مفاوضات الرياض .. ما الذي تحقق؟!!
برفقة الوسيط العماني وبهدف الاستكمال لما سبق من لقاءات ومفاوضات ومشاورات قرابة عام ونصف من الهدنة واللاهدنة ؛ وصل الوفدان الوفدُ الوطني والوفد العماني إلى الرياض قادمين من عاصمة الصمود صنعاء محمّلين بأثقال حرب شُنت على اليمن بغيا وظلما وعدوانا،
وعدد من التسآولات التي أرادوا أن يسمعوا الإجابة عليها من مسوؤلي الرياض وجها لوجه ومنها أية وجهة تريدُ السعوديةُ أن تكون عليها بعد حرب تسع سنوات.. ، هل أيقنت بالسلام وبإيجابية الجوار القائم على الاحترام المتبادل.. ، هل باتت جاهزةً لمتطلبات سلام عادل بعد أن خبرت بنفسها أن ما صنعته من دمار شامل لم يحقق لها أي مطمع..، هل آمنت بيمن مستقل أم لا تزال تعيش أوهام السيطرة والهيمنة..، هل سلمت بأن تبعاتِ ما حصل يقع على كاهلها..، وغيرها من الأسئلةٌ الكثيرة المعنيٌ بالإجابة عليها ذلك الطرفُ الذي تولى قيادة العدوان والحرب ودفع فيها مليارات الدولارات مزهقا أرواح عشرات الآلاف ومحاصرا الملايين، ومدمرا البنيان.. المزيد من التفاصيل المتعلقة بمجريات تلك المفاوضات وما الذي تحقق في سياق التقرير التالي: -
26 سبتمبر- خاص
طيلة عام ونصف من زمن الهدنة واللاهدنة تعددت المبادرات واللقاءات وجولات المفاوضات وتعدد الوساطات التي كانت الوساطة العمانية أقواها وأكثرها تأثيرا وتقريبا بين أطراف التشاور والتفاوض ورغم كل ذلك ورغم جدية صنعاء وفتحها لأبواب السلام المنشود والعادل أمام الجميع وسطاء وأعداء ظلت عيون وأفكار الطرف الآخر معلقة ومشدودة إلى ما يريد تحقيقه من مطامع وأهداف سياسية واقتصادية واستعمارية وظلت كل المفاهيم والشعارات التي يرددها حول السلام مجرد مفاهيم نظرية دون أي وجود حقيقي لشيئ واقعي ومحدد وواضح ومفهوم حول السلام المنشود والمرتجى!!
وبكل معايير العقل والمنطق ظل ذلك الطرف المتمثل بدول العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي الصهيوني البريطاني هو الطرف الذي يعرقل إنجاز عملية السلام في الواقع.
مشاورات مأزومة
قبل أيام قليلة تخلقت من جديد ظروف استئناف رحلة المفاوضات والحوارات والمشاورات التي تجلت بشكل سريع حقيقة أنها ستكون جولة مفاوضات ومشاورات مأزومة حول السلام وإيقاف الحرب والعدوان الذي يتعرض له اليمن منذ العام 2015م ضمن رؤية سياسية واضحة وعادلة ومنصفة.
وبدا ذلك واضحا من خلال بيان الخارجية السعودية عقب وصول الوفدُ الوطني برفقة الوسيط العماني إلى الرياض حيث زعمت السعودية في بيان خارجيتها أن دعوتها لوفد صنعاء إلى المفاوضات في الرياض تأتي امتدادا لمبادرتها المعلنة عام 2021م في محاولة منها للتنصل عن المسؤولية وحفظ ماء وجهها.
محاولة السعودية للخروج بماء الوجه كما ورد في بيان خارجيتها بدت يائسة وفاشلة في طريقة الإخراج كما يرى مراقبون لأن حديثها عن مبادرة 2021م يتناقض مع مسار المفاوضات وشروطها ومع رضوخ الرياض لمطالب وتهديدات صنعاء باستئناف الحرب إذا لم يتم الإسراع في تنفيذ الملف الإنساني.
رد سريع
بالمقابل أتى رد صنعاء سريعا عبر عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي وعضو المكتب السياسي لأنصار الله حزام الأسد.. حيث كتب الحوثي على منصة إكس ردا على بيان الخارجية السعودية قال فيه : "كما قلنا في رؤية الحل الشامل لايمكن أن يكون الحوار إلا مع تحالف العدوان باعتبار قرار العدوان والحصار وايقافه بيده.. ت
ستمر الحوارات مع السعودية كقائد للتحالف وبين صنعاء الجمهورية وبوساطة عمانية للتوصل لحل في المواضيع التي يتم مناقشتها بالملف الإنسانيّ والمتمثل بصرف مرتبات الموظفين اليمنيين وفتح المطارات والموانئ والإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين وخروج القوات الأجنبية وإعادة الإعمار وصولا إلى الحل السياسي الشامل والتي سبق وأن أعلنها رئيس الوفد قبل المغادرة الى الرياض أملنا أن يتم النقاش الجدي لما فيه مصلحة الشعبين وتجاوز التحديات".
موقف مبدئي ثابت
بدوره أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله حزام الأسد أن الوساطة عمانية فقط وقال في تصريح له أن الجولة الجديدة للمفاوضات التي تشهدها الرياض تمثل فرصة للنظام السعودي قد لا تتكرر، متسائلا.. هل ينتهزها بن سلمان وينفك من القيود الأمريكية ويجنح للسلام؟ لا سيما والوسيط العماني قد بذل جهود كبيرة في سبيل تحقيق السلام وتحمل كثيراً بجاحة وتقلبات وغباء ورعونة الوفد السعودي المفاوض طوال الجولات السابقة للمفاوضات.
وأضاف الأسد: موقف وفدنا الوطني المفاوض موقف ثابت ومبدئي وينطلق من حق شعبنا اليمني في أمنه واستقراره ووقف العدوان عليه وفك الحصار عنه واستعادة ثرواته السيادية المنهوبة والمودعة لدى البنك الأهلي السعودي والتي هي مرتبات لموظفي الجمهورية اليمنية، وكذلك خروج القوات الأجنبية الغازية وإعادة الإعمار وجبر وتعويض الضرر الذي تسبب به العدوان الغاشم على بلادنا.
ضبابية سعودية
وعلى الرغم من رد صنعاء الواضح والصريح ظل حديث المملكة عن المفاوضات يتسم بالمراوغة والضبابية وعدم الوضوح وفي هذا السياق جاء تأكيد الرياض عبر قناة العربية أنها لن تتخلى عن حلفائها في فيما أسمته جنوب اليمن ردا على تعالي صراخ ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي أبرز الأطراف التابعة لتحالف العدوان من المفاوضات الجارية بين صنعاء والرياض وما يمكن أن يتم التوصل إليه من اتفاقات خلالها.
حيث قال محرر الشأن اليمن في صحيفة الشرق الأوسط السعودية الصادرة من لندن، بدر القحطاني في مداخلة له على قناة العربية السعودية، رداً على سؤال من المذيع بشأن التطورات الأخيرة وما مدى تأثيرها على بقية القضايا الأخرى ومنها الجنوب مثلاً، حسب توصيف المذيع" إن المملكة السعودية لا تتخلى عن حلفائها أبداً وأن هذا نهجها منذ أيام الملك عبدالعزيز" ثم أضاف أن ما يحدث حالياً لا يعني التخلي عن القضايا الأولى، في إشارة إلى أن اتفاق الرياض مع صنعاء مباشرة لا يجب أن يكون مقلقاً لأدوات الرياض في الداخل اليمني، وعبر القحطاني عن ذلك بالقول: "ومن ذلك القضية الجنوبية التي بالتأكيد لن تغفل السعودية أن تكون حاضرة في المفاوضات حالياً".
السلام خيار أول
إلى ذلك وفي أحدث تطور معبر عن حقيقة ما تحقق خلال مفاوضات الرياض الجارية جاء تأكيد كبير المفاوضين رئيس وفد صنعاء الوطني محمد عبدالسلام ، استمرار العمل على تحقيق السلام في اليمن ، معربا عن أمله في تحقيق تقدم في القضايا الإنسانية خلال المفاوضات مع السعودية بالرياض .
وقال عبدالسلام في تصريحات صحفية إن " السلام هو الخيار الأول الذي يجري العمل عليه ".
وأضاف: " نأمل أن تُتوَّج المفاوضات مع الرياض بتقدم في الملفات الإنسانية ".. مشيرا إلى أن " النقاشات في الرياض تأتي في سياق النقاشات السابقة التي جرت مع الوفد السعودي في مسقط وصنعاء ".