العرض العسكري المهيب.. عنفوان القوة وحنكة القيادة
عرض عسكري مهيب واستثنائي بتميزه المنقطع النظير وبحجمه الكبير -عدداً وعتاداً- ، قوات بشرية ضخمة من مختلف صنوف وتشكيلات قواتنا المسلحة الباسلة ووحداتها العسكرية والقتالية،
أسلحة نوعية بما فيها من أسلحة ردع استراتيجية فتاكة وعملاقة، وكُشف أيضاً عن أسلحة جديدة حديثة ومتطورة.. ولذا، فقد كان هذا العرض العسكري المهيب والاستثنائي هو الأضخم والأكبر في تاريخ قواتنا المسلحة اليمنية الباسلة والفتية.
ذلك هو العرض العسكري المهيب الذي احتضنته العاصمة صنعاء، عاصمة الصمود والتحدي والعنفوان، صنعاء التاريخ والحضارة والمجد العريق، والذي اقامته وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، بمناسبة العيد التاسع لثورة ال 21 من سبتمبر المجيدة والمباركة.
26 سبتمبر - خاص
عرض مهيب، استعرضت فيه قوة جبارة لا تقهر، وأسلحة نوعية حديثة وفتاكة موجهة نحو قوى الشر.. فكان العنوان الأبرز الذي خط العرض هو القدرة والاقتدار على حسم أية معركة قادمة وصنع الانتصار.. وانبثق عن العرض والاستعراض، دلالات وأبعاد، وصدح برسائل شداد، أفاد صداها بأنه بث الرعب والرهبة في نفوس أعداء الله وأعداء الوطن، يمن الإيمان والحكمة، وموطن أولي البأس الشديد والقوة..
حيث استعرضت قوة عسكرية جبارة فتية، وعشرات المنظومات الصاروخية المتطورة، وأسلحة حربية نوعية حديثة ومتطورة، صواريخ وزوارق بحرية، دخلت الخدمة حديثاً.. وشاركت فيه وللمرة الأولى منذ بداية العدوان، طائرات حربية، وشهد العرض إزاحة الستار عن الكثير من الأسلحة النوعية مثلت بمجملها ترسانة عسكرية عملاقة لمختلف أصناف القوات المسلحة، برية وبحرية وجوية..
ستكون لليمن كلمتها المسموعة
وفي سياق تأكيد العزم على مواصلة البناء العسكري النوعي وإعداد القوة القادرة على حماية السيادة والذود عن حياض الوطن وحفظ الأمن والاستقرار وصون مقدرات وخيرات وثروات البلد والشعب، في هذا السياق أوضح وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، خلال كلمته التي ألقاها في العرض العسكري، بأن الشعب اليمني اليوم في مرحلة جديدة من تاريخ اليمن، وهي مرحلة الدولة الحضارية المستقلة والمتحررة من كل الولاءات والتبعيات والقادرة على حماية نفسها وشعبها وثرواتها.
وأكد وزير الدفاع على أهمية أن يعلم الجميع الحقائق التالية:
أولاً: من استطاع أن يبني القوات المسلحة اليمنية بهذا المستوى العالي الذي فاق تصور الأعداء والأصدقاء في زمن قياسي وبأقل الإمكانيات، ومن استطاع أن يجعل من الجيش اليمني والشعب اليمني بمستوى المواجهة لهذا العدوان الكوني واستطاع أن يخطط ويقود المعارك بكفاءة عالية وثقة بالله لا حدود لها في هذه الظروف المعقدة والاستثنائية في كل المجالات، وهو السيد القائد العلم المجاهد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي قائد الثورة اليمنية المباركة حفظه الله ورعاه لهو قادر وبتوفيق من الله وعونه وتأييده على أن يبني مختلف مؤسسات الدولة وعلى أرقى مستوى ولهو قادر على النهوض باليمن في كافة المجالات العسكرية والاقتصادية والزراعية والصناعية وغيرها من المجالات حتى تصل إلى مستوى الصدارة على مستوى العالم ولهو قادر على أن يقود الأمة في المرحلة القادمة سلماً كانت أو حرباً بكل جدارة واقتدار بإذن الله.
ثانياً: أن اليمن ركيزة أساسية للإستقرار الإقليمي والدولي والشعب اليمني شعب يستحق حياة كريمة وعزيزة ومزدهرة وعلى العالم أن يلتقط هذه الفرصة لإرساء الأمن والاستقرار في اليمن فالاستقرار في اليمن يخدم المنطقة كما أن تجويع اليمنيين وحصارهم وإهدار مواردهم وتمزيق اليمن وتقسيمها وإضعافها سيكون له تداعياته على كل المستويات على مستوى المنطقة والعالم وسيدفع بالشعب اليمني للدفاع عن ثرواته وسيادته واستقلاله وأخذ حقوقه بكل الوسائل المشروعة وسيمتد أثر الاستمرار في العدوان والحصار وتداعياته الكارثية على المنطقة والعالم وهذه حقيقة مؤكدة يجب أن تكون مفهومة للجميع.
ثالثاً: على حكام تحالف العدوان أن لا ينخدعوا بالكيان الصهيوني المؤقت الزائل وعليهم أن يلتقطوا الفرصة والمبادرات من القيادة في الجمهورية اليمنية التي عنوانها صنعاء.
رابعاً: نؤكد أن الصهيونية والصهاينة أعداء للإسلام والمسلمين وأن المشروع الصهيوني خطر على الأمة بكل شعوبهم وفئاتهم وأنه لن يقبل حتى بأولئك المطبعين الذين يعتبرهم مجرد أدوات خاضعة خانعه ذليلة مهمتها تمرير مخططاتهم وأهدافهم في تمزيق وإضعاف الأمة بشكل عام واليمن بشكل خاص.
خامساً: أن الهوية الايمانية والأمن القومي العربي ستبقى إحدى أهم المرتكزات التي يجب أن تلتقي عندها الشعوب والأنظمة الإسلامية والعربية حتى يتمكنوا من التحرر من الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية.
سادساً: أن جزرنا وبحارنا ومضيق باب المندب ستكون لليمن كلمتها المسموعة فيها شاء من شاء وأبى من أبى.
وحيا اللواء العاطفي، نضال أحرار المحافظات اليمنية المحتلة ضد الاحتلال الأجنبي، مؤكداً وقوف القوات المسلحة اليمنية إلى جانبهم في مواجهة الاحتلال حتى تحرير آخر شبر من الأراضي والجغرافيا اليمنية، وكما وقف الشعب اليمني ضد الاحتلال البريطاني في السابق فإنه قادر على تحرير أرضه واستعادة ثرواته وتحقيق حريته وسيادته واستقلاله.
وجدد وزير الدفاع التحذير للقوات الأجنبية الغازية والمحتلة وفي مقدمتها الأمريكية والبريطانية والسعودية والإماراتية التي تسللت في غفلة من الزمن إلى المحافظات المحتلة بسبب خيانة بعض المرتزقة والعملاء، بأن اليمن لن يقبل تواجدهم في الأراضي اليمنية، وعليهم أن يرحلوا منها وإلا فإنهم سيكونون على موعد مع نيران وبراكين الغضب اليمني الذي سيسمع صداه الكون بأكمله وسندع الأفعال هي من تقول وتكتب فصول المواجهة.
وفي سياق متصل علّق العميد الركن عابد الثور على العرض العسكري، بالقول: "العرض لم يكن تهديدا للسعودية انما كان رسالة للسلام، ووصولنا الى مرحلة متقدمة من الانتاج العسكري انما هي دلالة على تعاظم القدرة العسكرية".. وأضاف: "هذه الأسلحة هي لضمان الدفاع عن اليمن، فاذا كانت السعودية ترى في نفسها القدرة على المراوغة والالتفاف فان القوات المسلحة اليمنية تمتلك الخيارات ومن أهمها القدرة العسكرية على وضع حد للمماطلة والمراوغة والالتفاف على استحقاقات السلام وعلى انتزاع حقوق شعبنا المشروعة والمحقة والعادلة".. معتبراً أن قواتنا المسلحة وصلت لذروة الصناعة العسكرية والحربية، وباتت تملك القدرة على المواجهة في أي لحظة والاستعداد الدائم لصد أي هجوم قد يخلّ بالأجواء التي يشيعها الطرف السعودي.
وعن الأسلحة الحربية، اعتبر العميد الثور، أن تطويرها هدفه الأساسي تشكيل قوة عسكرية قادرة على الدفاع عن الجزر المُحتلة.. وقال: “وزير الدفاع بخطابه في العرض العسكري وضع النقاط على الحروف ووضع ثوابت وطنية وهي أننا لن نسمح باستمرار احتلال جزرنا ولا بتواجد قوات أجنبية على اراضينا”.. وأشار إلى أن العرض العسكري الذي أقيم بمناسبة العيد التاسع لثورة ال 21 من سبتمبر المجيدة، هو رسالة واضحة على الجهوزية الكاملة لليمنيين ولقواتهم المسلحة واستعدادهم لكل الخيارات،.. وتابع “اليمن بات اليوم يملك قوة عسكرية ذاتية ونوعية، يكاد لا يملكها بلد إقليمي لا حرب فيه ولا حصار.
استعراض الأسلحة
شهد العرض العسكري المهيب، مشاركة عدد 360 آلية عسكرية على متنها معدات وصواريخ وأسلحة متطورة، ومشاركة 5 طائرات مروحية حلقت فوق ساحة العرض بميدان السبعين وفي سماء العاصمة صنعاء، كما شاركت عدد من الطائرات الحربية. وتم الكشف لأول مرة عن صاروخ سجّيل، وهو صاروخ مجنح يبلغ مداه 180 كم، ويعمل بالوقود السائل والصلب، وبرأس حربي يزن 100 كغ، ويستطيع إصابة أي هدف في البحر الأحمر بدقة متناهية..
وبلغت عدد المنظومات التي تم عرضها أكثر من عشرين منظومة صاروخية منها منظومات صاروخية جديدة لم يتم الكشف عنها من قبل.. وكشفت قواتنا المسلحة عن صاروخ قدس4 : صاروخ مجنح، أرض – أرض بعيد المدى، قادر على إصابة الهدف بدقة عالية إضافة ميزة التخفي عن الرادارات، وهو واحد ضمن سلسلة صواريخ قدس، التي وصلت مدياتها إلى آرامكو (قدس2)، وقدس3 الذي كُشف عنه العام الماضي والذي أُعلن أن مدياته تصل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما تم الكشف عن صاروخ بدر 4 باليستي أرض-أرض، متوسط المدى، يعمل بالوقود الصلب، ويتميز بدقته العالية في إصابة الأهداف.. وكذا صاروخ قدس البحري، أرض-بحر، بعيد المدى، مضاد للقطع البحرية، قادر على إصابة الأهداف البحرية الثابتة والمتحركة بدقة عالية، ويتميز بقدرة تدميرية كبيرة.
صاروخ عاصف: صاروخ باليستي أرض- بحر، أول صاروخ قادر على التقاط الأهداف بصرياً وحرارياً، ويبلغ مداه 400 كم، ووزن الرأس المتفجر 500 كيلوجرام، وطول الصاروخ 10 متر، ويعمل بالوقود الصلب.
جيش ليس للاستعراض فقط
وكان للعرض العسكري المهيب بالعيد الوطني التاسع لثورة 21سبتمبر المجيدة، صداه الكبير لدى الكثير من الناشطين الذين سارعوا إلى نشر صور ومقاطع وتعليقات على العرض، وذلك على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية.
وقال ناشطون في تدوينات لهم على منصة "اكس"، هذا جيش حاربته جيوش 17 دولة، جيش لم يكذب عندما أقسم أنه سيحارب ويدافع عن وطنه إلى آخر قطرة من دمه.. سيحارب حتى ان تقطّعت أوصاله، شعب اليمن مستعد للسلام ولكن إن لم يجنح الأعداء للسلام فهذا الجيش كعادته ليس للاستعراض فقط.
واضافوا، هذا ليس عرضاً عسكرياً لدولة عربية كما تعودنا أن نراه دائماً، بل لجيش عربي يمتلك قوة فعلية أثبتها في ميدان المعركة، حيث دافع عن تراب وطنه ل ٨ سنوات رغم الحصار والجوع والمؤامرات الداخلية.. وقال الناشطون "نعم صنعاء عاصمة تكسرت على أعتابها أحلامهم الشيطانية.. ألف مبروك لليمن هذا الانتصار العظيم".
فبدوره عبر الشيخ عاطف السقطري بقوله "يشهد الله أنه عجزت الحروف أن تعبر عن هذا العرض وعن هذه القوة بعد ثمان سنوات من الحرب والحصار والذي عجزت أن أوصفه أو أعبر عنه عن مدى كثر الفرح والإندهاش ياحكومة صنعاء لكم منا كل الفخر والإعتزاز والمحبه والسلام.
بدوره تحدث الناشط سعيد الميسري في تعليقه على مشهد للجرحى خلال العرض العسكري، قائلاً "ما يميز جيش صنعاء عن جيش المرتزقة.. إن هؤلاء فقدوا أطرافهم لكن لم يفقدوا عقيدتهم وأولئك بمجرد تأخر الراتب يتركون جبهاتهم.. جيش عنيد لدرجة مخيفة شاركوا بطرف دون الأخر وجرحى المرتزقة في مصر يتسولون قيمة علاجهم في شوارع القاهرة".
وعلق برهان العروشي، على العرض العسكري بالقول "يكفي منجز ثورة 21سبتمبر هذه الصورة التي يفتخر بها كل يمني.. وهذا من أهم أهداف الثورات اليمنية، بناء جيش وطني قوي يحمي البلاد اليمنية من كل من يريد أن يسلب الشعب اليمني حقوقه".
ناشط آخر، قال "لم يمر يوم طوال ثمان سنوات وقناتي العربية والحدث وأخواتها يعلنون القضاء على مئات من الجنود لصنعاء، واليوم في ذكرى ثورة 21سبتمبر ٢٠٢٣م صنعاء تنفذ أكبر عرض عسكري وتعرض منظومة أسلحة صاروخية مخيفة ومسيرات".
كما علق ناشط خليجي على العرض قائلاً "قوة قاهرة وقادرة على حسم نصر يماني تاريخي ويضع اليمن في المكان الذي يستحقه منذ عقود.. والله كبير يا يمن ومبروك نصرك مقدماً".. مضيفاً "كنت أنتظر عرضاً تاريخياً للقوة في منظومتنا الخليجية أو العربية لإرهاب أعداء القضية الفلسطينية إلا أن صنعاء التاريخ والحضارة تكفلت بذلك.. كبير يا يمن وغيرك الاقزام".
هذا ما ارعب دولة الاحتلال
ونشر الكاتب العربي الكبير عبدالباري عطوان تغريدة له -معلقاً على العرض العسكري المهيب- قال فيها بأن صاروخ طوفان كان درة العرض العسكري في صنعاء.
وأشار عطوان، بأن صاروخ طوفان آثار رعب دولة الاحتلال لأن مداه يصل إلى ألفي كم.. لافتاً أن بإمكانه قصف إيلات ومفاعل ديمونة في الأراضي المحتلة بسهولة..
وقال "إنه إبداع يرفع رؤوسنا العرب عالياً، والأهم من ذلك حب أهلنا في اليمن كل اليمن الشجعان لفلسطين".. وتابع "فاليمني يفعل ولا يهدد والأيام بيننا".
خبراء أمريكيين: طوفان يمكنه ضرب أي نقطة في إسرائيل
إلى ذلك نشر، خبراء أمريكيون، من بينهم الخبير فابيان هينز، زميل أبحاث الدفاع والتحليل العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، والخبير جوشوا كونتز، وحساب يحمل اسم فليكي هوندز، صور للأسلحة الجديدة التي تم عرضها في ميدان السبعين، في محاولة منهم لتحليلها وتقدير مدياتها.
واتفقت تحليلات الخبراء الأمريكيون، على فاعلية ومديات الصواريخ الاستراتيجية لصنعاء مثل صاروخ طوفان الذي قالوا إن مداه يصل إلى 2000 كم، وهو ما يجعله قادراً على ضرب أي نقطة في دول التحالف أو في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما تم الإشارة إلى صاروخ قدس 4 المجنح باعتباره مساوياً في المدى لصاروخ طوفان.
وكشفت مصادر، أن هذا الصاروخ قد جُرب في عملية تحذيرية للقوات الأمريكية في البحر قبل أسابيع، وهي العملية التي أعلن عنها المشاط والتي استهدفت تحذير السفينة يو اس اس انديانا بوليس.