرتبات.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا