"خلية التخطيط المشتركة" أنشأتها واشنطن لقتل اليمنيين ..جرائم ضد الانسانية بأسلحة أمريكية فتاكة طالت آلاف الأبرياء
تقرير / ناصر الخذري
منذ اللحظات الأولى التي اعلن من خلالها وزير خارجية الرياض الجبير شن العدوان الظالم والغاشم على اليمن كان حينها يتكئ على الدعم اللوجيستي الأمريكي
بل والمشاركة لشن هذا العدوان الغاشم الأكثر بشاعة في التاريخ ولم تكتف أمريكا بدعم تحالف العدوان بأشد الأسلحة وأفتكها بشتى انواعها التي شملت اسلحة محرمة استخدمت ضد المدنيين في كثير من المحافظات اليمنية وكانت هي الموجه والمخطط والمحدد للأهداف التي قصفت في اليمن وراح خلالها آلاف من الشهداء المدنيين.. هذا العدوان ما كان له أن يتم لولا تدخل القاتل المتوحش ( أمريكا ) الذي كان رأس الحربة في قيادة دول تحالف العدوان لشن حربها العدوانية الظالمة على اليمن , وبعد فشل العدوان عسكريا خلال ثماني سنوات من المواجهة مع القوات المسلحة اليمنية , كان المسار السياسي لخروج دول العدوان من ورطتها هو الحل الأخير , إلا أن امريكا لا تريد الوصول لحل سياسي للحرب العدوانية الظالمة بل تسعى الى إطالة أمد العدوان تحقيقا لمصالحها وجر الرياض الى واشنطن مجددا التي كانت البداية الاولى منها لإعلان شن العدوان على اليمن.. تفاصيل أكثر عن مشاركة أمريكا في العدوان وسعيها لعرقلة جهود احلال السلام تضمنها التقرير التالي :
الاطماع الأمريكية في السيطرة على أهم المواقع الاستراتيجية في اليمن ومنها مضيق باب المندب الذي يمر عبره يوميا 4.7 مليون طن من النفط الخام تعد واحدة من الاسباب التي جعلت أمريكا تشارك وتدعم تحالف العدوان على اليمن هذا من جانب ومن جانب آخر سعي امريكا الى اعادة هندسة المنطقة مع ما يتناسب مع مصلحة كيان العدو الصهيوني لإشراكه ضمن نظام شرق أوسطي يكون له فيه دور واسع وبيع صفقات اسلحة للرياض بمليارات الدولارات .
مبررات واهية
تحت مبررات واهية لإعادة ما يسمى "بالشرعية" شن تحالف العدوان بقيادة الرياض حربا عدوانية بشعة طالت آلاف الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ في الأسواق والمشافي وصالات العزاء والأفراح بأسلحة وطائرات أمريكية الصنع الى جانب الحصار الجوي والبري والبحري المفروض على اليمن منذ ثماني سنوات.
قتل ودعم أمريكي مباشر
تعددت اشكال القتل الأمريكي لليمنيين سواء من خلال الغارات الجوية أو من خلال فرض الحصار الجائر على الشعب اليمني بواسطة أدواتها في الرياض وأبوظبي, ومما يؤكد الدور الأمريكي في هذه الحرب العدوانية تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي أشاد في بداية العدوان بالعلميات العسكرية التي يقودها العدوان السعودي الاماراتي على اليمن, وأشار كيري الى أن هناك تعاونا مع تحالف العدوان من خلال مشاركة المعلومات الاستخباراتية والاسناد اللوجيستي إلى جانب المساعدة في تحديد الأهداف التي يتم قصفها في اليمن .
خلية التخطيط المشترك
على صعيد الدعم الأمريكي لتحالف العدوان على بلادنا قامت امريكا بإنشاء غرفة عمليات مع السعودية "سميت خلية التخطيط المشترك" لتنسيق العمليات العسكرية والاستخباراتية وتوفير الدعم العسكري لتزويد طائرات تحالف العدوان بالوقود في الجو وتبادل المعلومات.
تحديد الأهداف
وبحسب دراسة نشرها مركز دراسات الوحدة العربية أن أمريكا قررت توسيع مشاركتها فيما اسمي "بعاصفة الحزم" في نسيان 2015م لتشمل مشاركة واشنطن في تحديد الأهداف التي تضربها طائرات العدوان, وحسب ما ذكرته الدراسة فإن اجمالي مبالغ الدعم اللوجيستي والعسكري الامريكي للرياض بلغ 174مليار دولار خلال عشرة أشهر فقط منذ بدء العدوان على اليمن, وكان البيت الأبيض قد كشف عن بيع صفقة اسلحة للسعودية في مايو من العام 2017م بمبلغ 110مليار دولار, في حين أماط اللثام عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، والسفير الاسبق في واشنطن، عن بعض جوانب هذه الصفقة عندما قال “أن ادارة الرئيس ترامب اتخذت خطوات سريعة لإحراز تقدم في صفقة بيع قنابل موجهة كانت ادارة الرئيس اوباما قد علقتها بسبب مخاوف من تسببها في مقتل مدنيين في اليمن بحسب ما اشارت اليه الدارسة”.
تجميع 150 مروحية بلاك هوك
في موازاة ذلك، شهد "منتدى الرؤساء التنفيذيين السعودي الأمريكي" الذي أقيم في الرياض تزامنا مع زيارة ترامب التوصل إلى اتفاق "خطاب نوايا" مع شركة "لوكهيد مارتن" للاستثمار بقيمة ستة مليارات دولار في مجال تجميع 150 طائرة مروحية من طراز "بلاك هوك" في السعودية.
قنابل امريكية تطال المدنيين
كثيرة هي الجرائم التي ارتكبتها امريكا بحق الأبرياء في عدد من المناطق والمحافظات الحرة في اليمن وأمام مشهد ومرأى من العالم الذي أصم أذنيه وغطى عينيه أمام بشاعة ما حصل ضد الانسانية, ومن تلك الجرائم ما أقدمت عليه طائرات تحالف العدوان التي شنت غارتين جويتين بتاريخ 15 مارس 2016م استهدفت بقنابل امريكية سوق مستبا بمحافظة حجة تسببت باستشهاد 104مدنيين، بينهم 25طفلا و40 جريحاً، في 15مارس/آذار 2016بشكل يؤكد ارتكاب امريكا والسعودية جرائم بشعة بحق المدنيين.
قنبلة "إم كيه-4" الأمريكية
وحول تلك الجريمة, أجرت هيومن رايتس ووتش تحقيقات ميدانية يوم 28 مارس/آذار، ووجدت في السوق بقايا من قنبلة "جي بي يو-31" موجهة بالأقمار الصناعية، والتي تتكون من قنبلة "إم كيه-4" أمريكية تزن 2طن، ومجموعة توجيه عبر الأقمار الصناعية (ذخائر الهجوم المباشر المشترك JDAM) وفرتها الولايات المتحدة أيضا.
وقد زار فريق من صحفيي قناة "آي تي في" الإخبارية البريطانية الموقع في 26 مارس/آذار ووجد بقايا قنبلة "إم كيه-84" مع أجهزة توجيه ليزر من نوع "بايفواي" (Paveway). راجعت هيومن رايتس ووتش صور ولقطات فيديو الصحفيين لهذه الشظايا.
هجمات دموية ضد المدنيين
وحول تلك الجريمة قالت بريانكا موتابارثي، الباحثة في قسم الطوارئ في هيومن رايتس ووتش: "استخدمت الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة في واحدة من الهجمات الأكثر دموية ضد المدنيين".
توتر العلاقة بين الرياض وواشنطن
بعد فتح الخزينة السعودية لثماني سنوات من عدوانها على اليمن لشراء الاسلحة الامريكية بمليارات الدولارات, شهدت العلاقات السعودية الأمريكية توترا خاصة بعد إصرار الرياض على خفض إنتاج النفط.
وهنا يرى محللون سياسيون أن توجه بن سلمان للتقارب مع الصين والاستعداد لشراء اسلحة صينية ومنها صواريخ A-300 الباليستية يعد مؤشرا للرغبة السعودية في تنويع مصادر شراء الاسلحة خاصة بعد التوتر الذي شهدته العلاقات الامريكية السعودية في ظل قيادة بايدن وفي هذا السياق, كشفت وسائل إعلام صينية قيام الرياض بطلبية كبيرة أخرى مع الصين للحصول على صواريخ A-300 الباليستية التكتيكية.
الى ذلك تقول وسائل الإعلام الأمريكية إن الرياض ستضيف 4مليارات دولار لتوسيع التعاون الدفاعي, ووفقًا لموقع “تاكتيكال ريبورت” ، قررت السعودية أخيرًا التخلي عن المعدات الأمريكية الصنع وهي تشتري بقوة أسلحة من دول أخرى، لتنويع وتوطين الأسلحة.
وبحسب الموقع، زادت السعودية إنفاقها العسكري في عام 2023 إلى 69مليار دولار أمريكي، وتحاول تعزيز العلاقات مع دول آسيوية وإفريقية وعربية أخرى، خاصة في مجال الصناعة العسكرية.
واتجهت السعودية في السنوات الأخيرة للصين لتلبية احتياجاتها العسكرية، حيث أظهرت بالفعل اهتمامًا قويًا بمجموعة متنوعة من المعدات الصينية الصنع، ووقعت عقودًا على بعضها.
قيود أمريكية على الرياض
من جانب آخر يرى محللون سياسيون أن الرياض لن تستطيع الخروج عن القيود الأمريكية كونها الموجه والمحدد لمسار السياسة في السعودية التي منحتها الضوء الأخضر في شن عدوانها على اليمن مطلع العام 2015م بل ودعمتها وشاركتها في شن مئات الغارات الجوية على اليمن التي طالت البنى التحتية وتسببت بقتل آلاف الأبرياء من المدنيين.
مساع امريكية لإجهاض عملية السلام
بعد أن ترنح العدوان ووصل الى حقيقة مفادها أن لا مخرج من العدوان على اليمن إلا من خلال الحل السياسي خاصة بعد فشل خياراته العسكرية خلال ثماني سنوات من المواجهة وبعد توتر العلاقات الامريكية السعودية تحركت أمريكا التي لا يحلو لها خروج الرياض من ورطة العدوان على اليمن لعرقلة الوصول الى حل سياسي في اليمن وفق مسار التفاوض.
ولذلك فان سياسة البيت الابيض تريد اطالة أمد العدوان تحقيقا للمصالح الامريكية والصهيونية في المنطقة وعلى وجه الخصوص في منطقة البحر الاحمر وباب المندب, وفي هذا السياق ترى وسائل إعلام أميركية أن تحرّك واشنطن لعرقلة الحلّ في اليمن هو أحدث مثال على تحوّل كبير في موقف الإدارة تجاه الرياض.
وفي هذا السياق كتب تشاد كانكل مقالة في مجلة "ناشونال إنترست" الأميركية قال فيه إنه خلال الشهر الماضي، تمّ سحب "قرار سلطات الحرب في اليمن" من التصويت في مجلس الشيوخ الأميركي، وإنه لو جرى إقرار القرار لكان سينهي التدخل العسكري الأميركي المباشر في الحرب السعودية في اليمن, فقد تم سحب مشروع القرار من قبل راعيه السناتور الديمقراطي بيرني ساندرز, وبحسب المقالة، فقد "أتت هذه الخطوة بعدما وعد الرئيس جو بايدن وإدارته باستخدام حق النقض ضد القرار إذا تمّ تمريره، وحث أعضاء مجلس الشيوخ الآخرين على التصويت ضد المشروع" وهذا ما اعتبرته المجلة "نكسة كبيرة أخرى في الجهود المبذولة لإنهاء تورط الولايات المتحدة في صراع نتجت عنه واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تدميراً والأقل مناقشة في عصرنا".
هذه الحرب تسببت في معاناة هائلة للشعب اليمني، حيث تسببت في سقوط ضحايا مدنيين وأمراض ونزوح داخلي ومجاعة تعصف بالسكان.
وأشارت "ناشونال انترست" إلى إنهاء تورط الولايات المتحدة في هذا الصراع قد نال دعم الحزبين في الكونغرس على مر السنين على الرغم من العديد من المحاولات الفاشلة لتمرير أشكال من "قرار سلطات الحرب في اليمن" YWPR. لقد أصابت هذه الخطوة العديد من الحواجز، مثل حق النقض ضد التشريعات من قبل الرئيس دونالد ترامب، لكنها شهدت أيضاً بعض النجاحات الأخيرة.
المورد الرئيسي للأسلحة
وتابع كاتب المقال "ظلت الولايات المتحدة المورد الرئيسي للأسلحة للرياض ، والعديد من الطائرات والأسلحة الأميركية الصنع المستخدمة في العمليات الهجومية من قبل التحالف (السعودي) تتلقى الصيانة والدعم من الجيش الأميركي والمتعاقدين الأمريكيين بعد فترة طويلة من تعهد بايدن بوقف هذا الدعم. بررت إدارة بايدن قرارها بالضغط ضد التكرار الحالي لمشروع "قرار سلطة الحرب في اليمن" من خلال الادعاء بأن الوضع على الأرض قد تغير.
يخلص الكاتب إلى القول إن الحرب في اليمن كانت كارثة، والمحاولات اليائسة وغير الضرورية لمنع السعودية من متابعة علاقات بديلة عن أميركا ليست سبباً للولايات المتحدة لمواصلة المساعدة في التدمير من خلال تقديم المساعدة العسكرية المباشرة. إن القرار الذي يسعى إلى كبح تلك الإمكانات يستحق التعطيل المحتمل للسياسة طويلة الأمد، وخاصة عندما تكون هذه السياسة غير مجدية لمصالح الولايات المتحدة وتوجد بدائل أكثر فائدة.
جرائم العدوان الأمريكي السعودي
وكان تقرير حقوقي قد صدر أواخر الشهر الماضي ووثّق "جرائم العدوان الأميركي السعودي خلال عام 2022"، وبيّن أنّ عدد الضحايا بلغ 3083شهيداً وجريحاً من المدنيين (643 شهيداً و2440 جريحاً).
الاطماع الأمريكية
وبهذا كانت وستظل أمريكا هي القاتل المتوحش للأبرياء فقد أزهقت ارواح ألاف الابرياء من المدنيين خلال ثماني سنوات من عمر العدوان الظالم والحصار الجائر الذي القى بتداعياته على كافة مناحي الحياة الاقتصادية والمعيشة والوضع الانساني للشعب اليمني, ولهذا فإن أي وصول لحل سياسي لإنهاء الحرب العدوانية العبثية على اليمن ترى أمريكا أنها هي من بيدها وضع التصور للحل وهي من الرياض نحو الحل وفق الخطوط العريضة للحل السياسي التي تتوافق مع الأهداف والاطماع الأمريكية في التواجد والاحتلال لأهم المناطق الجيواستراتيجية في اليمن.